أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

الوقاحة الأمريكية والهوان العربى

الخميس، 24 مايو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أما من حد لهذا الهوان العربى؟ أما من قاع للتردى العربى فى هاوية الضعف والتراجع أمام الوقاحة الأمريكية والاستعمار الأمريكى والابتزاز الأمريكى والبلطجة الأمريكية والعدوان الأمريكى؟ نستطيع أن نضع مئات الكلمات التى تعبر عن الحالة الأمريكية المسعورة التى تنهش فى الجسد العربى دون رادع من قانون دولى أو توازن عالمى، ولا حتى اعتراض الجسد العربى الخاضع للنهش والافتراس بصورة تدفع الوحش إلى التوقف عن الإيذاء.
 
بعد القرار المشؤوم لترامب بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى، وما أعقبه من انصياع باراجواى ورومانيا للنهج الأمريكى الظالم والمستهين بالحق الفلسطينى الثابت والحقوق التاريخية للعرب والمسلمين فى المدينة المقدسة، ها هو الوحش الأمريكى يسعى إلى المناورة بخطوة استعمارية جديدة للتغطية على جريمته بحق الفلسطينيين والعرب، وهذه المرة سوريا هى الضحية، سوريا التى أرادوها جثة هامدة وأرضا بلا شعب، أرضا هجرها شعبها، واحتلتها الميليشيات الموجهة بالريموت كونترول حتى يسهل تمرير المخطط الاستعمارى الصهيونى بشأنها.
 
عضو مجلس النواب الأمريكى، رون دى سانتيس الذى شارك فى مراسم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كشف خلال الساعات الماضية، أنه تقدم بمبادرة فى الكونجرس تنص على اعتراف أمريكا بهضبة الجولان السورية المحتلة أرضا إسرائيلية، وقال النائب الجمهورى، دى سانتيس فى تصريحات نشرتها المواقع الإخبارية الإسرائيلية، إنه عرض على لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب، مشروع إعلان برتوكولى للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وتوقع دى سانتيس أن يلقى مشروعه تأييدا كبيرا من أعضاء مجلس النواب الأمريكى.
 
هكذا تسير الأمور فى أروقة صنع القرار الإسرائيلى الأمريكى، مزيدا من التخطيط والتدبير لاقتطاع مزيد من الأراضى العربية، فى ظل الغياب الكامل للقانون الدولى وللمؤسسات الأممية، وفى ظل حالة الضعف والهوان الكاملين للأمة العربية التى كانت فى أوقات سابقة لديها ثوابتها وقضاياها المصيرية وقدرتها على التأثير والرفض والمقاومة، ولم يكن يجرؤ أى رئيس أمريكى أو مسؤول غربى على إنكار الحقوق الفلسطينية الثابتة وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.
 
الآن ما العمل؟ هل يمكن أن يصمد الفلسطينيون بمفردهم فى مواجهة العدوان الإسرائيلى المستمر والمدعوم أمريكيا بصورة متغطرسة وغير مسبوقة؟ هل يمكن أن يصمد السوريون فى مواجهة الأطماع الإسرائيلية فى الجولان وهم يواجهون حربا عالمية على أراضيهم كما يواجهون خطر إسقاط الدولة السورية وتقسيمها إلى مجموعة دويلات طائفية لسنوات طويلة مقبلة؟ وهل يمكن أن تساند موسكو السوريين فى صراع غير متكافئ مع تل أبيب حال إعلان الدولة الإسرائيلية ضم الجولان إلى الأبد؟ وما موقف جامعة الدول العربية ومن بين أعضائها من باع سوريا للأمريكان ومول الفصائل الإرهابية لإسقاط الدولة ومازال؟
اللحظة الراهنة لا تعترف إلا بقانون الغاب، وإن لم تستطع الدولة أن تمتلك مقومات الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها فلا يمكن أن تلوم أحدا غير نفسها، خاصة بعد أن انتهى عهد الثوابت والمشتركات التاريخية التى كانت تجمع بين العرب، وبعد أن صار تعبير الوطن العربى غريبا على الأسماع وبدون دلالة فعلية أو مردود فى الواقع.
 
لم يعد من خيار للمقهورين والمظلومين والمحتلين والمستهدفين من الشعوب العربية إلا خيار المقاومة المسلحة وتكبيد المعتدين والمحتلين وطلائع الاستعمار الجديد أكبر خسائر ممكنة، إلى أن يضطروا إلى التراجع عن التهام الأراضى العربية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة