أعوام تمر واحدا تلو الآخر وفى نفس التوقيت من كل عام تقام مائدة للرحمن بالجهود الذاتية، يتشارك فيها المسلم والمسيحى فلا فرق بينهما فى العطاء والجود والكرم، ففى منطقة شبرا يحرص الأهالى على إقامة مائدة رحمن بلغ عمرها حتى الآن 28 عامًا توارثتها الأجيال السابقة ويورثها الأهالى للأجيال المقبلة.
كاميرا "اليوم السابع" شاركتهم فرحتهم بالمائدة فكان لنا لقاء مع "محمد شنبو" المسئول الرئيسى عن المائدة كونه هو الطاهى للوجبات فقال: إن أهالى المنطقة جميعهم يشاركون فى إقامتها كل عام سواء كان ماديًا أو معنويًا، فلا يوجد هنا ما يسمى بمسلم أو مسيحى فكلنا أسرة واحدة، لا فارق بين محمد وجميل، أو أحمد وبطرس، فمائدتنا تجمعنا كافة نذهب لشراء الطعام ونعده سويًا، ثم نجلس معًا ونأكل من طبق واحده يعده جميل أو محمد فلا فارق بننا، فكلمة مسلم ومسيحى لانعرفها فى أعرافنا".
وأكمل "شنبو" حديثه لـ"فيديو7" قناة اليوم السابع المصورة قائلًا: الجديد فى المائدة هذا العام زيادة حب المشاركة والتآخى على مستوى الشارع هنا فقط ولكن على مستوى المنطقة بأكملها، كما أننا نعد جيلا جديدا من الأشبال لإقامة المائدة كل عام كى لا تتوقف أبدًا سواء كانت مائدة رحمن للمسلمين أو مائدة الجمعة العظيمة للمسحيين، فشبرا جميعها لا تعرف المسلم والمسيحى ولكن تعرف الهلال وبداخله الصليب.
ويقول جميل فوزى من أهالى الحى وأحد القائمين على المائدة الرحمن: "مافيش فرق بين أى واحد هنا أنا بجيب الخضار وحاجة السوق كاملة والحاج محمد مسئول عن الطبيخ كل سنة، إحنا بنحضر للمائدة من السنة اللى فاتت".
و"جون" شاب فى العشرين من عمره ومن أهالى المنطقة فقال: "فى رمضان كل سنة بنصوم مع أهلنا فى الشارع وبنفطر معاهم على ترابيزة واحدة، لدرجة أن كل واحد نفسه فى أكلة معينة بنقول لعم أحمد يعملها، وأحلى أكلة من إيد عم محمد "البطاطس بالفراخ".
أما الطفل جلال أحمد يأتى للمائدة من الساعة الرابعة ليساعد فى تحضيرها وأكد أنه ينتظر رمضان من كل عام من أجل مائدة رحمن الوحدة الوطنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة