أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

الأفاضل.. إبراهيم محمد يوسف «مانح الثقة»

الإثنين، 28 مايو 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما دخل الأستاذ إبراهيم محمد يوسف الفصل، ووضع دفتره وكتاب اللغة العربية للصف الثانى الإعدادى على مكتبه، شعرنا بالتوتر، وراحت حبات عرق خفيفة تنبت فى فروات رؤوسنا، ونزل علينا الصمت ملقيا عصاه الغليظة بيننا، بعدما أدركنا أن الأستاذ إبراهيم سيدرس لنا هذا العام.
 
كان الأستاذ إبراهيم محمد يوسف يميل للقصر، وجهه دائرى، وشعره ناعم، بدأ الشيب يغزوه بقوة، يلبس دائما البذلات اللطيفة الصيفية التى يصنعها المدرسون خصيصا لهم، يحب الانضباط والنظام ولا يقبل الأخطاء فى طابور الصباح.
 
مع الوقت راح يتكشف الأستاذ عن شخص جديد لم نكن نعرفه، جاد لكنه ليس عنيفا، يحب المرح الخفيف الذى يصنع ابتسامة ولا يميل للضحك الذى يثير ضجة، يرفع المجتهدون إلى درجة الصداقة، ليس لابنه الذى كان زميلنا فى الفصل أى فضل علينا، كأنه لا يعرفه، يعرف تاريخ أسرنا فيحكى لنا عنهم، درس لإخوتنا من قبل فيشيد بهم دائما، يطلق أحكاما عاقلة على الجميع، يتحدث عن المستقبل وما ينتظرنا، ويقول لنا «إنه ما تصنعه أيديكم» يغض الطرف عن بعض الأخطاء الصغيرة، لا يتعامل بالقطعة مع سلوكنا، فيغفر لبعضنا لأن ذلك ليست طريقتهم المعتادة.
 
سيكون من حسن حظك لو اقتنع بك الأستاذ إبراهيم محمد يوسف، سيصبح محاميك الذى يدافع عنك دائما ويقترحك فى كل شىء جيد، مسابقة بين مدرستين، المشاركة فى الإذاعة المدرسية، الذهاب إلى رحلة اليوم الواحد، وأشياء أخرى كثيرة، سيمنحك الكثير من الثقة فى العمر الذى تتشكل فيه روحك.
 
ومن حسن حظك، أيضا، أن تلتقى الأستاذ إبراهيم محمد يوسف وهو يلبس جلبابا ويجلس أمام بيته وأنت تمر لقضاء مصلحة ما، فإنه يعتدل فى جلسته ويهم للسلام عليك، ويصر على استضافتك وتعتذر أنت لضيق الوقت، لكنك لا تنسى هذه المعاملة أبدا، وتفحر بها على الآخرين.
 
فى المرحلة الثانوية، وبينما نحن فى الفصل فى انتظار مدرس مادة اللغة العربية دخل الأستاذ إبراهيم محمد يوسف، وقد تملك الشيب شعره كله ولا يزال يلبس بذلته المميزة، وعلى وجهه ابتسامة أكثر اتساعا من المتوقع، ووضع دفتره وكتاب مادة اللغة العربية للصف الثانى الثانوى، فصفق الجميع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة