كيف ستتغير عناوين الصحف لو أقيم الزفاف الملكى بالشرق الأوسط.. أمير شاب يهدر 32 مليون استرلينى من أموال شعبه على زفافه.. الجنون بممثلة أمريكية كلفه 14 ألف دولار للمكياج و300 ألف للفستان.. ويجبرها على اعتزال الفن

الإثنين، 21 مايو 2018 10:00 م
كيف ستتغير عناوين الصحف لو أقيم الزفاف الملكى بالشرق الأوسط.. أمير شاب يهدر 32 مليون استرلينى من أموال شعبه على زفافه.. الجنون بممثلة أمريكية كلفه 14 ألف دولار للمكياج و300 ألف للفستان.. ويجبرها على اعتزال الفن الزفاف
تحليل يكتبه حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل الدخول إلى تفاصيل هذا التحليل أرجوك لا تتخيل أننى أدافع عن أحد ضد أحد، ولا أحاول التبرير لسلطة ربما تبدد بالفعل ثروات شعبها، ولكن الأمر ببساطة هو مجرد تخيل كيف كانت ستغطى الصحافة العالمية حفل الزفاف الملكى للأمير هارى وميجان ماركل، لو أقيم فى الشرق الأوسط، وقبل أن تخبرنى عن الفروق بين الدخل فى بريطانيا والدخل فى مصر، والاقتصاد الإنجليزى العفى والاقتصاد المصرى الذى يتلمس طريقه نحو الاستقرار، دعنا نتخيل أن هذا الحفل فى أحد الدول الخليجية الغنية بالنفط، والتى ربما يتفوق دخل الفرد فيها على دخل المواطن البريطانى.

الدوق والدوقة خلال الاحتفال
الدوق والدوقة خلال الاحتفال

 

على مدار الأيام الماضية تصدر حفل الزفاف الملكى للأمير هارى، والممثلة المعتزلة ميجان ماركل اهتمامات الملايين حول العالم، على موقع التدوينات القصيرة تويتر حصد الحفل حتى الأمس أكثر من 6 مليون تغريدة وفقا لشركة "Visibrain" المتخصصة فى متابعة مواقع التواصل الاجتماعى، وتصدرت صورة الأمير وزوجته أغلفة الصحف من كل مكان فى العالم، وحتى فى الوطن العربى كان الحدث هو الأبرز فى صدارة النقاشات وحتى لحظات كتابة هذه الصدور يتصدر الزفاف الملكى موقع التدوينات القصيرة فى مصر ليعلن أنه الحدث الأبرز على مائدة اهتمامات المصريين.

الآلاف اهتموا بمتابعة الحفل
الآلاف اهتموا بمتابعة الحفل

 

دعونا نعود للتخيل كيف كانت ستتغير عناوين الصحف العالمية والبريطانية لو أقيم هذا الحفل فى الشرق الاوسط، فصحيفة التايم على سبيل المثال كتبت "الزفاف الملكى.. الحب الحديث"، فيما كتبت دايلى ميل مانشيت عن غياب والد العروس "لن نسمح لشيء بأن يفسد أهم يوم في حياتنا"، فيما كانت الموضوعات تتناول أناقة العروس والفضل والنتائج الإيجابية التى سيعود بها هذا الحفل على السياحة البريطانية والاقتصاد البريطانى، فهل يمكن أن نصف هذا بأنه نوع من التطبيل للعائلة الملكية البريطانية من صحافة بلادهم، على حساب الفقراء والمشردين، ولا تتخيل ان بريطانيا لا يوجد بها فقراء ومشردين، فعلى مواقع التواصل الاجتماعى فى بريطانيا نفسها تداول البعض كوميكس تعبر عن محاولة منظمين الحفل لإخفاء المشردين البريطانيين عن عيون ملايين المتابعين للزفاف الملكى.

حفل الزفاف الملكى
حفل الزفاف الملكى

 

الصحف العالمية كانت بالتأكيد ستتحدث عن الأمير الشاب المتهور الذى أهدر 32 مليون جنيه استرلينى من أموال شعبه الغاضب على ممثلة أمريكية متوسطة الجمال، وكيف دفعه جنونه وعشقه لتلك الممثلة على دفع 14 ألف دولار لمكياج بسيط، و300 ألف لفستان زفاف أسطورى، ودفعه هوسه فى الشهرة والبذخ لإنفاق 110 آلاف جنيه استرلينى على الزهور، بينما تكلفت الولائم التى أعدت لأصدقائه من الملوك والأمراء والمشاهير إلى 286 ألف جنيه استرلينى، واشترى كعكة زفاف بـ50 ألف أخرى.

 
مقارنة بين الزفاف الملكى والأفلام الكارتونية
مقارنة بين الزفاف الملكى والأفلام الكارتونية

بالطبع كل هذا لا يقارن بالأموال التى صرفت على التأمين، وهى الأموال التى تحملها دافعى الضرائب البريطانيين بالكامل، ودعنى أقول لك أن تأمين حفل زفاف الأمير وليام وكاثرين ميدلتون بلغت تكلفة تأمينه 6,35 مليون إسترليني، وهو الرقم الذى يتضاعف ثلاث مرات على الأقل فى تأمين حفل الزفاف الأخير.

 

لن ننسى بالتأكيد كيف دفعت العادات والتقاليد البالية الأمير الصغير لإجبار الممثلة الشابة التى ينتظرها مستقبل مبهر فى هوليوود على اعتزال التمثيل من أجل الموافقة على دخولها للعائلة المالكة، وتساؤلات حول مصادر دخل ذلك الأمير الذى ولد بملعقة ذهبية فى فمه.

Capture
الجماهير فى الحفل

 

بالطبع، إن كنت تسأل من أين تأتى الأسرة الحاكمة البريطانية بأموال التمويل لهذا الزفاف، فهى بالتأكيد لا تأتى عبر عملهم فى الحقول أو فى الصناعة، فالأسرة الحاكمة البريطانية تتلقى كل عام مبلغا كبيرا من المال من صندوق يعرف باسم "المنحة السيادية" وتدفعه مباشرة وزارة المالية البريطانية، وتقدر أرباحه هذا العام بنحو 82 مليون جنيه استرلينى، ووفقا لبي بي سى يستفيد بعض أفراد العائلة المالكة من الحصول على دخل إضافي، فمثلا، يحصل الأمير تشارلز على أموال من ملكية دوقية كورنوال، وهي محفظة من الأراضي والممتلكات والاستثمارات المالية.

6-42

أنا هنا لا أنتقد احتفاءك بالأمير والأميرة، وقصة حبهما التى تغلبت على القواعد والبروتوكول البريطانى، ولا إعجابك بشجاعته على اختيار سيدة متزوجة من قبل وتكبره بثلاث سنوات وإعلان حبه لها رغم صفوف الجميلات المتاحين أمامه، ولكن المشاهد بالفعل كانت ستختلف فى كل شيء لو لم يكن الحفل فى أوروبا والدول المتقدمة، لو كان كل ما فى الحفل مجرد سجادة حمراء مفروشة لسيارة الأمير كان الأمر هنا سيختلف حتى لو لم ينفق 100 ألف إسترلينى على الزهور و14 ألف على مكياج من الصعب رؤيته بالعين المجردة.

1439245671851256093

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة