إنه أحمد بن على إبراهيم البدوى، المولود فى فاس بالمغرب سنة 596 هجرية والمتوفى فى طنطا سنة 675 هجرية بعد 79 عاما من الزهد والتصوف والمحبة.
كانت رحلته فى الحياة طويلة، قضى طفولته وشبابه فى الترحال، وذلك عندما قرر أبوه أن يخرج بأسرته كاملة إلى الحج فى سفر استمر أربع سنوات، وكانوا يستريحون فى كل بلد يمرون به وبذلك قضى الطفل شطرا من حياته فى مصر قبل الوصول لمكة، حيث حج وعمره إحدى عشرة سنة عام 607 هـ وأقام بمكة قبل زيارته للعراق.
وفى مصر سكن «البدوى» سطح دار لتاجرٍ يسمى «ابن شحيط»، ولم يكن يبرحه حتى عرفه الناس باسم «السطوحى»، وكان فى عزلة دائمة، وصمت مطبق، وعندما أقبل عليه المحبون علمهم أن يكون صمتهم فكرًا ونطقهم ذكرًا ونظرهم عبرة، وأن يتخذ كل منهم حرفةً يأكل بها من عمل يده لأن العرق يطهر الجسد من الخطايا تمامًا كما يطهره الوضوء.
إلهى أنت للإحسان أهلٌ
ومنك الجود والفضل الجزيلُ
إلهى بات قلبى فى همومٍ
وحالى لا يُسرُّ به خليلُ
إلهى تُب وجُد وارحم عُبيداً
......من الأوزار مدمعهُ يسيلُ
إلهى ثوب جسمى دنستْهُ
ذنوب حملها أبدَاً ثقيلُ
إلهى جُد بعفوك لى فإني
على الأبواب منكسرُ ذليلُ
إلهى حُفنى باللطف يامن
لك الغفران والفيض الجزيلُ
إلهى خاننى جَلدى وصبري
وجاء الشيب واقترب الرحيلُ
إلهى داونى بدواء عفوٍ
به يشفى فؤادى والغليلُ
إلهى ذاب قلبى من ذنوبي
ومن فعل القبيح أنا القتيلُ
إلهى رَدِّنى برداء أُنسى
وألبسنى المُهابة يا جليلُ
إلهى زحزح الأسواء عنى
وكُن لى ناصراً نعم الكفيلُ
إلهى سيدى وسندى وجاهى
فمالى غير عفوك لى مُقيلُ
إلهى شتتت جيش إصطبارى
هموم شرحها أبداً يطولُ
إلهى صرتُ من وجدى أنادى
أنا العاصى المسئ أنا الذليلُ
إلهى ضاع عمرى فى غرور
وفى لهو وفى لعب طويلُ
إلهى طالما أنعمت منَّا
بجودٍ منك فضلا يستطيلُ
إلهى ظاهرا أدعوك ربى
كذلك باطنا أنت الجليلُ
إلهى عافنى من كل داءٍ
بجاه مُحمٍد نعم الخليلُ
إلهى غافر الذلات يا من
تعالى ماله أبداً مثيلُ
إلهى فاز من ناداك ربى
أتاه الخير حقاً والقبولُ
إلهى قُلت أدعونى أجبكم
فهاك العبد يدعو يا وكيلُ
إلهى كيف حالى يوم حشرٍ
إذا ما ضاق بالعاصى مقيلُ
إلهى لا إله سواك ربى
تعالى ولا تمثله العقولُ
إلهى مسّنى ضُرُ فأضحى
به جسمى يبلبله النُحولُ
إلهى نجنى من كل كرب
ويسر لى أمورى يا كفيلُ
إلهى هذه الأوقات تمضى
بأعمار لنا، وبها تزُولُ
إلهى والنى خيراً وأحسِّن
ختامى عندما يأتى الرسولُ
إلهى يا سميع أجب دعائى
بطَه من تسيرُ لهُ الحُمُولُ
وصلّ عليه ربى كل وقت
صلاة لا تحُولُ ولا تزُولُ
وكذا الاّل والأصحاب ذوى المعالى
وفى طى الكلام همُو الفحُولُ...
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة