فى واقعة ضبط السلطات الإيطالية لحاوية دبلوماسية تضم آثارا مهربة منها نحو 118 قطعة مصرية، انصب للأسف اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، واهتمام الرأى العام الداخلى بشغف الكشف عن اسم الشخص صاحب هذه الواقعة، دون الاهتمام بخطورة الواقعة نفسها التى تدلنا دون أدنى شك أن عملية «النزيف المستمر»، لتهريب كنوزنا الأثرية للخارج ما زال لا يجد من يستطيع إيقافه حتى الآن، وهو ما ينبغى معه أن أستدعى من ذاكرة التاريخ العبارة الشهيرة للكاتب الساخر الرائع جلال عامر «رحمة الله عليه» التى يلخص فيها فى كلمات شديدة الحكمة والبلاغة حالنا فى هذا الشأن، حيث يقول: «إذا استمرت سرقة الآثار بنفس المعدل فلن يتبقى فى مصر إلا آثار الحكيم».
لابد أن نصارح أنفسنا بكل تجرد وأمانة أن إجراءات تأمين كنوزنا ومناطقنا الأثرية المختلفة ما زالت ضعيفة للغاية، وبها العديد من الثغرات، وهو ما يشجع مافيا التهريب الحقيرة على استمرار عملياتهم القذرة.
أرجو من جهات الاختصاص فى الدولة إعطاء هذا الملف العناية الكاملة، والأولوية الواجبة، حتى لا يجىء يوم نجد فيه أننا قد ضيعنا بإهمالنا وسوء تقديرنا كل ما تركه لنا الآباء والأجداد من كنوز لا تقدر بثمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة