عادت إيران إلى نقطة الصفر بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووى فى الـ 8 من مايو الجارى وإعادة العقوبات، الأمر الذى سوف تظهر أثاره سريعًا على اقتصاد هذا البلد المتعثر، والذى كان يبحث لتوه عن تحقيق انتعاش بعد توقيع الاتفاق فى مايو 2015 ورفع العقوبات الجاثمة على صدره بشكل تدريجى، لذا بدأ صناع القرار يبحثون عن وسائل إنقاذ اقتصاد بلادهم وتحويل تهديدات الإدارة الأمريكية له إلى فرصة لتنشيط وإدارة عجلة الإنتاج الداخلية للاعتماد على نفسها.
وفى هذا الإطار دشن المسئولون الإيرانيون مبادرة دعم المنتج المحلى، فى ظل تأييدهم لخطة "الاقتصاد المقاوم" أطلقها المرشد الأعلى فى إيران قبل 4 أعوام فى عام 2014 من أجل إنعاش الاقتصاد، كما أطلق على خامنئى على السنة الشمسية الإيرانية الجديدة والتى بدأت فى 21 مارس الماضى اسم "عام دعم الصناعة المحلية الإيرانية"، وباتت إيران فى حاجة إلى تطبيقها بعد عودة شبح العقوبات، والعمل على الترويج للمنتج المحلى كإستراتيجية لمواجهة العقوبات الأمريكية والحرب الاقتصادية التى ترى طهران أن واشنطن ستستعى من خلالها لتدمير البلاد، على نحو ما قال المرشد الأعلى فى الـ 30 من أبريل الماضى خلال خطابه حيث اعتبر "أن أمريكا تستعد لشن حربا اقتصادية ضروس ضد بلاده، وسوف تدار هذه الحرب من غرفة عمليات فى وزارة الخزانة الأمريكية". فى إشارة إلى العقوبات التى فرضتها الوزارة على إيران.
السوق الإيرانى
وفى ظل هذه الإستراتيجية اتخذ الإعلام الإيرانى على عاتقه الترويج لتجارب العديد من بلدان العالم التى ابتكرت أساليب عديدة ومختلفة لدعم منتجها المحلى والذى سيصب فى صالح اقتصادها، فى مقدمتها التجربة المصرية فى دعم المنتج المصرية والتى ساندتها الجماهير المصرية بابتكارات مختلفة، ومن أجل الاستفادة من هذه التجربة بث التلفزيون الرسمى الإيرانى تقريرا حول دعم المصريين لصناعتهم الوطنية والأساليب التى يتبعها الإعلام والشباب فى الترويج للمنتج المصرى.
وأشار تقرير قناة "خبر" الإيرانية والذى أعدته مراسلة التلفزيون الإيرانى "سميرة منتظرى" من القاهرة، إلى أن مصر من بين الدول التى وضعت على جدول أعمالها دعم المنتج المحلى.
تقرير التلفزيون الإيرانى
وحاول التقرير الذى بثه التلفزيون الرسمى الإيرانى نقل التجربة المصرية فى دعم المنتج المحلى، وقال إن الشباب المصرى أطلق مبادرات فى إطار دعمه لمنتج بلاده، على سبيل المثال دشن على مواقع التواصل الاجتماعى صفحات تحت عنوان "بكل فخر صنع فى مصر" للتعريف بالمنتج المصرى والترويج له بين الناس.
وفى إطار استفادة طهران من التجربة المصرية فى دعم المنتج المحلى، عقد التقرير لقاءات مع أصحاب محال تجارية وشباب فى مصر أكد على أن المصريين يشجعون صناعة بلدهم لأنها ذات جودة عالية وسعر مناسب مقارنة بالمنتج المستورد، لذا ازداد الإقبال عليها، كما أن ذلك أوجد تنافسية فى السوق المحلى والذى ستؤدى فى نهاية المطاف إلى منتج بجودة أعلى.
لقاءات مع اصحاب محال تجارية
وألقى التقرير الضوء على برنامج، "صاحبة السعادة" للفنانة القديرة إسعاد يونس، والذى أطلق مبادرة تضمنت عدة حلقات من أجل دعم الصناعة المصرية، وقال التقرير "إحدى الفنانات المرموقة فى مصر عقدت خلال برنامجها التلفزيونى مقابلات مع أصحاب المصانع المصرية، وتقوم بالترويج لمنتجاتهم وتعقد مقارنة بينها وبين المنتج المستورد، من أجل تشجع المصريين على الإقبال على شراء المنتج المصرى".
التقرير يلقى الضوء على صاحبة السعادة الذى حاول الترويج للصناعة المصرية
وفى ختام التقرير قالت المراسلة أن الإنتاج الداخلى لأى بلد يعد عصب اقتصادها، لكن هناك دور تلعبه الجماهير فى دعم الإنتاج والذى لا يعد أقل أهمية من دور الحكومات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة