أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. رحلة البحث عن الجرجير فى صحارى سيناء لدعم المحتاجين.. المواطنون يحصدونه عصر كل يوم بالعريش.. يزرع بدون مبيدات أو كيماويات.. المزارعون ينتظرون الموسم لبيع إنتاج أحواضهم فى عادة رمضانية توارثتها الأجيال

الإثنين، 21 مايو 2018 05:30 م
صور.. رحلة البحث عن الجرجير  فى صحارى سيناء لدعم المحتاجين.. المواطنون يحصدونه عصر كل يوم بالعريش.. يزرع بدون مبيدات أو كيماويات.. المزارعون ينتظرون الموسم لبيع إنتاج أحواضهم فى عادة رمضانية توارثتها الأجيال البحث عن الجرجير عادة يومية بالعريش
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شراء الجرجير، عادة يومية توارثها أهالى مدينة العريش عصر طوال أيام شهر رمضان، يقطعون فرادى وجماعات مسافات مترجلين وصولا لأشهر مكان تزرع فيه الخضروات الطبيعية وهو مجرى وادى العريش.

على جانبى مجرى الوادى المحكمين بجسر من صخور مقتطعة من الجبال تبدو مشاهد الأهالى من كل الأعمار، يقطعون الجسر بالهبوط عبر سلالم نحتت فى الصخر تصل بهم لمتسع المجرى وفضاءه الواسع، والتى تنتشر أحواض زراعية بالخضراوات المختلفة الأنواع.

 

الرحلة تجمع ما بين جلب حزم من الجرجير الأخضر الطازج من بين المزروعات البكر، وبين الترفيه عن النفس وقضاء أوقات آخر النهار فى الهواء الطلق، وهى مصدر خير ودخل لعدد كبير من بسطاء المزارعين فى مدينة العريش.

 

ما تشتهى الأنفس

رصد "اليوم السابع" أجواء مجرى وادى العريش بأحد أيام رمضان ومرافقة الباحثين عن الجرجير من أبناء مدينة العريش، وهى الرحلة التى وصفها " سعيد شبل"، موظف، إنها عادة يومية له فى رمضان، بعد أدائه صلاة العصر، يتجه لمجرى وادى العريش، حيث يجد كل ما تشتهى الأنفس من الخضروات على حد وصفه، مشيرًا أن مجرى وادى العريش باتساعه وما يحويه مجراه من أحواض خضراء هو مكان بديع التكوين، وإنتاجه بكر، وأفضل بكثير مما يباع فى الأسواق من خضروات تتلاقطها الأيادى.

 

وأضاف شبل، أنه يشترى خضروات وجبة الإفطار لأسرته، مع حزمة جرجير، وتابع قائلا: "احنا بنغير جو من البيت لهذا المكان الحلو، نقابل ناس كويسة نهاديهم ويهادونا بالكلام الطيب".

 

فيما قال رمضان سالم السباح، إنه حريص على هذه العادة على مدار 6 سنوات، وإلى جانب الجرجير وخضروات السلطة يشترى قليل من الفلفل العرايشى الأخضر من المزارعين فى المكان، مضيفًا: "السعر هنا قليل والمزارعين ناس مسامحه وكريمة ويكفيهم القليل".

 

بينما أشار خالد الجمال، موظف، وهو يحمل حزم من الجرجير والنعناع الأخضر، إلى أن لهذه المزرعات نكهة خاصة، تدفعه للحضور كل 3 أيام لشراء ما يكفى حاجته، بسعر أقل من المحدود، وأفضل بكثير من السوق.

 

بدورهم أبدى المزارعون سعادتهم بأحواء رمضان، وعادة زيارة الأهالى لهم فى مكان أحواضهم الزراعية وشراءهم المباشر للجرجير والخضروات.

 

وأوضح مكاوى سليمان من كبار المزارعين، أنه منذ القدم ومجرى وادى العريش ممتلئ بأنواع كثير من المزروعات من خضروات وفواكه، وقال إن هذا المجرى أصبح الأن محكوما فى مجرى محدد بعد آخر سيول شهدتها العريش، وكان خلال فترة الستينيات حوض كبير يمتد من مجراه الحالى على طرف مدينة العريش الشرقى حتى يصل حى الضاحية حاليا وصولا لأبوصقل، وكانت كلها مناطق زراعات تتم بالشواديف، حيث يحضر السيل سنويا ويغمر الأرض وبعد توقفه يسارع الأهالى للزراعة الموسمية.

 

وأضاف سليمان، أنه بعد تعديل مسار الوادى وجعله فى مجرى محدود بعد آخر سيل، لم يتوقفوا عن الزراعة، ولكن وفق اشتراطات جديدة، فلم يسمح لهم بالزراعة للأشجار وسمح لهم بالخضروات الموسمية شتاءا وصيفا، وهم من ملاك الأرض ويقومون فى الوقت الحالى بتقسيمها لأحواض ومصدر المياه آبار تسحب منها المياه، وتوزع بنظام الرى الحديث على كل حوض.

 

وأشار المزارع مكاوى، وهو موظف على المعاش تحول لمزارع لقضاء وقت فراغه وكسب الرزق، إلى أن الأرض نظيفة ويعتمدون على الأسباخ البلدية، والإنتاج طبيعى لذلك يلاقى إقبالا كبيرًا من الأهالى.

 

فى سياق متصل، أكد أحمد سليمان، أحد شباب مدينة العريش، على أنه يساعد والده فى الزراعة، لافتًا إلى أن المكان كله خير، واهتمام الناس جميعهم بالحضور يتنوع إضافة لشراء الجرجير، هناك من يسلى صيامه، وآخرين لايملكون ويحضرون للحصول على حزم خضروات مجانا، وشباب صغير السن يحضرون ويأخذون كميات يبيعونها على الطرق وفى الأسواق لتوفير مصروف لهم لذلك يعتبر " كله خير وبيجب خير".

 

وعلى طرف أحد أحواض الجرجير فى مجرى وادى العريش، انخرط المزارع المسن محمود مكاوى  فى قص حزم جرجير وربط كل حزمه بخوص الجريد الأخضر، وهو يردد " الحمدلله فيما رزق"، توقف الرجل المسن ليناول الحزم لأحد زبائنه، وكانت فرصة للحديث عن تجربته فى الزراعة فى المكان واستقبال زبائن رمضان، التى أكد على أنه سعيد أنه يسعد الناس فى هذا المكان منذ عام 1980 حتى اليوم لم يغيب خلالها يوما عن مزرعته الصغيرة .

 

وقال مكاوى: "الناس على قدها فى اللى بيشترى بجنيه و2 جنيه و5 جنيهات، وفى اللى مامعهوش ومش بنسيبه يمشى، وكمان الناس بتحضر تتفرج على الخضرة، والخضرة نبذل جهد لتنجح زراعتها نحمل الأسباخ على أكتافنا، ونقلب التربة الطينية الصلبة بالفأس، وأمنيتنا أن يسمح لنا بدخول الجرارات الزراعية لتساعدنا".

 

والتقط محمد جميعان عوض الله، أحد كبار المسنين فى مدينة العريش، والذى تواجد فى المكان، أطراف الحديث بقوله: "أننا نعتبر الوادى ملاك خير لأهله، والجميع يترحم على زمن سابق كان المكان بفيض بزراعات أفضل بكثير من الحالية".

 

500 فدان زراعى

وقال عبدالرحيم سليمان، مهندس زراعى على المعاش، إن أرض مجرى الوادى تزرع بها كل الخضر الورقية، ولاتستخدم فى عملية الرى سماد أو مواد كيماوية أو مبيدات، مشيرًا إلى أن المساحة تقدر بنحو 500 فدان يقوم الأهالى بالزراعة فى أجزاء منه.

 

وأعرب سليمان، عن أمنيته أن تقوم الجهات المسئولة باستغلال المكان الفضاء فى مجرى الوادى بدلا من تركه مكان متصحر، من خلال عمل ملاعب خضراء، وعمل مسطحات تعمل على إضافة شكل افضل للمكان.

 

مصب وديان سيناء

وأشار الباحث محمد عابد، إلى أن هذا المكان يعتبر نهاية ومصب كل وديان سيناء فى مجرى وادى العريش، حيث نهايته على بعد 1 كيلو متر من البحر المتوسط، وهو مكان له أهمية لدى سكان مدينة العريش من القدم ويرتبط بكثير من مورثاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ومنها إقامة الاحتفالات، إضافة إلى الزراعات المتنوعة بطرق تقليدية بسيطة، والتى كانت فى الماضى شواديف ومعاميل، وحاليا آبار سطحية،وتم إحاطة المكان بصخور تمثل جسرمحكم من الجانبين على مجرى الوادى وربط غربه بشرقه بكبارى علوية، بعد اخر سيول شهدتها المحافظة.

 

وأضاف الباحث السيناوى، أن حضور الأهالى يوميا للمكان هو تأصيل لتراث يتجدد حتى انهم يقولون لبعضهم البعض " رايحين الشواديف" دلالة على حرصهم ألا يغيب أهم مظهر احتفالى رمضانى طبيعى لأهل العريش عصر كل يوم.

بائع جرجير
بائع جرجير

 

 فى مجرى وادى العريش
فى مجرى وادى العريش

 

مزروعات
مزروعات

 

 مزارع
مزارع

 

 إنتاج للبيع
إنتاج للبيع

 

أحد الأهالى
أحد الأهالى

 

 زبون من 6 سنوات
زبون من 6 سنوات

 

إقبال على الشراء
إقبال على الشراء

 

 تجهيز الحوض
تجهيز الحوض

 

 الباحث محمد عابد
الباحث محمد عابد

 

 المهندس عبدالرحيم سليمان
المهندس عبدالرحيم سليمان

 

 المزراع محمود مكاوى
المزراع محمود مكاوى

 

تجهيز للبيع
تجهيز للبيع

 

أحد المشترين
أحد المشترين

 

ترفيه وتسلية
ترفيه وتسلية

 

ترفيه
ترفيه

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة