عصا أمريكا وجزرة أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووى.. مايك بومبيو يعرض استراتيجية لمواجهة إيران.. واشنطن تستهدف الرد على اتهامها بالتعامل بعشوائية مع ملف النووى.. وإعادة الكرة لملعب طهران بعد الانسحاب من الاتفاق

الإثنين، 21 مايو 2018 12:03 م
عصا أمريكا وجزرة أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووى.. مايك بومبيو يعرض استراتيجية لمواجهة إيران.. واشنطن تستهدف الرد على اتهامها بالتعامل بعشوائية مع ملف النووى.. وإعادة الكرة لملعب طهران بعد الانسحاب من الاتفاق العصا الأمريكية والجزرة الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووى
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يلقى وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، يوم الاثنين، خطابه الأول بعد توليه منصبه رسميا إثر إقرار الكونجرس صلاحيته للحقيبة الوزارة، ومن المقرر أن يعرض استراتيجية لتكوين تحالف دولى ضد إيران وخطة عمل أمريكية لثنى إيران عن تمددها الإقليمى وسلوكها "المزعزع للاستقرار".

 

استراتيجية بومبيو

تشير استراتيجية بومبيو إلى أمرين أساسيين، أولا: أنها تأتى ردا من جانبه على الأصوات الأمريكية الداخلية ووسائل الإعلام التى تقول بإن الإدارة الأمريكية لا تملك استراتيجية محددة تجاه إيران سوى المضى قدما فى معاقبتها، وثانيا: أن تعيد واشنطن الكرة إلى الملعب الإيرانى بعد الانسحاب من الاتفاق النووى يوم الثلاثاء 8 مايو الحالى.

 

 

يأتى هذا بينما يحاول دبلوماسيون من أوروبا والصين وروسيا التوصل إلى اتفاق جديد يعرض على إيران مساعدة مالية للحد من تدخلها فى المنطقة وتقليص تطويرها للصواريخ الباليستية على أمل إنقاذ الاتفاق النووى بعد الخطوة الأمريكية الأخيرة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فيلت ام زونتاغ" الألمانية.

 

ويقول مسئولون فى الاتحاد الأوروبى، إن الأطراف الأوروبية والأسيوية سيجتمعون فى فيينا خلال الأيام المقبلة تحت قيادة الدبلوماسية الكبيرة بالاتحاد الأوروبى هيلجا شميد لمناقشة الخطوات التالية التى من شأنها إنقاذ الاتفاق النووى والتوصل إلى حل وسط وصيغة ترضى الأمريكان والإيرانيين.

 

تقرير صحيفة فيلت الألمانية حول اتفاق نووى جديد
تقرير صحيفة فيلت الألمانية حول اتفاق نووى جديد

 

وبحسب الصحيفة فأن دلوماسيون ومفاوضون من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، سيحاولون اتخاذ خطوات عملية من شأنها إعادة مكتسبات الاتفاق النووى، خاصة أن العقوبات الأمريكية التى ستوقع على إيران وعلى كل المتعاملين معها بدءا من 8 نوفمبر المقبل ستفقد الاتفاق مضمونة الجوهرى وهو إدماج إيران فى النظام المالى العالمى.

 

 ما يريده الأمريكان

ويستهدف الأمريكان من أى اتفاق جديد التوصل إلى التزام توقعه إيران بوقف نشاطاتها المزعزعة للاستقرار، لاسيما فى اليمن وسوريا، فضلا عن السعى إلى تعديل "البنود المعيبة" فى الاتفاق النووى، وإدخال تعديلات على بنود الغروب وإلزام إيران بوقف التجارب الصاروخية الباليستية.

 

 

ومن المقرر أن يطرح بومبيو خارطة طريق دبلوماسية لتحقيق بنية أمنية جديدة وإطار أمنى أفضل، بخصوص السلوك الإيرانى فى المنطقة، ما يعنى أن الانسحاب الأمريكى من الاتفاق لم يكن نهاية المطاف، بل بداية مجموعة من الخطوات تعتزم واشنطن من خلالها إكراه إيران على القبول بالمفاوضات وتعديل الاتفاق والتوقف عن آليات دعم الحروب والنزاعات فى الإقليم.

 

ويفهم من ذلك أن الدبلوماسية الأمريكية تريد تدارك المكسب الإيرانى من خروج واشنطن من الاتفاق حين ألقت الكرة فى ملعب أوروبا وصدرت إليها الأزمة، وعليه تعيد الخارجية الأمريكية الكرة إلى ملعب إيران مرة أخرى وهو ما بدا واضحا من خلال الاتصالات التى أجراها بومبيو مع الألمان والفرنسيين والبريطانيين، لحثهم على دفع إيران فى اتجاه تعديل الاتفاق.

 

هل تقبل إيران؟!

تشير التقارير إلى أن العرض الأوروبى ـ الأسيوى الموحد، سيقدم إلى إيران، لكن من غير المؤكد أن توافق إيران عليه فى ظل عدة معطيات أولا: أن الغرب هو الذى يطالب إيران بتقديم التنازلات للبقاء فى الاتفاق خاصة أن سعر البرميل الخام وصل فى البورصات العالمية إلى نحو 80 دولار مع توقعات مسبقة من وزير الطاقة والنفط الإيرانى بأن السعر العادل هو ما بين 60-65 دولارا.

 

 

بمعنى أدق تريد أوروبا الحصول على النفط الإيرانى بأقل من الأسعار العالمية، مع العلم أن إيران تصدر إلى أوروبا نفطا بنحو 9 مليارات دولار فى العام وهو المكسب الأساسى المفترض من وجهة النظر الأوروبية المترتب على انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووى.

 

كما أن إيران لن تستطيع المقامرة برأس المال السياسى الذى أنفقته على النظام السورى والحوثيين فى السنوات الأخيرة مقابل تعويضات مالية وإلا خسرت صورتها الذهنية لدى أذرعها فى الإقليم بالكامل، مع الإشارة إلى أن روسيا طالبت كل الأطراف العاملة فى سوريا بالانسحاب لإعادة الاستقرار إلى البلد الذى أنهكته الحرب منذ مارس 2011.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة