استطاع بصوته العذب وأسلوبه الجديد فى الإنشاد الدينى أن يدخل سريعًا إلى قلوب الشباب من جيله، وأصبحوا يرددون أناشيده فى جلساتهم ويستخدمونها كنغمات لهواتفهم، كما أن البعض اعتبر أنه أدخل لونًا جديدًا من الإنشاد الدينى إلى مصر.
المنشد الدينى مصطفى عاطف، استطاع فى وقت قصير أن يحجز لنفسه مقعدًا وسط كبار المنشدين المصريين، بعد نجاح أناشيده الدينية، فكان لنا معه هذا الحوار ضمن سلسلة حوارات «المدّاحون».
فى البداية ما هى حكاية لقب السفير الأزهرى؟
- من صغرى أعشق الأزهر وأنا أدرس الآن فى جامعة الأزهر، وبعدما تعرفت على الدكتور أسامة الأزهرى، أصبحت أعشق الأزهر أكثر، وحينما أسافر إلى أى بلد لا يصدقون أنى أزهرى، وكتبت على «تويتر» السفير الأزهرى، فالناس أطلقوها علىّ.
على ذكر الدكتور أسامة الأزهرى.. كيف ومتى كانت بداية علاقتك به؟
- أنا كنت مواظبًا على مجلس الشيخ فى الجامع الأزهر، وأحضر دروسه، وكنت أهابه جدا وأخشى حتى أن أسلم عليه، ثم التقيته قبل 6 سنوات فى افتتاح إحدى القنوات الدينية، وتشجعت وذهبت للتعرف عليه، وفوجئت أنه يعرفنى وأنشد على كلمات من إحدى قصائدى، وطلبت منه وقتها أن أكون مرافقا له، وحتى الآن وأنا مرافق له داخل وخارج مصر.
هل تتقاضى أجرًا على صلاة التراويح فى مسجد المشير طنطاوى؟
- فى الحقيقة أنا أخذت عهدا على نفسى منذ بدايتى، ألا أتقاضى أجرًا على تلاوة القرآن الكريم.
فى رمضان الماضى تم تداول فيديو لك تدعو فى صلاة التراويح بشكل مبالغ فيه.. وانتقدك الكثيرون.. كيف تلقيت هذا الانتقاد؟
- أولا الفترات اللى فاتت كان فيه نقد كثير جدًا لى ومعظمه نقد غير موضوعى، وأنا لا أرد على أى نقد مهما كان، سواء بالدفاع عن نفسى أو بالهجوم، ولكن فى هذا الموقف شعرت أننى أخطأت وأرسلت الفيديو للشيخ أسامة الأزهرى وقال لى أنت بالفعل أخطأت، فاعتذرت.
هناك تيار يرفض استخدام الموسيقى فى الإنشاد الدينى.. ما رأيك؟
- أرى أن الموسيقى مهمة جدا للإنشاد الدينى، لأننا نخاطب جيلا من الشباب يستمع بالفعل للموسيقى، فيجب أن نخاطبهم بما يحبون، والله سبحانه وتعالى قال «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ»، كما أننى بحثت وتأكدت أن الموسيقى حلال وأن حلالها حلال وحرامها حرام.
رسالة لمن يكفر الإنشاد الدينى بالموسيقى؟
- أنا كمصطفى عاطف أرد عليهم بالسكوت، فأنا أعلم وأؤمن برسالتى فى الإنشاد الدينى وهى نشر الرحمة النبوية وإسعاد الناس، فأنا أسافر البلاد لإسعاد الناس، وأكثر ما يسعدنى حينما أنشد وأرى الجمهور سعيد.
فى زيارتك لمستشفى 57357 كتبت على «فيس بوك» أنك رأيت الله ورسوله ورأيت سماحة السيد المسيح.. وهوجمت كثيرًا بسبب هذا الكلام.. كيف تلقيت هذا الهجوم؟
- هذا ما رأيته بالفعل، لأننى فى أول زيارة للمستشفى انبهرت بالإتقان والجودة ومراعاة الضمير والرحمة بالأطفال، بالمستشفى فقلت هذه العبارة، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالرحمة وإتقان العمل، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالرحمة بالناس، وكذلك السيد المسيح يأمرنا بذلك، ولم يخنى التعبير بل إنه كان فى محله تمامًا.
أول حفلة لك كانت فى عمر كم سنة؟
- كان عمرى وقتها 7 سنوات، كان احتفال توزيع جوائز مسابقة حفظ القرآن الكريم على الطلاب فى بلدى المحلة الكبرى، ثم من بعدها بدأت فى حفلات تلاوة القرآن الكريم وبدأت أصلى بالناس إمامًا، لكن من سن 16 سنة بدأت أركز أكثر على الإنشاد الدينى.
أنشودة «قمر» كانت نقطة تحول فى حياتك كيف كان ذلك؟
- أنا أتصور أن «قمر»، أحدثت طفرة وتحول، ليس فى حياتى فقط ولكن فى الإنشاد الدينى فى مصر بشكل عام، بمعنى أن الإنشاد الدينى بدأ يكون له أداء وشكل مختلف.
وكيف ترى الإنشاد الدينى فى مصر الآن؟
- الإنشاد الدينى فى تطور ملحوظ، وأتمنى أن يخرج من مصر جيل من العظماء السابقين، خاصة أن الكثير من الشباب بدأوا بالفعل تعلم الإنشاد، لكن هو يحتاج لصبر.
وهل تعلمت الإنشاد الدينى على يد أحد من المشايخ؟
- أنا متأثر جدا بالشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران، والشيخ طه الفشنى، وكذلك الشيخ سيد النقشبندى، وتعلمت على يد الشيخ محمد الهلباوى، المقامات الموسيقية فى منزله، ثم التحقت بنقابة الإنشاد الدينى كأصغر عضو مجلس إدارة وكان عمرى 23 سنة، وكان للنقيب الشيخ محمود التهامى وجهة نظر فى أن يكون أعضاء مجلس الإدارة ممثلين لكل الأعضاء، من بينهم شاب بين قوسين «مودرن».
حينما قدمت أنشودة «دراويش».. صنفك البعض على أنك صوفى..كيف رأيت هذا التصنيف؟
- القليل جدًا يفهم معنى أن تكون صوفيًا، وأنا لا أطول أن أكون صوفيًا، لكن أنا دائما أقول إن منهجى أزهرى وسطى شافعى المنهج وأشعرى العقيدة، وأحب لقب منشد، وأظن أن المنشد يجب أن يكون محبا والتصوف يعنى المحبة.
هل ترى أن الفرق السورية ربما تسحب البساط من المنشدين المصريين؟
- لا شك أن مدرسة الإنشاد الدينى المصرى عريقة بشهادة العالم، والمدرسة السورية كبيرة أيضًا، ووجودهم فى مصر يزيد المنافسة، ولكنه لن يسحب البساط.
موقف لا تنساه من الجمهور؟
- من المواقف التى لا أنساها والتى تحدث دائما طريقة الاستقبال والحفاوة للمنشد الدينى خارج مصر، ففى إحدى الدول كان استقبالى من خلال موكب كبير من الفندق إلى القاعة، وأنا الوحيد الذى استقل سيارة مكشوفة والناس أمامى وحينما سألت عن سر هذا الاستقبال كان الرد أن الاستقبال يجب أن يليق بمداح الرسول، وفى حفلاتى فى إندونسيا أدخل الحفل وأنا على حصان.
الجوائز التى حصل عليها المنشد مصطفى عاطف؟
- حصلت على جائزة يوتيوب، وجائزة الملتقى الإعلامى العربى للشباب بجامعة الدول العربية، وتم تكريمى أيضا فى جامعة أبو ظبى لمشاركتى فى عام الخير.
ما هو طموحك فى المستقبل؟
- أتمنى أن أؤثر فى الأطفال، وأنا الآن أعد لبرنامج تعليمى للأطفال، لأن الأمل فى الأطفال، وأنا أسعى لزرع القيم الدينية والقيم الأخلاقية فى الأطفال من خلال الأناشيد الدينية، كما أننى أتمنى أن أظل خادمًا للأزهر الشريف.
رسالة للمنشدين الشباب؟
- أولا الصبر ثم الصبر، و«سمّع صوتك لله يسمّع صوتك للجميع»، وأود أن أقول لهم إننى صرفت على الإنشاد الدينى أكثر مما صرف علىَّ، من خلال إنتاج أناشيد على نفقتك لا تلقى مردودا بسبب ضعف الجمهور الخاص بهذا اللون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة