نهلة الصعيدى

المرأة فى حياة الرجال.. «سيدنا موسى عليه السلام»

الأربعاء، 30 مايو 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك كوكبة من النِّساءِ الصالحات الطاهرات العفيفات تحدث القرآنُ الكريم عن دورهن فى حماية ورعاية سيدنا موسى، عليه السلام، وهن خمسة من النسوة: أمه، تلك المرأةُ الممتحنة مع نساء قومها بمحنة ذبحِ فرعون للذكورِ من بنى إسرائيل، وكان قد رأى رؤيا فُسِّرت له على أنَّ رجلاً من بنى إسرائيل ستكونُ على يديه نهاية ملك فرعون، ستكونُ لهم به دولة ومنعة، فأمر فرعون بذبحِ المواليد الذكور وإبقاء الإناث على قيدِ الحياة، وعندما ولدت موسى أمُّه خافت عليه، فأوحى الله إليها أن ترضعَ ولدَها ثم تضعه فى تابوت «صندوق»، وتلقى به فى «اليم»! موقف عصيب، ولكن إيمانها بالله دفعها إلى تفويضِ أمرِها وأمر ابنها إليه، وقد جاءتها البشرى فى هذا الوحى بأمرين: أنَّ الله - تعالى - سيردُّه إليها، وأنه سيجعلُه من المرسلين.
 
وكان هذا الصندوق من نصيب قصرِ فرعون، ويتعلق قلبُ امرأة فرعون به وينشرح صدرُها له: ﴿لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ ونجاه الله، تعالى، بذلك من الذَّبح، وكان قلقُ أمِّ موسى على ولدِها يطغى على قلبِها، ولكن ربط الله على قلبِها فثبتتْ، وكلَّفتْ ابنتَها، أخت موسى، باقتفاءِ أثر أخيها. وتراه أخته يمتنعُ عن التقامِ أثداء المراضع، فتدخلت ودلَّتهم على من يستطيعُ إرضاعه، وأخذتهم إلى أمِّها فأقبل على ثديها، وأصبحت بذلك مرضعة له، وعاش فى حضنِ أمِّه التى أنجبته، وبرعاية امرأة فرعون التى أنقذته، وبسعى أخته التى عملتْ على ردِّه إلى أمه، وعند هذا الحد ينتهى دورُ هؤلاء النسوة الثلاث اللاتى كان لهن دور جليل فى حماية سيدنا موسى.
 
وهناك امرأتان أخرتان لهما دورٌ فى حياة موسى، عليه السَّلام، فعندما خرج موسى من مصر خائفًا يترقَّبُ انكشافَ أمرِه فى مقتلِ الرجل المصرى، وصل إلى ماء مدينَ ووجد امرأتين تذودان غنمَهما عن الماء، تنتظران انتهاء الرعاة من سقى أغنامِهم، فساعدهما موسى على سقايةِ دوابهما، قبل أن يأتى الرعاةُ ويستقوا، فانصرفتا إلى والدِهما الشيخ الكبير، وعلم منهما أنَّ رجلاً غريبًا قويًّا استطاع أن يمتاحَ من البئرِ وحده، وأن يسقى الدَّوابَّ قبل قدوم الرعاة، وأعجب الشيخُ بقوة الرجل الغريب، وطلب من ابنتَيْه أن تستدعى الرجلَ ليكافئه الشيخُ على ما فعل، فجاءته إحداهما تمشى على استحياءٍ وطلبت منه المسيرَ معها إلى أبيها، ورغبت هذه الفتاةُ إلى أبيها أن يستأجرَ هذا الشابَّ القوى الأمين لرعى المواشى وإراحةِ البنتين من ذلك، وتم الاتفاقُ بينهما على أن يتزوجَ إحدى البنتين، على أن يخدمَ الشيخ ثمانى سنوات، وكان لهذه الزوجة ولأختِها هذا الدور الذى شكَّلَ مرحلةً من مراحل حياة موسى، عليه السَّلام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة