رغم خسارة ثلث مقاعده البرلمانية.. "الحريرى" رئيسا للحكومة اللبنانية للمرة الثالثة.. إعادة التكليف محاولة لحفظ التوازنات السياسية فى بيروت.. وأغلبية حزب الله عقبة أمام اختيار السياسى السنى لوزراء حكومته الجديدة

الخميس، 24 مايو 2018 03:00 م
رغم خسارة ثلث مقاعده البرلمانية.. "الحريرى" رئيسا للحكومة اللبنانية للمرة الثالثة.. إعادة التكليف محاولة لحفظ التوازنات السياسية فى بيروت.. وأغلبية حزب الله عقبة أمام اختيار السياسى السنى لوزراء حكومته الجديدة
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يستغرق الأمر طويلا كما هو المعتاد فى التوافق بين الأطياف المختلفة اللبنانية حول القرارات السياسية، ففى ساعات تم انتخاب نبيه برى رئيسا لمجلس النواب الجديد أمس، وفى ساعات أيضا انتهت مشاورات الرئيس اللبنانى ميشال عون مع الكتل النيابية بالتوافق على سعد الحريرى رئيسا للحكومة اللبنانية الجديدة للمرة الثالثة، فى مؤشر يوحى برغبة جماعية على حماية التوازنات وحالة الاستقرار التى نعم بها لبنان خلال الفترة الماضية.

حصل الحريرى على دعم أغلب الكتل النيابية، وفى مقدمتهم نواب اللقاء الديمقراطى، والتكتل الوطنى، وحركة الاستقلال، وكتلة النواب الأرمن، وكتلة ضمانة الجبل، وتكتل لبنان القوى، وكتلة تيار المستقبل، وكتلة حزب القوات اللبنانية " الجمهورية القوية" ونائب رئيس مجلس النواب إيلى الفرزلى، وكتلة الوسط المستقل، والرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتى، أما كتلة الوفاء للمقاومة هى الجناح السياسى لحزب الله فى مجلس النواب اللبنانى – وعددهم 14 نائبا - فلم تسم احدا لرئاسة الحكومة لكنها أكدت استعدادها للمشاركة فى الحكومة المقبلة والتعاون الإيجابى مع من تسميه الأكثرية النيابية، فى حين لم تكشف الكتلة القومية الاجتماعية عن الاسم الذى أودعته لدى رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة.

التوافق على سعد الحريرى رئيسا للحكومة كان فى حكم المؤكد حيث أنه لازال أكبر رمز للطائفة السنية فى لبنان، فرغم خسارته ثلث مقاعده البرلمانية إلا أنه احتفظ فى الانتخابات النيابية الآخيرة بالكتلة السنية الأكبر تحت قبة البرلمان، فضلًا عن أن الطوائف المختلفة أرادت إبقاء الصيغة التى استقرت عليها لبنان خلال العام ونصف الماضى منذ انتخاب الرئيس اللبنانى ميشال عون، وهى الصيغة التى أحدثت توازنا لبيروت وسط الحرائق الإقليمية التى تحيط بها.

 

ومنذ بداية المشاورات صباح اليوم بقصر بعبدا من قبل الرئيس عون كان واضحا التوافق على الحريرى، حيث كان أول من التقى الرئيس اللبنانى، وأشار الحريرى فى تصريح مقتضب له بعد اللقاء​ أن "اللقاء برتوكولى ونأمل كل الخير وسأترك لكتلة المستقبل تسمية رئيس الحكومة".

وبعدها أعلنت كتلة "المستقبل" اللبنانية بعد لقائها عون، تسمية  الحريرى​ لتشكيل الحكومة الجديدة، وقالت النائبة ​بهية الحريرى: "تقدمنا بالتهئة للرئيس ميشال عون على إنجاز ​الانتخابات النيابية​ وانتخاب رئيس المجلس النيابى أمس، وتمنينا عليه أن تكون للمرأة حصة فى الحكومة القادمة".

والتقى الرئيس عون الرئيس نجيب ميقاتى الذى أعلن بعد اللقاء تسمية الحريرى لرئاسة الحكومة قائلا: "على ضوء المقتضيات الوطنية والتحديات فى الداخل والخارج فإن كتلة الوسط المستقل اجتمعت أمس وأجمعت على تسمية الرئيس الحريرى لتشكيل الحكومة"، ثم التقى الرئيس عون الرئيس تمام سلام الذى قال: "نحن أمام مرحلة جديدة وأتمنى أن تكون مرحلة واعدة مع رجل واعد هو الحريرى"، وأكد سلام أنه مستقل ومتحالف مع كتلة المستقبل .

 

كما أعلن تكتل "لبنان القوي" بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ضمن ​الاستشارات النيابية​ تسمية الحريري​ لتشكيل الحكومة الجديدة، وأشار رئيس التكتل الوزير ​جبران باسيل​، إلى ان "هذا الموقف طبيعي ومنسجم مع نتيجة ​الانتخابات النيابية​ التي اعطت ​تيار المستقبل​ الصفة التمثيلية الاوسع والاكبر ضمن بيئته، وهذا ينسجم مع المبدأ الذي قاتل من أجله تكتلنا".

وأعلن نائب رئيس ​مجلس النواب​ ​إيلي الفرزلي​ انه يسمي الحريري​ لتأليف ​الحكومة​ الجديدة، وأكد أن "السبب الذى يملي علينا الالتزام بترشيح الحريرى هو تبنى مبدأ الممثل للمكون الذى ينتمى إليه تمثيلا صحيحا وعادلا وقويا ​​​​​".

وقالت صحيفة النهار اللبنانية أنه إذا كانت السرعة التي اتسمت بها مسارعة رئاسة الجمهورية الى تكليف رئيس الوزراء غداة انتخاب مجلس النواب رئيسه ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس تعكس دلالة سياسية معينة، فهي أن ثمة توافقاً عريضاً على استعجال كل الاجراءات الدستورية لاستكمال المرحلة الانتقالية بعد الانتخابات وصولاً الى تأليف سريع للحكومة الجديدة.

جبران باسيل
جبران باسيل

 

ودخل الحريرى إلى عالم السياسة بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005 حيث ورث والده سياسيًا، وشكل ما يعرف باسم تحالف "14 آذار" مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية سمير جعجع، وهو التحالف الذي قاد إلى ما عرف باسم ثورة الأرز التي كان من نتائجها خروج الجيش السوري من لبنان.

ثم تم انتخابه في مجلس النواب اللبناني لدورة عام 2005 عن مقعد السنة في دائرة بيروت الأولى والذي كان يشغله والده في الدورات السابقة، وأعيد انتخابه لدورة البرلمان لعام 2009 على المقعد المخصص للسنة بدائرة بيروت الثالثة، واستطاع مع حلفائه في تحالف 14 آذار من الحصول على الأكثرية النيابية فى تلك الدورة.

وتولى الحريرى رئاسة الحكومة اللبنانية للمرة الأولى فى 27 يونيو 2009 حيث كلفه الرئيس اللبناني أنذاك ميشال سليمان بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الاستشارات النيابية وتسميته من قبل 86 نائباً، إلا أن مشاورات تشكيل الحكومة شهدت عرقله من قبل خصومه فى مقدمتهم حزب الله الى أن تم تشكيلها فى 9 نوفمبر 2009.

فى حين تولى رئاسته الحكومة الثانية بعدَ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية حيث قامَ الأخيرُ بتكليفِ الحريري رسمياً لرئاسَةِ الحكومة وذلكَ في 11 نوفمبر 2016، ونال الحريري 110 صوتاً من نواب البرلمان البالغ عددهم 126 وشكّل حكومته الثانية بعد 40 يوما من التكليف.

واليوم يقف الحريرى على أعتاب العهدة الثالثة له فى رئاسة الحكومة، وإذا كان هناك توافقا على تسميته رئيسا للحكومة فإن التحدى الأكبر أمامه فى النجاح لسرعة تشكيل الحكومة، فى ظل حصول حزب الله وحلفاؤه على أغلبية نيابية فى المجلس الجديد الأمر الذى سيفرض تغيير قواعد اللعبة لصالح الثنائى الشيعى، وإمكانية تعاطى الحريرى مع المعطيات الجديدة ستحمله الأيام القادمة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة