كانت هجرة الرسول (ص) من مكة إلى المدينة، تحولا فى الدعوة الإسلامية وإقامة دولة الإسلام، وخرج رجالا كثر، كما خرجن نساء أشداء آمنوا بالله وبرسوله ولم يبتغوا غير الإسلام دينا.
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)، وشخصية هذا اليوم هى أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط بن ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى الأموى، وزوجة الصحابة الكرام "زيد بن حارثة، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، عمرو بن العاص".
وهى فتاة خرجت وحيدة من مكة قاصدة الهجرة إلى المدينة، لتكن فى صحبة المؤمنين وفى معية آخر المرسلين، أسلمت "أم كلثوم" وقت ما كانت الدعوة لازالت فى مكة وبايعت ولم يتهيأ لها الهجرة مع المؤمنين وقت هجرة الرسول (ص)، إلا سنة سبع للهجرة، وكان خروجها زمن صلح الحديبية، وكان من الأمور الصعبة على أم كلثوم كفتاة وحيدة الخروج وحدها لتقطع الطريق إلى المدينة دون حماية فخرجت أم كلثوم رغم المخاطر من مكة وحدها.
وبحسب "كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، فإن بنت عقبة هى أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبى (ص) وأصحابه، ولا نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا "أم كلثوم".
خرجت من مكة وحدها، وصاحبها رجل من خزاعة، حتى قدمت الهدنة، فخرج فى أثرها أخواها الوليد وعمار، فقدما ثانى يوم قدومها، فقالا يا محمد، شرطنا أوف به.
فقالت أم كلثوم: يا رسول الله، أنا امرأة، وحال النساء إلى الضعف، فأخشى أن يفتنونى فى دينى، ولا صبر لى، فنقض الله العهد فى النساء، وأنزل آية الامتحان، وحكم فى ذلك بحكم رضوا به كلهم.
فامتحنها رسول الله (ص) والنساء بعدها: "ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام، لا حب زوج ولا مال" فإذا قلن ذاك لم يرددن.
فى المدينة تزوجت أم كلثوم من أربعة صحابة، فتزوجت زيد بن حارثة الذى قتل يوم مؤتة، وبعده تزوجت من الزبير بن العوام، وولدت زينب ثم طلقها، فتزوجت مرةً أخرى من أغنى الصحابة عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميداً وإسماعيل، وعندما توفى عنها، تزوجها عمرو بن العاص وقد توفيت بعد شهر من زواجه وذلك فى فترة خلافة على.
روت عن خير الأنام عشرة أحاديث أخرج لها منها فى الصحيحين حديث واحد متفق عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة