نساء على رقعة الشطرنج.. هيلين..الجمال الخائن.. هربت من زوجها مع عشيقها وقامت أول حرب بين الشرق والغرب ثم عادت مع زوجها بعد انتصاره.. جمالها تسبب فى خراب اليونان وإبادة طروادة ومقتل أشجع الفرسان والأمراء

الإثنين، 28 مايو 2018 12:30 م
نساء على رقعة الشطرنج.. هيلين..الجمال الخائن.. هربت من زوجها مع عشيقها وقامت أول حرب بين الشرق والغرب ثم عادت مع زوجها بعد انتصاره.. جمالها تسبب فى خراب اليونان وإبادة طروادة ومقتل أشجع الفرسان والأمراء
دينا عبدالعليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جمالها تسبب فى خراب اليونان وإبادة طروادة ومقتل أشجع الفرسان والأمراء ولم يذكرها التاريخ على أنها خائنة

 
للجمال ضريبته، يدفعها صاحبه أو غيره من المقدر لهم، فالتاريخ سرد لنا مئات القصص التى راح ضحيتها آلاف البشر بسبب جمال أنثى، كما سرد لنا مئات القصص عن الحروب وسفك الدماء بسبب النساء وجمالهن، لكن وسط كل هذه القصص تبقى قصة هيلين هى الأكثر تأثيرا، وقد يكون السبب وراء ذلك كونها الأميرة الأكثر جمالا فى العالم وقت حياتها، وقد يكون السبب أن جمالها تسبب فى حرب استمرت عشر سنوات، وراح ضحية هذا الجمال آلاف الفرسان وأشجع الرجال المحاربين والأمراء، فكان جمالها خرابا على شعوب، ويمكن القول إن سطحيتها وتفاهتها بل وخيانتها تسببت فى خراب اليونان وتدمير طروادة. 
 
 
كانت هيلين ابنة ملك أسبرطة «تينداريوس»، من زوجته الجميلة «ليدا» وكانت الابنة فائقة الجمال تتفوق على كل نساء الأرض، فقد كانت ناصعة البياض رزقاء العينين لا يضاهيها فى جمالها بشر، لدرجة أن البعض اعتقد أنها ابنة للإلهة، وقد سمع الأمراء بجمالها فأخذوا يتسابقون على خطبتها، وكان والدها لا يعلم ماذا يفعل فى كثرة المقدمين لخطبتها من الأمراء، فهو لا يريد أن يغضب أحدهم أو يتورط أحدهم فى فعل شرير من العريس المختار، لكن أحد مستشاريه أهداه لحيلة، وهى أن يقوم بجمع المتقدمين لخطبة ابنته، ويجعلهم يقسمون على أنهم لن يحقدوا على الشخص المختار أو يمسوه بأذى ويفرحوا معه، وطلبوا من الألهة جميعا أن تصب لعنتها على من يتخلى عن هذا القسم بعد اختيار رجل لهيلين، وفعل الأمراء، وقام الملك بإحضار ابنته، وطلب منها أن تختار من بينهم، فاختارت الأميرة الحسناء الأمير منلاوس، وقد تفاجأ الجميع لأنه لم يكن أكثرهم وسامة أو قوة، لكن فى النهاية كان اختيارها هى، غضب بعض الأمراء لكنهم تذكروا القسم، ففرحوا ورقصوا وكان يوم زفاهما يوما حافلا.
 
عاشت معه هيلين وأنجبت منه ابنة جميلة مثله، حتى ظهر فى حياتها الأمير باريس الذى كان فى بعثة من والده ملك طروادة لتسليم هدايا لزوجها منلاوس، وتقول الأسطورة إن باريس ذهب إلى طروادة بعد أن قررت واحدة من الألهة كانت على خلاف مع الباقين، فألقت تفاحة مكتوبا عليها إلى أجمل النساء فتنافس عليها كل من الألهة «أفروديت» و«هيرا» و«بالاس أثينا»، فوقع الاختيار على باريس ليحكم بينهم بأن يختار منهم من تذهب إليه التفاحة، فاختار باريس أفردويت بعد أن وعدته بأن تهبه أجمل نساء الأرض وهى هيلين، لذا كان ذهاب باريس لليونان مخططا له، وعندما ذهب كان خلاف واقع بين الجميلة هيلين وزوجها، واتفق باريس معها على الهرب إلى طروادة، واللافت فى الأمر هنا أنها وافقت بعد أن وقع كل منهما فى غرام الآخر، وذهبت معه طواعية، واكتشف زوجها هروبها، فأجمع جيوش اليونان وأعلن الحرب على طروادة.
 
كل هذه التفاصيل دفعت المؤرخين وصناع السينما إلى صياغة مئات القصص حول هيلين وباريس وحرب طروادة، وكان أهمها على الإطلاق الإلياذة والأوديسة التى تناولت حرب طروادة، وهى ملحمة كتبها الشاعر الأعمى هوميروس، وسرد فيها بداية الحكاية بأن تتنبأ العرافات لملك طروادة بريام بأنه سيولد له ابن يكون سبباً فى دمار طروادة، ويولد هذا الابن الذى يُسمى باريس، فيأمر أبوه أحد خدمه بالتخلص منه، ويضعه هذا الأخير فى جبل لينشأ راعياً للأغنام، وفى جبل الأوليمب يكون الألهة الاثنى عشر مختلفين متناحرين لأسباب متعددة، ويزيد الخلاف فيما بينهم بسبب غنى طروادة، ثم تأتى حادثة التفاحة الناجمة عن مشادة بين الربات الثلاث هيرا وأفروديت وأثينا، حيث رأت كل ربة منهن أنها الأجمل، واتفقن على الاحتكام إلى أول غريب يرينه، وقد كان الراعى الشاب باريس، فسردن عليه أمرهن وطلبن إليه أن يحكم بينهن بإعطاء تفاحة للأجمل منهن، وأغرته هيرا بالسلطة إن هو وهبها إياها، وأثينا بالحكمة والمجد، وقالت له أفروديت إنها ستهبه أجمل نساء الأرض، ففضلها عليهن وأعطاها التفاحة ليغضب بذلك الربتين الأخريين.
 
حققت أفروديت وعدها لباريس، فأخذته إلى طروادة من جديد، وقدمته إلى أهله الذين ابتهجوا بعودته أميراً بينهم، ولم تفلح نبوءات أخته كاساندرا فى ثنيهم عن عزمهم قبوله بينهم من جديد، لأن الإله أبولو أحبها ذات مرة، فلما صدته وهبها البصيرة وحرمها من أن يصدقها أحد، فظل الجميع يتعاملون معها على أنها مجنونة.
 
عاد باريس أميراً، ولم تزل أفروديت تدين بوعدها له، ولتفك دينها أرسلته إلى إسبارطة، فاستغل غيبة منيلاوس وأغوى زوجته هيلين التى فاقت كل نساء الدنيا جمالاً، وجاءها كل ملوك الإغريق خاطبين، فاختارت منهم منيلاوس ملك إسبارطة، وطلب أبوها إليهم جميعاً أن يقسموا على حماية شرفها، وهرب بها إلى طروادة، فثار الإغريق لشرفهم، بينما لم يستطع الطرواديون تسليمها.
 
رواية أخرى فى التاريخ تقول الملك هكتور شقيق باريس قبل وفاته طلب من منلاوس زوج هيلين أن يقاتل باريس، ومن يفوز منهما يحصل على الأميرة الجميلة، وهو الأمر الذى وافق عليه منلاوس بصدر رحب، وتم استدعاء هيلين لمشاهدة المبارزة، وعندما شاهدت زوجها بكت بشدة وشعرت بالحنين لابنتها ولزوجها ولأبيها وأمها فى اليونان، وأرادت العودة مع الزوج، وتملكها الندم لما فعلت، ووفقا للرواية استطاع باريس الهرب ولم يتمكن منه منلاوس، إلا أن بعد ذلك بفترة حدثت واقعة الحصان وقتل الجميع، وأخد منلاوس زوجته وعاد بها إلى إسبارطة باليونان، وكأن شيئا لم يحدث.
 
اللافت فى الأمر أن الملك والتاريخ والجميع تجاهلوا حقيقة كون هيلين زوجة خائنة وامرأة طائشة متهورة وأما بلا قلب، ذهبت مع باريس بإرادتها وتركت ابنتها الصغيرة، وقد يسبب متقل الرجال، بالطبع هى لم تتصور ردة فعلة زوجها ونتيجة هروبها، لأن الحرب بين اليونان وطروادة كانت أول حرب بين الغرب والشرق، كما كانت أول حرب تمتد كل هذه المدة التى يقال إنها وصلت لعشر سنوات بسبب انثى، ولم تتصور مقتل هؤلاء الأبطال أمثال الفارس المحارب أخيل المعروف بأنه أقوى رجال اليونان، ومقتل الأمير هكتور الأخ الأكبر لباريس وولى العهد، بالإضافة لإراقة دماء آلاف الفرسان من الجيشين، وإبادة الشعب، وتدمير طروادة تدميرا تاما، خاصة بعد أن استطاع اليونانيون اقتحام طروادة بالحصان الذى قاموا ببنائه واختبأوا به بعد أن قام حراس طروادة بإدخاله للمدينة وهى الحيلة التى استخدمها اليونانيون بعد فشلهم عشرات المرات فى اقتحصام حصون طروادة المنيعة، فسقطت طروادة سقوطا كبيرا، وأخذت النساء سبايا وقتلوا الأطفال وراح كل الرجال، نتيجة هروب السيدة هيلين مع باريس.
 
هربت هيلين طواعية مع باريس، خانت زوجها وهجرت ابنتها وجلبت العار لشعبها، لكن لم يحاسبها أحد ولم يعاملها أحد على أنها زوجة خائنة تستحق العقاب، بل أرهقوا جيشين كاملين عشرات السنوات، وأبادوا شعبا بأكمله وجلبوا الخراب على الآخر ورملوا النساء ويتموا الأطفال وراح أقوى الرجال فى حرب قامت بسبب سيدة طائشة لا تقدر معنى المسؤولية والالتزام، خاصة أنه لا يمكن القول إن أحدا أجبرها على الزواج من منلاوس، وأنها اختارته بكامل إرادتها، فلا عذر لديها للخيانة ولا عذر لديها لهجرة صغيرتها، وبالرغم من كل ذلك، لم يعاقبها أحد ولم يتهمها أحد بل أخذها زوجها وعاد بها إلى اليونان بعد خراب ودمار ناتج عنها وحدها، وكأن لم يحدث شىء، وهنا يمكن التساؤل: على أى أساس يحكم التاريخ على البشر ويحاسبهم؟ وهل يشفع الجمال لأفعال أصحابه حتى لو كانت الخيانة والدمار؟!

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة