هل قتل الحسد الطفلة "كارما"؟.. والدتها وضعت صورتها على "فيس بوك" فماتت فى اليوم التالى.. آلاف التعليقات بالسوشيال ميديا تتهم "الحسد" فى الوفاة.. وعلماء الأزهر يردون: مبالغات غير صحيحة وثقافة مغلوطة

الثلاثاء، 22 مايو 2018 07:30 م
هل قتل الحسد الطفلة "كارما"؟..  والدتها وضعت صورتها على "فيس بوك" فماتت فى اليوم التالى.. آلاف التعليقات بالسوشيال ميديا تتهم "الحسد" فى الوفاة.. وعلماء الأزهر يردون: مبالغات غير صحيحة وثقافة مغلوطة الحسد - أرشيفية
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عاصفة من الجدل تجتاح مواقع التواصل الاجتماعى حول تسبب الحسد فى مقتل "الطفلة كارما"، بعدما نشرت والدتها صورتها على موقع فيس بوك، فتوفيت بعدها بفترة قصيرة، الأمر الذى اعزاه العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى "الحسد".

وتم مشاركة "البوست" الأصلى الذى يحوى صورة الفتاة 21 ألف مرة، كما تفاعل 43 ألف شخص مع البوست الأصلى للأم المصابة، ثم سريعا انتشرت دعوات على موقع فيس بوك، تحذر الأهالى من نشر صور أطفالهم، لأن هناك حسد قد يقتل، كما أدعى أحد المنشورات المنسوب لأحد الأشخاص السلفيين، بأن الحسد والعين هو ثانى أسباب الوفاة، ناسبا ذلك إلى حديث شريف، التفاعل الضخم مع الوفاة.

كرتونة رمضان
كرتونة رمضان

الدكتور محمد الشحات الجندى، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، اكد لـ "اليوم السابع" أن مثل هذا الكلام الذى يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى عن قدرة الحسد على فعل الشرور هو أمر فيه مبالغة كبيرة، فالحسد وارد فى القرآن والسنة، وله شرور قد نراها فى واقعنا، لكن الموت هو قضاء وقدر وأجل، والمرض هو ايضا قضاء وقدر، ولا يجب على الإنسان أن يتعلق بمثل هذه الأمور .

 

وتابع أستاذ الشريعة الإسلامية، قائلا إن الدين ذكر الحسد والعين، لكن أن تلقى عليها كل المشكلات وأن تلغى الأسباب التى تؤدى للمسببات، تحت ذريعة الحسد فهذا أمر لا يقول الدين به.

وعن استشهاد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى بـ حديث "العين" الذى رواه الصحابى عامر بن ربيعة، فقال الجندى إن هذه أحاديث "آحاد" لا يؤخذ به فى أمور العقيدة مثل "القضاء والقدر"، فلا مليون فيس بوك ولا تعليق يقتل أو يؤذى أو يصيب، وهذه مصادفة بين النشر وقضاء الله وقدره.

الطفلة الحسد

الطفلة الحسد


واختتم الشحات الجندى تصريحه بقوله: "هذه ثقافة مغلوطة، وللأسف نعلل الأمور بناء على أساس الثقافة المغلوطة، إن الحسد لا يمكن أن يغير بهذا الشكل، والحاسد لا يمكن أن يؤذى بعينه حتى يقتل، فهذا للأسف نوع من الأمية الاعتقاد فى مثل هذه الأمور".

الشيخ أحمد المالكى، الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر الشريف، من جانبه قال إن "العين" أمر مذكور فى الكتاب والسنة، وهناك ما يسمى بـ "العين المعجبة" وهى العين التى تعجب بالأشياء التى تنظر لها وتغبطها وتتمنى لو كان لديها مثلها، وهناك "عين حاسدة" وهى التى تتمنى أن يزول ما فى يد الآخرين من "نعمة".

وتابع المالكى فى تصريح لـ "اليوم السابع" قائلا إما أن تسبب العين الحاسدة ضررا على الشخص، فهذا لا يقع إلا إذا صادف هذا قدرا وقضاء مكتوبا من الله عز وجل، والإمام بن تيمية مثلا عزى الحسد إلى أنه مجرد الكراهة والبغضاء.

واختتم المالكى تصريحاته قائلا، إن الحسد سلوك إنسانى لا يجب أن يخشى منه المؤمن، ولا يجب أن يدفعه لتغيير سلوكه الطبيعى فى الحياة، مادام مؤمنا ومتحصنا بالله عز وجل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة