فى إطار فعاليات معرض فيصل السابع للكتاب الذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، التقى جمهور المعرض، مساء أمس مع الكاتب الكبير محمد سلماوى، لمناقشة مذكراته "يومًا أو بعض يوم".
وقال الإعلامى محمود شرف إن هذا الكتاب وضع فيه سطور من سيرته الذاتية وهى بمثابة بانوراما كاملة لمصر ولأحداثها التاريخية، وعن سلماوى قال إنه عمل أستاذ بالجامعة ومذيع وعمل صحفى وشغل العديد من المناصب أكثرها قربًا إلى قلبه رئاسة اتحاد كتاب مصر والعرب.
وأوضح الإعلامى محمود شرف أن مذكرات سلماوى سردت التاريخ الشخصى لعائلته وبحسه الروائى استطاع أن يمرر كثيرا من فصول تاريخ هذا الوطن، كما سرد وقائع تاريخية رآها عن قرب.
ومن جانبه قال محمد سلماوى، إن هيئة الكتاب قررت أن تذهب بالثقافة والفكر للناس، وهذا تطبيق لنص دستورى وهو أن الثقافة حق للمواطن وعلى الدولة توفر خدمة الثقافة للمواطن، وهذا نص اعتز وافتخر بأنى اقترحته وأقرته اللجنة وأنا الآن أكتب الجزء الثانى من المذكرات وسيكون فيه هذا الجزء الخاص بوضع الدستور.
وعن عنوان الكتاب "يومًا أو بعض يوم"، وهل رأى كل هذه الحياة وتنوعها يوم أو بعض يوم؟، قال "سلماوى" ليس هناك أبلغ من القرآن الكريم واقتباس نص من القرآن به كل هذه البلاغة أجده خير اختيار للعنوان، أجد فى بعض السير الذاتية العربية عيوب مثل تضخيم الذات وتصفية حسابات مع بعض الجهات، وأجد أيضًا الأخذ بمبدأ ليس كل ما يعرف يقال وهذا خطأ لأن فى السيرة الذاتية يجب أن كل ما يعرف يقال، ولذلك التزمت بمبدأ التواضع والصراحة، أما المبدأ الثالث هو التوثيق فكنت انشر جزء من قصاصة بجريدة أو صورة فوتوغرافية لتوثيق ما أقول.
وتابع سلماوى سألت نفسى هل أنا سأكتب كتابا فى التاريخ أم سأكتب ذكريات، ووجدت أنه يجب أن أكتب الاثنين لأن لو كتبت شيئا واحدا منهما ستكون قيمته أقل، فالتاريخ هناك من يكتبه من متخصصين، وإذا كتبته أنا سيكون كتابى ناقصا لكن هنا اكتبه من خلال رؤية الأحداث عن قرب وفى أحداث أخرى شاركت فيها لنفسى أو فى أحداث كنت ضحية لها مثل فترة اعتقالى فبكل تأكيد سأكتب الأحداث التى صاحبت هذا الاعتقال وأحوال البلد وقتها إذن هنا تزوج بين الأحداث الشخصية لحياتى والأحداث التاريخية المصاحبة، وجمعت بينهما فى أسلوب يكاد يكون روائى يتخذ من بعض أساليب السرد الروائى مثل اللعب بالزمن.
وأضاف سلماوى حاولت بقدر الإمكان أن أكون محايدًا ولا أفرض أحكاما والتزمت بكتابة ماحدث وتركت للقارئ أن يقرر مدى الصحة أو الخطأ من وجهة نظره، وأنا لست حاكما لاحكم على أحد.
وتابع سلماوى لم يكن لى اهتمام سياسى أثناء فترة الجامعة ولم يبدأ اهتمامى بالسياسة إلا فى عما 1967، وتركت الأدب تمامًا فى فترة السبعينيات، وهذه السيرة لا تكتمل إلا بالجزء الثانى الذى اكتبه الآن.
وأضاف محمد سلماوى لقائى بمحمد حسنين هيكل غير مجرى حياتى لأنه عرض على أن أعمل بجريدة الأهرام وخاصة فى القسم الخارجى، وكان لدى وقتها نزعة أن انتمى للمجتمع أكثر وما يقلقنى أن أظل أستاذًا للأدب الإنجليزى فى ظل الظروف حولى، فطلبت فرصة شهر لأجرب فيه العمل بالأهرام وخلال هذا الشهر رحل الزعيم جمال عبد الناصر وجاء الرئيس محمد انور السادات، وقبل أن يمر الشهر قررت أن استمر فى العمل، مضيفًا أن اختيارى لكلمة مذكرات بدل سيرة ذاتية أعطانى مساحة أكبر لسرد أحداث لا تكتب فى السيرة الذاتية.
ومن جانبه قدم الدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب التهنئة للكاتب الكبير محمد سلماوى بمناسبة حصوله على لقب فارس الآداب وتكريمه فى رومانيا، موجها إليه سؤالا حول تكريم الكتاب فى الخارج، وكيف تكون جزءا من القوى الناعمة؟ وهل يمكن أن تكون تلك التكريمات وحصول الكتاب والأدباء على جوائز عالمية قابلة للتكرار فى الأجيال الجديدة؟.
أجاب سلماوى قائلا: إننى أحزن حين يحصل أى مبدع على تكريم فى الخارج لأنى أشعر أن الخارج يدرك قيمة القوى الناعمة أكثر من الداخل، وأنا لم أحصل على جائزة الدولة التقديرية إلا بعد حصولى على لقب فارس فى فرنسا، ونحتاج أن تهتم الدولة بقوتنا الناعمة أكثر من ذلك.
وعقب الندوة قام سلماوى بجولة بالمعرض صاحبه فيها الدكتور هيثم الحاج على، والدكتور أحمد بهى الدين نائب رئيس الهيئة، وإسلام بيومى مدير عام المعارض بالهيئة، وقد لفت نظر سلماوى مجموعة من إصدارات مكتبة الأسرة وحرص على اقتنائها ومنها "هذه حياتى" لعبد الحميد جودة السحار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة