معرض التصميم والحرف اليدوية الذى افتتحه المهندس شريف إسماعيل ووزراء التضامن الاجتماعى والتجارة والصناعة والثقافة والسياحة والتنمية المحلية، هو حدث مهم فى ذاته، ويعكس اهتماما محمودا من الحكومة بالصناعات الصغيرة والحرف اليدوية التى تمثل قاعدة عريضة للتصنيع والتصدير يعمل بها ما يزيد على عشرة ملايين مصرى، ويفتقدون بشكل أساسى إلى التسويق الجيد وفتح النوافذ الخارجية للتصدير.
ليس غريبا إذن أن يقام المعرض فى دورته الأولى بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر تحت عنوان «روعة التصميم وأصالة الحرفة»، ولدينا فى مصر عشرات الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة التى يعمل بها ملايين الصناع والحرفيين، ولكن النسبة الكبرى من الإنتاج موجهة إلى الداخل لاعتبارات عديدة، منها عدم وجود شركات تسويق جيدة تنقل المنتج المصرى إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية مع فقدان السوق الأفريقى، ومنها أيضا افتقاد اللمسة الأخيرة فى المنتج المصرى نتيجة غياب التكنولوجيا مثلما هو الحال فى المنتجات الصينية والتركية والفيتنامية، وأيضا نقص التدريب وتطوير المهارات عن العامل والحرفى المصرى.
من هنا تأتى أهمية معرض التصميم والحرف اليدوية والبروتوكولات المرتبطة به والتى تعنى التفات الحكومة وأجهزتها المعنية إلى قاعدة صناعية وحرفية هائلة يمكن أن تكون واحدة من قاطرات التنمية حال الاستثمار فى تدريب وتأهيل ودعم الصناع والحرفيين المصريين ووضعهم على بداية طريق التسويق والتصدير إلى الخارج، واستكمال الحلقة الناقصة التى يمكن أن تجعل من المنتج المصرى والصناعات الحرفية المصرية الأولى عالميا لما تمتلكه من خامات جيدة وإبداعات فى التصميم والتنفيذ.
ومن البروتوكولات المهمة التى تم توقيعها خلال المعرض، بروتوكول دعم المشروعات متناهية الصغر، وأصحاب الحرف والأسر المنتجة، من خلال تحويل أصحاب المشروعات متناهية الصغر من القطاع غير الرسمى إلى القطاع الرسمى، وتصدير منتجاتهم إلى الخارج، وإشراك المشروعات فى معارض خارجية دولية، والعمل على تطوير التصميمات المحلية التراثية وصولا للعالمية.
وأيضا توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة التضامن، ومحافظة دمياط، وشركة مدينة دمياط للأثاث، وجمعية المصدرين المصريين، لإقامة معرض متخصص فى قطاع الأثاث بمدينة دمياط للأثاث، يخدم ورش ومصانع المحافظة، وإعداد برامج تدريبية وتأهيلية لتعزيز ثقافة المشاركة فى تصدير الأثاث المصرى المشهور بجودته العالمية.
العمل على إحياء المنتج المصرى كبديل حتمى للمستورد، وربط التصنيع بالزراعة واحتياجات المواطنين، والتوجه لتطوير الصناعة، يسد ثغرة استيراد الصناعات متناهية الصغر من الصين وتركيا وغيرهما، فى صلب استراتيجية إحياء الصناعة المصرية، فلماذا نستورد علب الكبريت مثلا أو المسامير وإبر الخياطة والأقلام الجاف ودبابيس طرح السيدات وخلة الأسنان ومساطر تلاميذ التعليم الأساسى، وغيرها من مئات السلع الصغيرة التى يجب وضعها فى قوائم، وإعطاء الأولوية فى الإقراض للمصانع المصرية الخاصة التى تنتجها.
تسهيل إنشاء المصانع الصغيرة والمتوسطة لسد فجوة الاستيراد،كفيل بتوفير آلاف فرص العمل، وعودة الاعتبار للمنتج المصرى الذى يتعرض للإغراق فى بلده دون ضابط ولا رابط، وكذا دعم العامل المصرى والحرفى المصرى بالتكنولوجيا والتدريب المستمر وإقامة المعارض الخارجية، يمكن أن يحدث نقلة نوعية فى الصناعة المصرية وفى معدل الصادرات وفى مستوى الدخل لشريحة كبيرة من المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة