فى تطوّر عزّز توجهاً إلى عقد قمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم يونج-أون، بعد بضعة أيام من المناورات والتقلبات الدبلوماسية، عقدت قمة مفاجئة بين الزعيم الكورى الشمالى والرئيس الكورى الجنوبى للمرة الثانية خلال شهر، فى بلدة بانمونجوم المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتيين، واستمرت المحادثات ساعتين، تبادلا الزعيمان وجهات النظر وناقشا سبل تطبيق إعلان بانمونجوم وضمان انعقاد قمة ناجحة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وفى ضوء ذلك نشرت سيول صوراً للقاء أظهرت مون يصافح كيم ويعانقه، ورافق الزعيمان رئيسَى جهازَى الاستخبارات فى الدولتين، فى إشارات إيجابية لنتيجة المحادثات بينهما، حيث أعلن الرئيس الكورى الجنوبى مون جيه-إن، اليوم الأحد، أنه اتفق مع نظيره الشمالى كيم يونج-أون على تعزيز التعاون من أجل إنجاح قمة 12 يونيو بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، مؤكدا على ذلك باتفاق مع " كيم" على أن سعى الكوريتين نحو نزع السلاح النووى وبناء نظام السلام الدائم فى شبه الجزيرة الكورية، لن يتوقف، معربا عن أمله فى أن يأتى الإعلان عن نهاية الحرب الكورية خلال القمة الثلاثية بين الكوريتين والولايات المتحدة حال عُقدت بنجاح القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، قول " مون" ردا على سؤال فى مؤتمر صحفى، عن إنشاء خط ساخن بين الكوريتين والولايات المتحدة، " إنه تم إنشاء الخط الساخن بين الكوريتين ويعتقد أن هناك حاجة لإنشاء خط ساخن بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة"، موضحا أنه يعتقد بأن إنشاء خط ساخن بين الكوريتين والولايات المتحدة يتطلب عقد القمة الثلاثية بين الدول الثلاث أولا.
وعن سبل تهدئة المخاوف الأمنية لكوريا الشمالية، أعلن المكتب الرئاسى فى كوريا الجنوبية، أن الكوريتين تناقشا على مستوى العمل ضرورة النظر فى تحويل اتفاقية الهدنة بينهما إلى معاهدة سلام، وإبرام اتفاقية عدم الاعتداء المتبادل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة فى نفس الوقت،، والإعلان عن نهاية الحرب الكورية بواسطة الكوريتين والولايات المتحدة.
وفى ضوء ذلك، وعقب اللقاء أرسل الرئيس الكورى الجنوبى الإشارات الإيجابية للمحادثات للجانب الأمريكى، حيث ذكر "مون" أن الحكومة نقلت ما تمت مناقشته خلال القمة الثانية بين الكوريتين، إلى الجانب الأمريكى، موضحا أن كل الجهود التى يبذلها ليست من أجل تحسين العلاقات بين الكوريتين فقط، بل من أجل إنجاح القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وأن الحكومة تتواصل وتتشاور بشكل وثيق مع كل من الجانبين الأمريكى والكورى الشمالى لإنجاح القمة.
وأشار إلى أنه يعتقد بأن القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة لن تعقد إلا بعد التأكد من عزمهما على نزع السلاح النووى الكورى الشمالى، مؤكدا أن كوريا الشمالية والولايات المتحدة تجريان محادثات العمل للقمة بينهما حاليا، الأمر الذى رأى أنه يظهر أن الولايات المتحدة تأكدت من عزم كوريا الشمالية على نزع السلاح النووى.
وبناءا على ذلك، وفى أقوى إشارة إلى أن القمة الأمريكية الكورية الشمالية، قد تعقد فى موعدها، أعلن البيت الأبيض أن فريقا من موظفيه سيتوّجه إلى سنغافورة للتحضير للقمة المرتقبة فى 12 يونيو المقبل، بعدما ألغاها الرئيس الأمركى ترامب.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن «فريقاً استطلاعياً من البيت الأبيض سيسافر إلى سنغافورة كما هو مبرمج، للقيام بالتحضيرات اللازمة حال عقد القمة.
كما أوردت مجلة «بوليتيكو» أن فريقاً يضمّ 30 من مسئولى البيت الأبيض ووزارة الخارجية، يستعد للسفر إلى سنغافورة، علماً أنه قد يشمل جوزف هاجن، نائب أبرز موظفى البيت الأبيض، وميرا ريكارديل نائب مستشار الأمن القومى.
وتأكيدا للإنفراجه والإشارات الإيجابية، أطلق ترامب تصريحات هى الأكثر وضوحا فيما يتعلق برغبته فى المضى قدما فى عقد القمة مع كيم، قال فيها، أن خططه لعقد قمة مع الزعيم الكورى الشمالى كيم يونج أون فى سنغافورة، 12 مايو المقبل، "لم تتغير"، و"تتحرك بشكل جيد للغاية".
وأضاف ترامب "كثير من الناس يعملون على ذلك (التحضير للقمة)، إنه يتحرك بشكل جيد للغاية، ونتطلع إلى 12 يونيو فى سنغافورة، لم يتغير ذلك، ويتحرك بشكل جيد جدا .
وكان ترامب كتب على موقع "تويتر ليل الجمعة - السبت "نجرى محادثات بنّاءة جداً مع كوريا الشمالية فى شأن عقد القمة مجدداً، والذى إذا حدث يُرجّح أن يبقى فى سنغافورة فى الموعد ذاته. وإذا كان ضرورياً ستُمدّد" القمة.
يذكر أنه ألغى الخميس القمة، ثم أعلن بعد أقل من 24 ساعة أن انعقادها ممكن، إثر «محادثات مثمرة جداً مع كوريا الشمالية" من جهته برّرت ساندرز موقف ترامب بأنه لم يرغب فى أن تكون القمة «مجرد إبهار سياسى"، بل "يريد أن يحصل على أمر يدوم طويلاً وحلّ فعلى".
وعلى خلفية ذلك، كان للخبراء السياسيين،بعض الآراء، حيث اعتبر كوه يو-هوان من جامعة دوجوك فى سيول، ،ن لقاء "مون وكيم" يزيد من احتمال انعقاد القمة بين واشنطن وبيونج يانج،موضحا أنه يهدف إلى تسوية سوء التفاهم الناجم عن مشاكل التواصل بين بيونج يانج وواشنطن والتحضير لهذه القمة".
كما اعتبر آدم ماونت الخبير فى مجال السياسة النووية فى اتحاد العلماء الأمريكيين من جهته، أن لقاء مون وكيم خطوة "جريئة لكنه ينطوى على مجازفات" من قبل مون الذى لم يكن لديه من خيار سوى مواصلة سياسة تجنب التصعيد فى شبه الجزيرة الكورية.
وخلص المحلل إلى القول انه بالنسبة لمون جاى أن فان عليه "حماية شعبه من الحرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة