بالتأكيد تتطلع جميع الأحزاب المصرية خلال الفترة المقبلة، إلى الخروج من حالة «الوهن والتقوقع الحزبى والسياسى» الشديد الذى كانت عليه خلال السنوات القليلة الماضية، ومع كل التقدير والاحترام للنوايا الطيبة، والدوافع الوطنية لجميع الأحزاب لتحقيق هذا التطلع، وهذا الأمل ، فإنه ينبغى عليها جميعا أن تدرك إدراكا تاما أنه لن يمكنها على الإطلاق بلوغ ذلك إلا فى حالة العمل أولاً وبكل قوة على إصلاح بنيتها الهيكلية ولوائحها التنظيمية فى الداخل، لأنه للأسف «وهذا أمر معروف للقاصى والدانى» تعانى معظم الأحزاب، إن لم يكن جميعها، من خلل كبير فى هذين الأمرين تحديدا، وهو ما يجعل دائما بيئة العمل داخلها تتسم بالتوتر والصراعات، مما يؤثر تأثيرا سلبيا مباشرا على أدائها السياسى والشعبى، ويتسبب فى تشويه صورتها أمام الرأى العام، وفقدان ثقة المواطنين فيها.
لذا أرجو من الله جل وعلا خلال الفترة المقبلة أن تتحلى جميع قيادات الأحزاب وهيئات مكاتبها بالشجاعة اللازمة والتجرد المطلوب، لكى تعمل على إصلاح بنيتها الداخلية وهى على قلب رجل واحد، وأن تعلى وتقدم دائما المصلحة العامة على المصالح الشخصية، لأن هذا إن تم على الوجه الصحيح فسيكون هو الخطوة الأولى الموفقة نحو إقامة حياة حزبية وسياسية سليمة تنهض بالوطن وتحقق آمال وأحلام جميع مواطنيه وتحولها إلى واقع ملموس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة