فى واحدة من مظاهر السيطرة على مصادر الدخل حول العالم، تهمين شركتا فيس بوك وجوجل على نصيب الأسد من الإعلانات المنشورة عبر الإنترنت، ما يعد تقاسما مشتركا بين الشركتين الأمريكيتين لـ"سبوبة أموال مستخدمى السوشيال ميديا"، فى القارات الخمس، وهو ما يتطلب تفكيرا جديدا من ناشرى الصحف حول العالم لوضع حد لهذه الظاهرة.
ـ الحصيلة 335 مليار دولار
ومن جانبه رأى موقع "بوينتر" أن عائدات الإعلانات الرقمية، التى تهيمن عليها الشركات العملاقة مثل جوجل وفيس بوك، في طريقها لتتخطى حاجز الـ335 مليار دولار بحلول عام 2020، أو تقريبا نفس الناتج المحلي الإجمالي لدولة مثل أيرلندا.
ولفت الموقع في تقرير له نشره من خلال موقعه على الإنترنت يوم الخميس إلى أن أحد الباحثين قدّر أن فيسبوك وجوجل تسيطران نحو 85 في المئة من إجمالي عائدات الإعلانات الرقمية في جميع أنحاء العالم، مشددا على أن جوجل تواصل وحدها توجيه نحو ثلث قاعدة الإيرادات المتزايدة هذه فى كل بلدان العالم.
وأوضح أنه في الوقت الذي تستحوذ فيه الشركتان على هذا النصيب الضخم من عائدات الإعلانات، تكافح شركات الصحافة لإيجاد فتات من ذلك، خاصة بعد أن انخفضت عائدات الإعلانات الصحفية بنسبة 8.3 في المئة عن العام السابق في عام 2017.
كيفية المواجهة
في مواجهة هذه الهجمة، يجد بعض مشغلي الإعلام المستقلين في منطقة آسيا والمحيط الهادي نماذج أعمال جديدة لمساعدتهم على المنافسة، وتهدف اتحادات الناشرين إلى توفير منصة إعلانية أوسع لمشتريي المساحات الإعلانية الرقمية، وفقا للتقرير.
وشدد التقرير على أن هذا النموذج الجديد قد يعمل على إعادة تنشيط الإعلام المستقل والمحلي وتوفير نموذج أعمال جديد تبدو الحاجة إليه ماسة الآن وأكثر من أي وقت مضى.
وضرب الموقع مثالا على تلك الفكرة البسيطة نظريا، بحيث توافق مجموعات وسائل الإعلام التقليدية المتنافسة عبر المنصات المختلفة على الجمع بين الوصول الديموجرافي إلى منتج إعلاني واحد.
بهذه الطريقة، يحصل مشترو الإعلان على الوصول إلى ما يسمى "مناطق السوق المحددة"، أو DMAs، تلك التي تغطي مجموعة واسعة من المستهلكين، من الناحية النظرية، سيكون هذا كبيرًا بما يكفي لتحدي الاحتكار عبر الإنترنت لما تقوم به جوجل وفيسبوك، وفقا للموقع.
وقال إن الحواجز الثقافية وحواجز الحكم تبدو واضحة، ومع ذلك فإن العديد من المجموعات الإعلامية تتنافس بقوة لحماية المستهلكين، لذلك فإن تجميع البيانات حول قطاعات السوق التي تم جمعها بشق الأنفس والصراع مع المنظمات الأخرى، التي ربما كانت بمثابة أعداء سيئين في سوق شراء الإعلانات، يبدو نوعا من أنواع المكافحة البديهية فى الوقت الراهن.
تحالف وسائل الإعلام
وفى ظل استمرار تراجع أرباح الصحف، قرر المديرين التنفيذيين لوسائل الإعلام الأمريكية الكبرى أن الوقت بات ينفد لإجراء التغيير اللازم.
وبحسب ما نشرته صحيفة لوس أنجليس تايمز، يوليو الماضى، فإن مجموعة تسمى تحالف وسائل الاعلام، يضم ناشر نيويورك تايمز وناشر صحيفة وول ستريت جورنال، بالإضافة إلى عشرات الصحف الصغيرة، تدعو المشرعين الفيدراليين إلى منح الصناعة استثناء من قواعد مكافحة الاحتكار للتفاوض بشكل جماعى مع عمالقة التكنولوجيا.
وقالت الصحيفة إنه من خلال الإتحاد فإنه يمكن لوسائل الإعلام أن يكون لديهم تأثير أكبر فى مواجهة شركتى فيس بوك وجوجل اللتان تستحوذا على أكثر من 70% من سوق الإعلانات الرقمية فى الولايات المتحدة، الذى يبلغ 73 مليار دولار. وتراجعت إيرادات الصحف الأمريكية من الإعلانات عام 2016 إلى 18 مليار دولار مقارنة بـ50 مليار دولار قبل عقد، ذلك بحسب دراسة لمركز بيو للأبحاث.
يأتى هذا وسط قلق متزايد من التأثير على اقتصاديات صناعة الصحافة، وفى ظل السطو الذى يمارسه جوجل وفيسبوك على سوق الاعلانات الرقمية، طالب اتحاد ناشرى الصحف الكبرى فى الولايات المتحدة الكونجرس بالتدخل ومنحهم الحق للتفاوض جماعيا مع منصات وسائل التواصل الإجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة