تشكل على مدار السنوات الماضية موسم الدراما فى رمضان، وتطور بخطوات متتالية حتى وصل إلى الوضع الذى نشاهده اليوم، والذى يعتبر فى تقديرى الخاص مشهد مبدع وتطور ضخم فى صناعة الدراما، ليس على مستوى مصر فقط ولكن على مستوى الوطن العربى والشرق الأوسط، ولكن إلى جوار هذا التطور الكبير الذى تابعه الجميع باهتمام بالغ فى عالم الدراما، كان يتطور عالم آخر على الهامش، عالم حجز موقعه فى الفواصل، وتمكن من التطور بصورة غير مسبوقة من خلال تقديم أفكار جديدة، وتحويل الثوانى القليلة إلى أعمال فنية متكاملة ومبدعة والأهم من كل ذلك "مؤثرة".
سيدى الرئيس .. إعلان نقل آلام أطفال الحروب لقادة العالم
صناع الإعلانات خلال السنوات القليلة الماضية، تمكنوا من تحويل ما يقدمونه من مجرد دعاية لمنتج أو ترويج لسلعة إلى عمل فنى تنتظره الجماهير، ويتداوله رواد مواقع التواصل، عمل قادر على التأثير وجلب ملايين المشاهدات عبر الإنترنت دون أن يكون المشاهد مجبر على مشاهدته، والأكثر من ذلك إثارة الرأى العام وخلق حالات جدل كثيرًا ما تكون إيجابية، وفى كثير من الأوقات أصلا تمكن من تغيير ثقافات وأخطاء مجتمعية وعلاج الكثير من الأخطاء فى العلاقات الإنسانية.
المنافسة الرمضانية فى عالم الإعلانات لم تعد تعتمد فقط على جلب النجوم الكبار لجذب الأنظار للإعلان من خلالهم، ولكنها بدأت أيضا فى صناعة نجوم خاصين بها، ففى رمضان هذا العام نشاهد الجمهور ينتظر "أوفا" الذى ظهر فى رمضان الماضى لإعلان لأحد البنوك، ويحتفى الشباب عبر مواقع التواصل بظهوره فى إعلان هذا العام بعد غياب.
عودة أوفا تثير اهتمام رواد مواقع التواصل
حتى الآن ونحن فى اليوم الرابع من الشهر الكريم، يتصدر قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة فى موقع يوتيوب فى مصر على الأقل 5 إعلانات كاملة، متخطين العديد من المسلسلات ومتفوقين عليها بأرقام واسعة، على رأسهم إعلان "سيدى الرئيس" لأحد شركات الاتصالات الكويتية، وهو الإعلان الذى قدم فكرة مبهرة، تمكنت من إثارة ردود أفعال واسعة للغاية بين الجمهور، ونقل مشاعر ملايين الأطفال المشريدن ورسائلهم لزعماء العالم.
نجوم المنتخب والفن
دعنى أقول لك أن قائمة الإعلانات المتصدرة لقائمة الأكثر مشاهدة، حقق بعضها أرقام مبهرة، فإعلان محمد منير الذى قدم دعوة لعودة علاقتنا مع الجيران حقق حتى الآن ما يزيد عن 7.5 مليون مشاهدة، أما إعلان نجوم المنتخب المصرى وقدرتهم على "التمثيل" فى أى شىء طالما سيمثلونا فى روسيا حقق 6.4 مليون مشاهدة.
النجوم فى أحد إعلانات رمضان
الحقيقة وإن كان الجميع يتابع وبدقة نجوم الدراما، فهناك نجوم أيضا للفواصل يستحقون التحية والمتابعة، بالطبع لنا عليهم ملاحظات، ولهم الكثير من الأخطاء، ولكن القاعدة تقول أنك طالما تعمل فستوجد الأخطاء، ولكن فى النهاية الكثيرون منهم استطاعوا الوصول لمستويات عالمية، وتقديم أعمال فنية حقيقة على مستوى الصورة والصوت والفكرة والتناول والطرح تستحق التقدير والاحترام، وحولوا عملهم من مجرد مهنة البحث عن أموال لوضع اسم منتج لأعمال فنية تستحق الكثير من الوقوف أمامها.
أعتقد أن البعض الآن يقول أن الإعلانات أكثر ما أزعجه فى رمضان، ولكن هنا أقول أن الأزمة ليست فى الإعلانات بل فى طريقة عرضها بكل تلك الكمية على الشاشات، وإن كنت أتفهم رغبة القنوات فى تغطية التكلفة الضخمة للغاية فى صناعة المسلسلات إلا أننى أرى أن تعويضها يكون عبر رفع سعر وقيمة الدقيقة الإعلانية وليس عبر زيادة مدتها، فيجب أن تكون الدقائق محددة بحد أقصى للإعلان مقابل العمل، وفى حالة زيادة الطلب يتم رفع سعر الدقيقة لتغطية التكلفة وليس زيادة مدة الدقائق.
إعلان منير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة