قرأت لك.. كتاب "موعد مع الشيطان": بوجود الإنترنت لا دور لإبليس على الأرض

الإثنين، 28 مايو 2018 07:00 ص
قرأت لك.. كتاب "موعد مع الشيطان": بوجود الإنترنت لا دور لإبليس على الأرض غلاف رواية موعد مع الشيطان
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر حديثًا عن دار الآن ناشرون وموزعون، رواية تحت عنوان "موعد مع الشيطان" للكاتب الأردنى وائل البيطار، والتى تتناول قصة رجل تعرض لكل أنواع التعذيب والتنكيل وهو قابع فى السجن، عقابا له على جريمة لم يرتكبها.

ويسرد البيطار فى الفصل الأول من هذه الرواية التى تشتمل على ثلاثة فصول أحداث رحلة خيالية قام بها بطل الرواية الأربعينى رفقة إبليس، حيث التقى به فى إحدى الحدائق العامة وهو جالس مستغرق فى قراءة رواية الجريمة والعقاب، حتى ظهر له فجأة دون سابق إنذار رجل يرتدى بذلة سوداء أنيقة ونظارة داكنة تخفى نظراته، جلس بقربه رغم أن الحديقة مليئة بالمقاعد الشاغرة، ارتعب البطل من هذا الرجل واحتار فى أمره، اعتقد أنه من رجال المخابرات أو مخبر يريد استجوابه بطريقة غير مألوفة، ولم يكن هذا الرجل الباذخ الأناقة سوى إبليس.

 

صور الكاتب الشيطان فى روايته بصورة جديدة حيث بدا لنا وحيدا مهموما حزينا أراد أن يشارك البطل آلامه، فهو بعد آلاف السنين من العمل المتواصل الدؤوب فى إغواء الناس وإشعال الحروب وتخريب كل شيء جميل أصبح الآن عاطلا عن العمل، فقد تفوق الإنسان عليه فى ارتكاب ما لا يخطر على البال من الفظائع إذ أصبح أقوى وأفصح من الشيطان فى الغواية وابتداع المنكرات.

وفى أثناء الرحلة الاستكشافية التى اصطحب فيها الشيطان البطل جعله يرى العالم على حقيقته من الداخل والخارج، بصورة مختلفة عما رآه عليها فى الكتب والروايات، فدخل معه إحدى المدن المنكوبة ووجد فيها طفلا يكاد يموت من البرد يبحث فى التراب عن أى شيء يأكله، بينما كان هنالك قصر خرافى يتلف ما يزيد من موائد الطعام واللحوم التى تكفى مدينة كاملة، وفى مشهد آخر يجد البطل نفسه فى أحد الملاهى الليلية التى يسهل فيها الفجور بين الرجال والنساء وهنا يتحسر الشيطان على أنه لم يعد له حاجة فى الإغواء فمواقع الإنترنت تقوم بلحظة بما لم يستطع هو القيام به عبر قرون.

وفى مشهد آخر عرض الشيطان ما يعانيه السجناء فى أقبية أحد السجون المخصصة للتعذيب والقتل والاغتصاب والتفنن العجيب فى ابتكار الألم وسط ابتهاج السجانين، وقد ازداد حنق الشيطان بعد هذه المشاهد على الإنسان، إذ أصبح يشعر أنه تلميذ أحمق فى مدرسته العريقة، كما ازداد حقد البطل أيضا على أبناء جنسه بسبب ظلمهم وبطشهم.

وفى الفصل الثانى من الرواية يتعرض الكاتب لحياة بطله فى مراحلها المختلفة حيث عاش وحيدا منعزلا بين ضعف أُمٍ لا حول لها ولا قوة وجبروت أب لا يعرف المشاعر، فبدأ يدمن على القراءة للتغلّب على هذه الوحدة حتى ظهرت فى حياته سراب " ياسمينة دمشقية معطّرة بآلام وطنها، متوشّحة ببياض أخّاذ كأكفان الشهداء، معتقة بحزن الأمويين، مسكونة بعشق أندلسى دمشقي، موشومة فى روحها وعقلها بأفراح وأحزان شامها المسلوب".

وفى الفصل الأخير من الرواية يجد البطل نفسه فى غرفة التحقيق غارقا فى دمائه، تنهال عليه الضربات فى كل مكان حتى تمزّق جسده، لم يبق فيه جزء إلا وفيه كدمة أو جرح، فشلت أساليبهم التقليدية كلها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة