فى مثل هذا الشهر من كل عام، ترصد الأسر المصرية ميزانية كبيرة لشراء الأطعمة والمشروبات التى تستهلكها خلال رمضان، وبصورة تزيد كثيرا عن الأيام العادية، ولكن على مدار العامين الأخيرين ارتفعت أسعار السلع بصورة كبيرة جدا. فكيف أثرت على موائد المصريين؟
الكثير من الأسر تجاوبت تماما مع زيادة الأسعار وقللت من استهلاكها للأطعمة والمشروبات، ولم تعد مائدتها تعج بالأصناف العديدة والكميات التى تكفى أضعاف عدد الأسرة، والعزومات التى تكلف مئات الجنيهات بصورة يومية، هذا كان حال إيناس محمد ربة أسرة مكونة من 5 أفراد.
إيناس قالت لليوم السابع: "هذا العام قلصت الميزانية تماما لم نشتر الياميش وقللنا الكميات كثيرا، ولم تعد المائدة تحوى أكثر من صنف نشويات وصنف لحوم وسلطة ونوع شوربة واحد، بعد أن كنا نجهز العديد من الأصناف يوميا فى السنوات السابقة".
وأصبحت وجبة الإفطار فى رمضان على مائدة أسرة إيناس كأى وجبة غداء فى الأيام العادية، ودخلت وجبة الكشرى على مائدة الإفطار هذا العام، بعد أن كانت محظورة تماما فى رمضان.
وعلى العكس تماما كان حال ناهد عبده التى تجهز إفطارا يوميا لأسرة مكونة من زوج وثلاثة أبناء بزوجاتهم وأبنائهم، حيث تحرص على لم شمل الأسرة الكبيرة يوميا فى رمضان، ولكن هذا الإفطار يحوى أكثر من نوع لحوم، وأكثر من نوع نشويات بالإضافة إلى السلطات والمقبلات بأنواعها، وتقول ناهد: "عيب لما أعمل فطار فى رمضان فيه صنف واحد، أو أعمل قليل لأن ممكن استقبل ضيوف لازم اكون عاملة حسابى".
من جانبه يوضح عمرو حامد رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية لـ"اليوم السابع"، ان عمليات السحب هذا العام، كانت أكثر من العام الماضى بحوالى 5 – 10%، وهى ليست نسبة كبيرة ولكنه يرى أن زيادة الطلب من المستهلكين على شراء المواد الغذائية فى رمضان هذا العام حركت السوق بالفعل، خاصة الطلب على السكر والزيوت والسمن، وقد يرجع ذلك إلى طرح شنط رمضان بكميات كبيرة هذا العام شهدت إقبالا كبيرا لتوزيعها على الفقراء.
رانيا الماريا خبيرة الاقتصاد الاجتماعى والتنمية البشرية، تؤكد أنه يمكن لكل أسرة تدبير احتياجاتها من المواد الغذائية خلال شهر رمضان بحسب ميزانيتها بصورة أفضل تحقق المزيد من التوفير فى النقود والمجهود، إذا ما تم الاستخدام الأمثل لمواردها المتاحة، وهو الأساس الذى يقوم عليه علم الاقتصاد.
وقالت الماريا لـ"اليوم السابع"، أن هذه الأهداف يمكن أن تتحقق بثلاث خطوات الأولى هو التخطيط الجيد، حيث تحسب الأسرة دخلها خلال الشهر، واحتياجها من الأطعمة والمشروبات وتعد قائمة كاملة بوجبات الإفطار والسحور على مدار الشهر بما يتناسب مع دخلها، على أن يتم تحديد الكميات بطريقة رشيدة، حتى لا يحدث فائض كبير عن احتياجها.
وفى المرحلة الثانية يتم شراء المستلزمات والاحتياجات بأفضل طريقة من خلال شرائها على مرة واحدة، ومن اماكن بيع الجملة، بعد مقارنة الأسعار فى أكثر من مكان، وبمزيد من الجهد فى الاختيار سيتم توفير المزيد من النقود التى يمكنها شراء المزيد من الاحتياجات.
أما المرحلة الثالثة هى تحول الأسرة من مستهلكة إلى منتجة، بمعنى أن النوع الواحد من السلع الغذائية يمكن طهيه بأكثر من طريقة والاستفادة من كل جزء فيه، ضاربة المثل بالدجاجة، فإذا اشترينا 5 فرخات على سبيل المثال، يمكن تجميع الكبد والقوانص فى وجبة، وكذلك الأجنحة، وحتى الجلد المخلى يمكن استخدامه فى عمل الممبار، وهو ما يطلق عليه "الممبار الكداب".
وقالت خبيرة الاقتصاد، أن الكثير من الأسر اضطر إلى التوفير اجباريا بعد زيادة الأسعار وهو اتجاه جيد، ولكن من الأفضل زيادة الوعى بعملية التوفير من خلال التخطيط الجيد وعدم الإسراف فى أنواع وكميات الأطعمة، وبهذه الطريقة ستحدث حالة من التوازن بين دخل الأسرة مهما كان حجمه، ومصروفاتها، ولن تصبح الميزانية "مخرمة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة