أصبحت أوضاع الأسواق الناشئة الآن أسوأ مما كان عليه وقت الأزمة المالية عام 2008، بحسب تقرير نشرته "بلومبيرج"حول وضع الأسواق الناشئة والتطور بها، وبحسب دراسة حديثة للخبيرة الاقتصادية بجامعة هارفارد كارمن راينهارت، فإن تغير الأسواق الناشئة يأتى فى وقت يتعامل فيه المستثمرين بمزيد من الحذر مع الأصول الثابتة، وانخفاض داخل عدد من الأسواق مثل الأرجنتين واندونيسيا وتركيا، ولكن الآراء تختلف الآن حول ما إذا كان الاضطراب الحالى مجرد تغيير بسيط أو بداية لشيء أكبر، فالصورة مازالت مختلفة من اقتصاد لآخر، مع القليل من التحسن العام.
لمحة عن تطور الأسواق منذ عام 2008 :
الحسابات الجارية :
وبحسب الدراسة فوضع الحسابات الجارية تغير خاصة أنها تعتبر المقدمة الدفاعية للأسواق الناشئة، وفى الوقت الذى تباهت فيه عدد من الأسواق بتحقيق أكبر فائض للحسابات الجارية عام 2008، فهى الآن لديها عجز ضئيل، ويأتى جزء منه بسبب انخفاض كبير فى الفائض التجارى الصينى، ولكن الصورة العامة لم تحدد بعد فبعض الدول مثل تايلاند مازالت محتفظة بتوازناتها الإيجابية.
من الفائض للعجز :
وانخفضت مستويات الحسابات الجارية من عام 2008 لعام 2018 لتتحول من 3.44% لـ 0.7% عام 2018
وحقق الاقتصاد العالمى نمو منذ عام 2011، بينما سيميل معدل النمو فى الأسواق الناشئة والاقتصاديات النامية إلى التسارع أكثر من ذلك على مدى السنوات القليلة المقبلة، وفقا لصندوق النقد الدولى، وهذا يوفر عازل ضد الرياح المعاكسة مثل ارتفاع أسعار الفائدة، حتى لو لم تكن معدلات النمو عالية كما كانت وقت لأزمة المالية العالمية.
وبهذا فمعدل النمو يعد بطئ فى الأسواق الناشئة عن ما كان عليه فى عام 2008 ولكنه يتسارع، كان عام 2008 بنسبة 5.73 % ووصل عام 2018 لـ 4.9 % .
الاقتراض
واقترضت حكومات الأسواق الناشئة بشكل ثابت خلال العقد الماضى خلال أدنى مستوى لمعدلات الفائدة، فالشركات أيضا زادت من رصيدها من الدولار للمقترضين من غير البنوك فى الدول النامية ووصلت لـ 3.7 تريليون دولار نهاية العام الماضى بأكثر من 1.5 تريليون العقد الماضى بحسب بنك التسويات الدولية، وتمثل الديون فى الأسواق الناشئة عبئ فكانت عام "2008" 33.90 % ووصلت عام 2018 لـ 51.5 % .
تقلب فى سعر العملة :
وبحسب مؤشر جى بى مورجان للأسواق الناشئة، فمقياس التقلب فى العملة ظل منخفضا عند المستويات الدنيا لها التى كانت عليها عام 2008، ورغم استمرار التقلب فى الأرجنتين وتركيا، ولكن مازال الين الصينى بعيدا عن الاستقرار خلال الشهور الماضية.
سوق السندات :
أتى العائد على السندات الدولارية فى أقل مستوى لها تاريخيا فى إشارة إلى أن مستويات الضغط للمستثمرين مازالت منخفضة، كما وصل الدخل الحالى لأقل قراءاته فى مؤشر بلومبيرج ليصل إلى 5.6 % لأكثر من 4.5 % منذ بداية العام وفى عام 2008 زاد المعدل من 6.6 % فى يناير لأعلى مستوى له فى أكتوبر بنسبة 14.3 % .
على الجانب الآخر قالت وكالة التصنيف الائتمانى "فيتش ريتنج" إن مستويات الديون تضاعفت أربع مرات خلال عقد من الزمن فى الأسواق الناشئة مما جعلها عرضة للخطر مع تشديد السياسات المالية العالمية، ورفع معدلات الفائدة فى الولايات المتحدة 6 مرات على الأقل بنهاية العام القادم، وربما تتناقص تدفقات رؤوس الأموال الداخلة إلى الأسواق الناشئة مع ارتفاع عائدات الأصول الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة