يكثر الحديث ويتجدد عن الحكم الشرعى عن بعض مفسدات الصوم خلال شهر رمضان الكريم، ويدور جدل عقيم بين العامة حول تلك المفسدات، بل ويفتى البعض دون علم وبلا سند حول الأمور الجدلية غير مدركين أن ذلك يعد من الكبائر، كما يقول العلماء، ومن أشهر الأمور التى يتجدد الحديث عنها فى رمضان، كل عام، جواز وضع المكياج خلال الصوم، والصيام فى الدول التى تشهد نهارا طويلا، والتعطر فى نهار رمضان، وحكم استخدام المعجون وفرشاة الأسنان، وتجيب دار الإفتاء عن الأمور سالفة الذكر.
هل يجوز للمرأة وضع المكياج خلال الصوم؟
يظن كثير من الناس، أن المرأة إذا كانت صائمة ووضعت المكياج على وجهها أو شفتيها أن ذلك يفسد صومها، والصحيح أن "الماكياج" لا يفسد الصوم إذا كان لا يتجاوز الشفتين، لأنه ليس بأكل ولا شرب.
وأوضح الشيخ عمر الدرعى إمام جامع الشيخ زايد الكبير، فى فيديو قصير، أن الله سبحانه وتعالى نهانا أثناء الصوم عن الطعام والشراب ولم يأمرنا عز وجل بترك الزينة فقال تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ".
الصيام فى دول الشمال الإسكندنافية إذا كان النهار طويلا؟
حكم الصيام فى دول الشمال الإسكندنافية؛ والذى يكون الفرق بين الغروب والفجر فى جنوب البلاد حوالى الساعتين، أى يصل عدد ساعات النهار إلى أكثر من 18 ساعة.
وردت دار الإفتاء على الفتوى بقولها، المقترح للمسلمين فى هذه الحالة أن يصوموا مثل عدد الساعات التى يصومها أهل مكة المكرمة، لأنها أم القرى، ليس فى القبلة فقط، بل فى تقدير المواقيت إذا اختلت، فيبدأ المسلمون فى تلك البلاد بالصيام مِن وقت فَجرهم المحلى، ثم يتمون صومهم على عدد الساعات التى يصومها أهل مكة المكرمة، فلو كان الفجر فى تلك البلاد مثلًا فى الساعة الثالثة صباحًا وكان أهل مكة يصومون أربع عشرة ساعة، فإن موعد الإفطار يكون فى الساعة السابعة عشرة، أى الخامسة بعد الظهر بتوقيت تلك البلاد، وهكذا.
هل يجوز التعطر فى نهار رمضان؟
يتساءل البعض عن جواز التطيب للصائم، وتقول دار الإفتاء، يجوز شرعًا للصائم أن يتطيب فى نهار رمضان، ولا حرج عليه فى ذلك، مع مراعاة ألا يصل شيء من الطيب إلى جوفه.
استخدام بخاخة الربو أو بخاخة الأنف يفسد الصوم
قالت دار الإفتاء، إن استعمال كل من بخاخة الربو أو بخاخة الأنف يفسد الصوم، لأن فى استعمالهما إيصالًا للسائل إلى الجوف على هيئة رذاذ له جرم مؤثِر، وللمريض الذى لا يستغنى عنها فى أثناء الصوم أن يفطر، بل يجب عليه الفطر أن كان الصوم يضر به، ويقضى بعد ذلك أن كان مرضه طارئًا ويُرجى برؤه، فإن كان مستمرا؛ كالأمراض المزمنة وتلك المتعلقة بالشيخوخة ونحوها، فليس عليه قضاء ما دام العذر باقيًا، وإنما عليه أن يطعم مسكينًا عن كل يوم يفطر فيه وذلك حسب استطاعته المالية، ويمكن دفع القيمة، فإن كان فقيرًا حال وجوب الفدية عليه فلا شيء عليه.
ما حكم استعمال المعجون وفرشاة الأسنان أثناء الصوم؟
قالت دار الإفتاء ردا على سؤال حول حكم استعمال المعجون وفرشاة الأسنان أثناء الصوم، أنه يجوز للصائم استعمال المعجون وفرشاة الأسنان فى نهار رمضان، بشرط أن ينقى الفم بالماء جيدًا من آثار المعجون حتى لا تتسرب مادته إلى الحلق، فإن بقيت رائحة المعجون أو طعمه فإن ذلك لا يؤثِّر ما دامت مادة المعجون نفسها قد زالت.
