قالت صحيفة "الإكونوميستا" الإسبانية، إن إيطاليا تترقب تعيين رئيس للحكومة وسط قلق أوروبى متنام، لاسيما بخصوص الميزانية، فيما فضل الرئيس سيرجيو ماتاريلا إجراء مشاورات جديدة قبل أن يقرر ما إذا كان سيعين المحامى جوزيبى كونتى (54 عاما) الذى اقترحته حركة "خمس نجوم" المناهضة للمؤسسات القائمة وحزب "الرابطة" اليمينى المتطرف، فى هذا المنصب.
ويشكل كونتى كابوسا لأوروبا خاصة بعد أن اتخذ الائتلاف الشعبوى موقفا صارما ضد الاتحاد الأوروبى، وهو ما يخلق العديد من الاسئلة حول خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبى فى ظل الحكومة الجديدة المشككة فى الاتحاد.
وتم تسليط الضوء على كونتى، فى وقت كشف فيه الائتلاف الجديد عن خطط لقمع عمليات الهجرة مع خطط لترحيل 500 ألف مهاجر غير شرعى وتحدى الاتحاد الأوروبى فى عدة مجالات، بما فى ذلك ميثاق الاستقرار والنمو، الذى يضع حدود عجز صعبة فى الميزانية تبلغ 3% من الناتج المحلى الإجمالى.
ووصف زعيم حركة النجوم الخمسة لويجى دى مايو، كونتى بأنه رجل عصامى، مشيرا إلى أنه يمثل مزيج بين حزبه وبين ليجا، مشيرا إلى أنه يخوض الانتخابات بنزاهة وينجح فيما فشل فيه غيره، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة يجب أن تحصل على موافقة الرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا، كما يجب على كونتى أن يحصل على تصويت الثقة من كلا المجلسين التشريعيين، رغم ثقته بالموافقة عليه، لكن رغبة فى أن تسير الأمور بطريقة رسمية.
ولا يعرف الكثير عن كونتى باستثناء خبرته الكبيرة فى القانون وفى المجال الأكاديمى، وهو بعيد تماما عن عالم السياسية. كما أنه المحامى الشخصى لدى مايو.
وظهوره الأول حتى الآن أمام الشعب الإيطالى كان خلال تقديم حركة خمس نجوم قبل الانتخابات فريقها الحكومى وتحدث حينها مطولا عن إصلاحات للنظام القضائى وإلغاء أكثر من 400 قانون.
وأثارت الإجراءات المالية المكلفة فى العقد ونبرته المشككة باليورو قلق أسواق المال، كما أقلقها طرح اسم كونتى لرئاسة الوزراء، فأغلقت بورصة ميلانو بتراجع 1.52 %. وازداد الفارق بين فوائد الاقتراض الإيطالية والألمانية على فترة 10 سنوات، 55 نقطة وصولا إلى 186 فى أقل من أسبوع.
لكن بحسب استطلاع نشر بداية الأسبوع الجارى فى صحيفة لاريبوبليكا، فأن 60% من الإيطاليين قالوا إنهم يؤيدون حكومة تضم حركة خمس نجوم وحزب الرابطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قلق الأوربيين من نزعة الأغلبية الإيطالية الجديدة ضد الاتحاد الأوروبى، تأتى من أن إيطاليا هى إحدى الدول المؤسسة للاتحاد، وهى الدولة الصناعية الثانية فى القارة بعد ألمانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة