مما لا شك فيه أن المسلسلات الدرامية هى أكثر الأعمال الفنية تأثيراً على المشاهد، لأنها تؤثر فيه تأثيراً تراكمياً يؤدى إلى تغيير فى اتجاهاته الفكرية، ومن ثم سلوكه على المدى المتوسط والمدى الطويل، وهو ما يستوجب منا أن ننتبه للأثر شديد الخطورة لدور الدراما فى عملية تغيير أنماط السلوك الاجتماعى. ومنذ أن تراجع دور الدولة فى إنتاج الأعمال الدرامية الهادفة التى كانت تتميز بالمستوى الراقى عقب ثورة يناير عام 2011، نتيجة لعدم توافر الميزانية الكافية وصعوبة الوضع الاقتصادى للبلاد، ونحن نعانى أشد المعاناة من نوعية الأعمال الدرامية التى تقدم للمشاهد المصرى التى أصبح تركيزها للأسف على كل ما هو سلبى، وإغفال كل ما هو إيجابى، وكأنها هجمة موجهة على كل المجتمع لضرب قيمه وأخلاقه وانتمائه فى مقتل.
إن عودة الدولة لإنتاج الأعمال الدرامية الراقية فى أسرع وقت ممكن أصبح ضرورة ملحة، وأولوية قصوى، لأن كل تأخير فى هذه العودة فائقة الأهمية يضخم المشكلة، ويزيد من صعوبة معالجتها.