روان سالم زكى تكتب: طــاقــة الحــب

الأحد، 27 مايو 2018 02:00 م
روان سالم زكى تكتب: طــاقــة الحــب الحب – صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحب..  ما هو الحب ؟  قد حاول العلماء كثيرا أن يجدوا معنى يناسب رقة وعذوبة هذا المصطلح، إلا أنهم لم يستطيعوا إيجاد تعريف جامع مانع للحب، وعرفه كل شخص كما يراه مناسبا، وكما يشعر به ومن زاويته و خلفيته الخاصة.

 فما هو تعريف مصطلح الحب ؟ وما هي طاقة الحب ؟ هل للحب طاقة ؟ وهل للحب مخزون يمكن أن ينضب فى يوم من الأيام ؟ سأحاول جاهدة أن أجيب على هذه التساؤلات من وجهة نظرى اليافعة .

 الحب بشكل عام هو نقيض البغض و الكره ، والحب هو الوداد والمحبة، فقد تقاربت أقوال المفسرين في تعريف مصطلح المحبة فعرفها القدماء بأنها ميل القلب أو النفس إلى أمر ملذ، و الشعور بالانجذاب إلى شخص معين .

فى الحقيقة كل منا يستطيع أن يجد تعريفه الشخصى للحب بناء على تجربته الشخصية، ومن منظوره الخاص كما فعل العلماء، فالحب لا يقتصر فقط على  الحب الأفلاطونى الذى ملأ سطور الشعر العربى القديم واصفا جمال المحبوبة، متغزلا فى حدقة عينيها الجميلتين، ولا ذلك الحب الأسطورى الذى عاش شكسبير عمره محاولا سرده وتجسيده فى قصائده، ومسرحياته التى لن يطأها غبار الزمن، وستظل صالحة دائما للقراءة فى كل زمان ومكان، وهذا ما يميز أسلوب شكسبير الرائع .

الحب هو أقوى طاقة في الوجود، بالحب تبنى أمم وتنهار حضارات.. الحب هو الأساس المتين الذى تبنى عليه هذه الحياة، ومن منا لا يحب، من منا تخلو حياته من أشكال مختلفة للحب، فنحن نقف بين يدى الخالق خمس مرات لأننا نحبه ونحب لقاءه ونبغى مرضاته، ونعمل بلا كلل أو ملل لنكسب الرزق من أجل من نحبهم، ومن أجل أن لا نحرم أنفسنا من حاجاتها ومتعها الشخصية، لأننا نحبها ونحب دائما أن نظهر بصورة حسنة، فمن لا يحب نفسه سيجد صعوبة بالغة فى أن يحب غيره.

 ما أقصده هنا أن الحب هو حجر أساس البشرية ولولاه لما كنا هنا اليوم، علينا أولا أن نتخيل عدة دوائر تدور حول بعضها البعض , بدايتها دائرة صغيرة جدا حولها عدة دوائر أكبر فأكبر. فلنبدأ أولا بالدائرة الأصغر حجما وتعتبر مركز إطلاق طاقة الحب، إن هذه الدائرة على الرغم من ضآلة حجمها إلا أنها أساس الحب ومركزه وهي تمثل " حب الذات "، إن لم تحب نفسك فلن تستطيع امتصاص، وإرسال طاقة الحب هذه، وحب النفس يحتاج لمئات المقالات حتى أستفيض في الحديث عنه .

لكى تحب نفسك لا بد من أن تقدرها وترتقى فى التعامل معها، وأن تجبر الآخرين على التعامل معها بشكل مناسب، وأن لا تلقى بها إلى التهلكة، سامح نفسك ولا تلقى باللوم دائما عليك فكلنا نخطئ والخطأ الذى ارتكبه آدم كان بداية البشرية، فما بالك بنا نحن، تعلم من أخطائك، تقرب من الله، وحاول أن تؤدي واجباتك الدينية على أكمل وجه، حينها فقط ستبدأ هالة الحب فى أن تحيط بعالمك وتبدأ معها كل المشاعر الجميلة، فإن حدث خلل في مركز الحب هذا ستعجز عن حب من  هم حولك و ستجد صعوبة كبيرة في إطلاق طاقة الحب للعالم الخارجي،  فلتبدأ من هنا، هذه هي نقطة الانطلاق.

 لننتقل إلى الدائرة الأكبر حجما وهى دائرة الأسرة، هذه اللبنة التي تخلق الحب فينا منذ أولى لحظات ميلادنا، فعندما تحتضن الأم صغيرها بين ذراعيها الحانيتين يبدأ معنى الحب أن يتجلى في حياة الإنسان، ويبدأ إطلاق هذه الطاقة العظيمة لتستمر فى مسارها حتى يفنى عمر الإنسان، فهي تولد لحظة ميلادنا و من وجهة نظري فهي طاقة لا تنضب ولا تموت أبدا , فحتى بعد الموت تبقى ذكرانا في قلوب الأحياء , تبقى في أعمالنا و إسهاماتنا، لذلك حاول دائما أن تترك أثرا جميلا خلفك.

أتمنى بعد أن تقرأ مقالى هذا أن تبادر بفعل معين يجدد فيك خلايا الحب، وليس هناك وقت في العام كله أجمل من أيام رمضان،  فالمحبة فى هذه الأيام تثاب عليها أيضا.

 فلننتقل إلى الدائرة الأكبر لكى لا أطيل عليك كثيرا، الدائرة الثالثة هى دائرة الأصدقاء والجيران، من يتابعنى دائما يعلم جل العلم أننى أدرك حتما أن ليس كل من يتابعني أو يبعث لى بكلمة جميلة أو إطراء جميل فهو شخص يحبني حب نقى صافى خالى من بعض الشوائب، فأنا أعلم جيدا أنه إن كان حولك مئات الأشخاص الذين يبعثون لك بكلمات جميلة، فإن مئة أو أقل منهم يحبونك حبا حقيقيا، ولا يشوب مشاعرهم الحقيقية شائب، ومع ذلك لا أعير اهتماما لهذه الأمور، فأنا أٍسير بصفاء نوايايا تجاه الجميع , ليس من أجل الجميع فقط ولكن من أجلي ومن أجل ان تختالني طاقة الحب تلك، وتحفزني على المضي قدما أكثر فأكثر، و مع علمي اليقين بشخصيات بعضهم الحقيقة، إلا أنني أشعر بالشفقة تجاههم، لأنهم لا يعذبوا سوى نفوسهم البشرية الضعيفة التي تملؤها مشاعر الحقد والكراهية لأى سبب كان، فهم فى الحقيقة لا يظلمون إلا أنفسهم وربما يضيعون أكثر أوقاتهم فى كن مشاعر الكره للغير، وأنا وقتى أثمن بكثير من أن أضيعه فى أفكار وترهات لا تفيدني ولا تفيد غيري في شئ .

حب من حولك، وفى ذات الوقت حاذر فالأقنعة كثيرة، ضع حدود لتعاملك مع الجميع ، سر بسجيتك وحاذر السقوط، ابعث لأصدقائك رسالة تعبر فيها عن مدى امتنانك لهم، رتب نزهة تتشاركون فيها الى أحد الأماكن سويا، لا تضع فرصة يمكنك فيها أن تنعم بطاقة الحب هذه , وان كنت تجيدين الطبخ لما لا تبادرى عزيزتي بإرسال طبق من صنع يديك لجارتك , انشري هذه الطاقة الجميلة أينما تذهبين , كوني كالوردة التي يتنسمها كل من مر بجانبها ليبقى عبقها الأخاذ عالقا فى الأنفس و الأفئدة , فدعوة واحدة صادقة من شخص يمكن أن تغير مجرى حياتك للأبد .

الدائرة الأخيرة هي دائرة الوطن.. من يتابعنى يعلم أيضا أنى أعشق علوم التاريخ والسياسة، وأتابع أخبار الساسة  وأقرأ سيرهم قدر المستطاع، لذلك أنصحكم بزيارة المتاحف، والأماكن الأثرية و التاريخية في وطنكم  أو فى أى مكان تطأه أقدامكم، فهى تبعث طاقة عظيمة يعنونها الفخر والاعتزاز، ومن يستشعر قيمة الوطن ستختلجه طاقة حب عارمة تزلزل كيانه البشرى، ربوا أطفالكم على حب أوطانهم، وأن هذا الحب هو فوق كل شئ عدا حب الخالق سبحانه، حاولوا غرس قيم الحب فيهم، فأوطاننا تستحق الحب أعزائى ، أوطاننا العربية دفعت الثمن غاليا لننعم نحن بحياة سعيدة، و لأستطيع أنا كتابة سطورى هذه الآن.

 انتهت دوائرى ولن ينتهى الحديث عن الحب حتى نهاية الزمان فالحب هو شيفرة الحياة، هو تلك المزرعة التى نستطيع اقتطاف ورودها التى لا تنتهي  أبدا.

سامح .. بادر بالتعبير عن حبك لمن حولك قبل فوات الأوان، وحاول دائما أن تستشعر أعظم طاقة فى الكون " طاقة الحب " .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة