منذ عامين بالتمام والكمال، وتحديدا فى 3 يوليو 2016، كتبت مقالا نشر فى هذه المساحة، بعنوان «أسئلة خطيرة حول مليارات تبرعات مستشفى 57357 ».. وتساءلت حينها: أين تذهب أموال التبرعات؟ وكان الرد سريعا من المسؤولين عن إدارة المستشفى، بتوضيح إنفاق كل مليم يتم الحصول عليه من التبرعات، فى إنشاء وتدعيم صرح طبى، يضاهى الصروح الطبية فى أعتى الدول المتقدمة.
خلية نحل تضم كفاءات طبية، مهامها الجرى لهثًا وراء كل ما يتوصل إليه العلم فى أى دولة من الدول، فى علاج أورام سرطان الأطفال، وجلب كل الأجهزة الطبية الحديثة، وتقديم خدمة للمريض، على نفس الدرجة التى تقدمها المستشفيات والمراكز الطبية فى معظم الدول المتقدمة فى هذا المجال!
وفى الآونة الأخيرة ، لوحظ أن هناك منابر ، وأصابع جماعات وتنظيمات وكيانات كارهة لهذا الوطن، وساخطة من كل خطوة يخطوها فى طريق التنمية والتقدم والازدهار، لذلك يسارعون لنصب شباك التشكيك والتسخيف والتسفيه حول مشروع ناجح، والتقزيم من إنجاز تحقق على الأرض، فى أى قطاع من القطاعات الخدمية والتنموية.
ومن المعلوم بالضرورة، أن جماعة الإخوان، وذيولهم، الإمعة، كانوا يعيشون على تبرعات المصريين، والأشقاء العرب، منذ تأسيسها، وحتى عام 2012، واستطاعت الجماعة أن تنمو وتكبر وتحقق ثروات طائلة، لدرجة أن ميزانية التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، تجاوزت ميزانيات دول كبرى!!
والمصريون، قبل عام 2012، كانوا ينظرون للإخوان وذيولهم الإمعة، نظرة ود ووقار، وثقة فى أنها جماعة ربانية، تنثر الخير فى الأرض، فينبت شجرا مثمرا، لذلك كانوا يسارعون بالتبرع لها بكل ثقة وأريحية، واصبحت التبرعات، العمود الفقرى للاقتصاد الإخوانى، بجانب تبرعات دول وكيانات ومنظمات خارجية!!
وكان التحول الحقيقى ليس فى المعادلة السياسية فحسب، ولكن فى معادلة التبرع فى 2012، عندما استولت الجماعة الإرهابية على الحكم فى عام هو الأسوأ فى تاريخ مصر عبر عصوره المختلفة، وخلعت عن وجهها قناع التدين والسماحة والرحمة، وأظهرت حقيقتها الإرهابية والدموية، وانكشفت تجارتها البائسة بالدِّين، واستثماره فى تحقيق أهدافها التى تصب فى مصالحها الشخصية فقط!!
وبعد خروج الشعب المصرى عن بكرة أبيه فى ثورة 30 يونيو 2013، لطرد الجماعة الإرهابية من المشهد العام فى مصر برمته، تعرت مواقف الجماعة ليس أمام المصريين فحسب، ولكن أمام الأمتين العربية والإسلامية، وذلك عبر الانتهاكات الصارخة والبعيدة كل البعد عن الدين والعقل والمنطق التى ارتكبت فى اعتصامى رابعة والنهضة، ومن خلال أبواقها الإعلامية، ومواقف قياداتها وتصرفاتهم!!
من هنا كان التحول الدراماتيكى فى عقيدة المصريين، الخيرية، فوجهوا تبرعاتهم ومساندتهم للمشروعات الخيرية التى تلقى رقابة من مؤسسات الدولة الرسمية، وكان على رأس هذه المشروعات المهمة والمحورية، مستشفى 57357 ومستشفى 500 500 التابعة لمعهد الأورام، ومعهد ومدينة مجدى يعقوب لعلاج مرضى القلب، بجانب جمعية الأورمان، وصندوق تحيا مصر، وغيرها من المؤسسات الخيرية، التى تعمل لصالح المصريين، سواء بعلاج آلامهم، وتخفيف أوجاعهم، أو مساعدتهم فى مواجهة الفقر والعوز، وانتشالهم من مذلة السؤال، وحالة البؤس والكآبة والسواد!!
وحققت المؤسسات الخيرية، سواء التى تقدم العلاج مثل المستشفيات ومن بينها 57357 أو التى تقدم مساعدات من مأكل ومشرب وتوفير فرص عمل وبناء مساكن لغير القادرين، مثل جمعية الأورمان، وغيرها من المؤسسات الخيرية الآخرى، ووثق المصريون فى هذه المؤسسات، عندما رأوا بأعينهم حجم الإنجازات والخدمات الحيوية المقدمة عمليا على الأرض، بعيدا عن الشعارات وتجارة الكلام، فسارعوا بتقديم يد المساندة والدعم بقوة لها، لتتوسع وتستطيع تقديم العلاج اللائق لكل من يرتادها من المرضى، وتقديم الدعم لذوى الحاجة والعوز !!
هذا النجاح المدهش ، والملموس على الأرض ، أثار سخط وغضب جماعة الإخوان، وحلفائها، سواء فى الداخل أو الخارج، وقرروا إهالة التراب على الصروح الطبية والخيرية، كونها أصبحت ظهير الدولة المصرية، وأحد أبرز الارتكازات الداعمة والمحصنة للمجتمع، من ثلاثى التخلف، المرض والفقر والأمية!!
وبدأت فى تدشين حملة سعار، تنهش فى جسد المؤسسات الخيرية، التى أصبحت صروحا قوية، ومن بينها مستشفى 57357 التى تقدم خدمة آدمية للمصريين، واستغلت حالة الطلب المتزايد عليها من الأطفال المرضى ، وعدم قدرة استيعاب الأعداد الكبيرة، وهى أمور خارجة عن قدرة وإرادة المستشفى، فقررت تأجيج الوضع بين الحالات التى لم تقبل حتى الآن، ومحاولة الاستثمار فى آلامهم، وتوظيفها للانقضاض على المستشفى، وتشويه صورتها، وتأليب المصريين ضدها.!!
وجدنا القناة الألمانية «دويتشه فيله» وعبر برنامج يسرى فودة، المؤجج الأعظم للأوضاع فى مصر، لصالح جماعة الإخوان، ودراويشها من الحركات الفوضوية، يخصص حلقات عن مزاعم كاذبة، واختلاق وقائع تتعارض مع القيم العلمية والأخلاقية، وللأسف الشديد، هناك منابر إعلامية مصرية، سلمت إرادتها، وعقلها، وسارت خلف مزاعم يسرى فودة، دون التحقق، والتأكد من صدق تحويل المستشفى لفئران تجارب على سبيل المثال، لا الحصر!
لذلك فإن ما تتعرض له المؤسسات الخيرية، التى تعد ظهير الدولة، وجناحها القوى فى التنمية، بفعل جماعة الإخوان الإرهابية، وأتباعها، ومنابرها الوقحة، حقد وغل ناجم عن أمرين، الأول أن هذه المؤسسات الخيرية، استحوذت على كعكة تبرعات المصريين، وثقتهم الكبيرة فيما تقدمه، ومن ثم حُرِمت هى من هذه الكعكة، الثانى، أن هذه المؤسسات تعد ظهير الدولة المصرية، وأحد أجنحة التنمية القوية، وهو ما لا يرضى الجماعة الإرهابية الباحثة عن إفشال الدولة المصرية بكل الوسائل والطرق ..!!
ولَك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة