سفير الهند لدى مصر: العلاقات بين بلدينا تاريخية ورائعة ونعمل على تطويرها.. باتاتشاريا: ليس لدينا أى خلافات بشأن أى قضايا.. ونستهدف توسيع العلاقات التجارية بين البلدين وتنويع سلة البضائع المصرية لتستفيد مصر

الجمعة، 04 مايو 2018 06:00 م
سفير الهند لدى مصر: العلاقات بين بلدينا تاريخية ورائعة ونعمل على تطويرها.. باتاتشاريا: ليس لدينا أى خلافات بشأن أى قضايا.. ونستهدف توسيع العلاقات التجارية بين البلدين وتنويع سلة البضائع المصرية لتستفيد مصر السفير الهندى
أدار الندوة – محمود جاد – إنجى مجدى أعدها للنشر – ريم عبد الحميد – محمد أبو النور – هانى محمد تصوير : سامي وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- باتاتشاريا: مصر عليها تطوير حزمتها الخاصة من الإصلاحات الإقتصادية التى تناسب وضعها

- رئيس الوزراء الهندى يتطلع لزيارة القاهرة

 

تضرب العلاقات بين مصر والهند بجذورها فى أعماق التاريخ الإنسانى فهما من أقدم الحضارات فى العالم، فقد نشأت علاقات وثيقة بينهم من العصور القديمة عن طريق القوافل  التجارية بين البلدين، وفى العصر الحديث  تشاركت الدولتين فى كفاحهما من اجل نيل الاستقلال من الاستعمار الإنجليزى فقامت علاقة قوية بين الزعيمين سعد زغلول المهاتما غاندى من أجل مقاومة الاحتلال والاستقلال عن بريطانيا.

وعن تلك العلاقات الممتدة منذ عشرات السنوات، قال السفير سانجاى باتاتشاريا، سفير نيودلهى لدى القاهرة، خلال ندوة مع محرري قسم الشئون الدولية فى اليوم السابع، إن هناك شراكة جديدة بدأت مع عصر الرئيس عبد الفتاح السيسى وتكللت تلك العلاقات عندما زار الرئيس الهند، وهى فريدةلأن العلاقات بين البلدين فريدة، والتى لها جذور تاريخية، ونتوقع استمرارهذه العلاقة.

 

وإلى نص الحوار..

 

كيف يمكن أن تستفيد مصر من خبرة الهند فى عملية الإصلاح الإقتصادى؟

كل اقتصاد يحتاج إلى عملية إصلاح مستمرة بما يتناسب مع الديناميكيات العالمية ولتلبية تطلعات الناس، بدأنا فى 1991 عملية إصلاح نحو تحرير الإقتصاد ممتدة ومستمرة حتى الآن بحيث أستهدفنا أن نكون أكثر ملائمة لمناخ الاستثمار وإنفتاحا للإبتكار وتقليل البيروقراطية، الاندماج بشكل أكبر مع الاقتصاد العالمى.

اليوم لدينا إصلاحات التى تركز على برامج وطنية رئيسية وبرامج أخرى أقليمية ودولية تركز على العلاقات التجارية مع الدول الأخرى، ونعمل مع مصر أيضا عل ذلك.. مصر تسير بخطى جيدة على صعيد الإصلاحات الاقتصادية، قبل عامين تبادلنا الخبرات مع مصر فى هذاالصدد حيث قام خبراء هنود سواء عبر الحكومة أو العاملين فى المؤسسات الدولية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، بزيارة مصر لتقديم المشورة وركزوا بشكل كبير على المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

لكن فى النهاية مصر عليها تطوير حزمتها الخاصة من الإصلاحات الإقتصادية التى تناسب وضعها

 

حجم التجارة بين البلدين؟

حجم التجارة بين البلدين متوازن للغاية بالنظر إلى العلاقات التجارية مع دول أخرى لدينا الكثير من المنتجات المصرية فى السوق الهندى.

وقد بلغ حجم التجارة فى 2012 إلى 5.5 مليار دولار لكنها تراجعت فيما بعد تدريجيا وبلغ العام الماضى إلى 3.6 مليار دولار وهو حجم صغير بالنظر إلى حجم إقتصادنا وبالنظر إلى بلد يبلغ سكانها 100 مليون نسمة وأخرى يتجاوز عدد سكانها مليار و200 مليون نسمة، لذا نستهدف توسيع العلاقات التجارية بين البلدين وتنويع سلة البضائع المصرية حتى تستفيد مصر من ذلك وستمون الهند شريك جيد. لايزال هناك الكثير من الجهد الذى يجب بذله على صعيد العلاقات التجارية

ما الذى تحتاجه لمصر لتطلق حملة على غرار حملتكم "أصنع فى الهند" ؟

بدأنا منذ عقود طويلة العمل على تعزيز البنية التحتية والصناعية وتعزيز القطاعات الرئيسية، تحتاجون تطوير قطاع الخدمات المالية وتطوير البنية التحتية لوسائل المواصلات والصناعة وتشجيع أوسع للإبتكار. فى الهند ركزنا بشكل رئيسى على قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة لذا فإن هذا القطاع متطور للغاية فى الهند ويساهم بحصة كبيرة للغاية فى الناتج القومى الإجمالى فضلا عن مساهمته فى التوظيف. لا يمكن إطلاق مفاجئ لمثل هذه الحملة ما لم يكن لديك الأساسيات والبنية الرئيسية.

 

ولنأخذ مثال آخر يتعلق بقطاع الأدوية، فالهند استطاعت أن تكون رائدة عالميا فى هذا المجال إلى جانب مجال الطب الجينى ولدينا سياسية تتعلق بالصحة العامة وهى توفيرها بأسعار معقولة وبشكل آمن، ثم نرفقها بالنظام الصحى.

وفى الوقت نفسه استثمرت الهند بشكل مكثف فى الأبحاث لتطوير هذا القطاع، ولهذا نحن من كبار المستثمرين حول العالم فى قطاع الأدوية، ولهذا أكبر شركات هذا القطاع تكون هندية، ومنها صن فارما التى تعمل هنا فى مصر مثلما تعمل فى الكثير من البلدان حول العالم.

 

ما موقفكم من الضربة التى وجهتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لسوريا خلال الأسابيع الماضية؟

 

لقد دعونا دوما إلى الحل التفاوضى لكل الخلافات القائمة، وأيدنا أيضا ضرورة إشراك كل العناصر الداخلية فى هذه العملية على وجه الخصوص حتى يكون هناك سلام دائم ومستمر. نحن لا نؤيد طرف عن آخر، فلدينا موقف ثابت ومسئول ونحن نتبع هذا الموقف. نحن لا تبنى مواقف أى دولة بشأن استخدام القوة أو عدم استخدامها.

هناك حديث يدور الآن عن حرب تجارية تلوح فى الأفق مع قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض تعريفة جمركية على الصين. هل تعتقد أن هذا القرار سيكون له تأثير على الهند؟

 

كما قلت سابقا، نحن مرتبطون عن كثب بعملية العولمة، نحن نعتقد أن التجارة والتنمية تسيران معا. ولذلك لكى تلعب التجارة والتنمية أدورا إيجابية إزاء بعضهما البعض، من المهم أن يكون لدينا بيئة مستقرة وشفافة وهو ما يتماشى مع النتائج التى تم التوصل إليها بالتفاوض، ولدينا هذه النتائج التى تم التوصل إليها بالتفاوض فى منظمة التجارة العالمية فى هذه القضايا. لذلك، فإن أى حرب تجارية أو أو أى نوع من هذه الإجراءات سيكون لها تداعيات على الاقتصاد العالمى  بما فى ذلك الدول الأخرى غير الولايات المتحدة والصين، وستؤدى إلى اضطراب فى الأسواق والذى لا يتماشى مع النتائج التى تم الاتفاق عليها. ونتمنى ألا يتم تبنى هذه الإجراءات.

وكان هناك إجراءات تبناها الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ضد الهند، لم تكن حربا تجارية، لكنها إجراءات متهورة، لكن كان لدينا إجراءات دفاعية، وكان لهذا الأمر أثرا سلبيا ليس فقط على الهند ولكن على دول أخرى أيضا.

 

هل من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى مصر قريبا؟

 

فى السنوات الثلاثة الأخيرة على وجه الخصوص كان هناك تبادلات قوية ومهمة بين مصر والهند،  فقد زار وزير الخارجية الهندى مصر فى أغسطس 2015، وكانت هذا بداية زيارات متبادلة مهمة بين قادة البلدين. ومنذ هذا الوقت،  التقى مودى مع الرئيس السيسى أربع مرات، مرتين فى الهند خلال القمة الأفريقية فى 2015، وفى الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس السيسى فى عام 2016.. والتقيا مرتين فى نيويورك والصين.  وكان هناك زيارة وزير الدفاع صدقى صبحى للهند. وكذلك قام عدد من المسئولين فى الهند بزيارة القاهرة.. وهناك زخم جديد فى العلاقات الثنائية.

 وقد وجه الرئيس السيسى الدعوى لرئيس الوزراء مودى لزيارة مصر مؤخرا، وقد أعرب مودى عن تقديره وتطلعه للزيارة ولقائه بالرئيس السيسى فى أقرب وقت ممكن.

 

 كان هناك شراكة فريدة بين البلدين، وبدأ عام 2016 أطلقت عليها" شراكة جديدة فى عهد جديد" عندما زار السيسى الهند، وهى فريدةلأن العلاقات بين البلدين فريدة، والتى لها جذور تاريخية، ونتوقع استمرارهذه العلاقة.

ما هى أوجه التعاون بين مصر والهند؟

أعتقد أن الشرق الأوسط قادم نحو فترة من الاستقرار ومع ذلك تبقى هناك العديد من الفرص والتحديات منها الإرهاب فضلا عن التحديات الاقتصادية التى تواجهها العديد من الدول فى الإقليم بما فى ذلك الدعم والتطور والاتحادات والتعاون ونحن أيضا نبنى مزيدا من قنوات الاتصال ونطور الطرق وخطوط الغاز وهو واحد من الأوجه الاقتصادية لأن المهمة أن نتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية ولذلك نحن فى حاجة إلى المزيد من التعاون والتحالف مع العديد من الجهات منها البنك الدولى لأن الهند دولة كبيرة ويمكنها لعب دور كبير فى مختلف الملفات وأمام مختلف التحديات منها القوى الراديكالية والإرهاب وهو الأمر المتعلق بهذه الظاهرة.

أتصور أن هذا الأمر لا يخص الشرق الأوسط فقط بل أيضا عددا من البلدان وهو ما يهم كل من مصر والهند ونحن نتفهم هذه التحديات ومن الممكن لنا أن نتبع نفس الأفكار ونتمتع بالجمال القائم فى عالمنا ونعمل معنا للحصول على هذه النتيجة بكل سهولة.

إننا نملك رؤية الخروج خارج نطاق بلادنا ونعمل معا فى إطار المسؤولية فى إطار تلك التحديات وعلى رأسها الإرهاب والراديكالية وفى الهند الإرهاب يواجه تحديات مختلفة تماما، لذلك نحن ندفع ضريبة الإرهاب وأتصور أنه من الضرورى على كل واحد منا أن يدين الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه على الأقل فى الشرق الأوسط ذلك الذى يعانى من التحديات نفسها تلك التى تواجهها الهند.

ومن الأهمية بمكان العمل على إدانة الإرهاب ومكافحته لا لشىء سوى أن الإرهاب يريد أن يحل محل الحضارة وهو عدو التقدم ولذلك هذا هو تحدى كبير بالنسبة للشرق الأوسط لأن الإرهاب الآن أصبح عابرا للحدود والدول والأفكار، بما فى ذلك ما يحدث فى فلسطين والعراق وليبيا واليمن وسوريا.

لذلك نرى العديد من أشكال الإرهاب والعديد من المشاكل المترتبة عليه وفى الحقيقة ومن الأهمية لنا جميعا أن نواجه هذا الخطر المحدق من خلال السياسات المشتركة خاصة تلك التى تتحلى بها حاليا مصر وفى هذا السياق نحتاج إلى التعاون من خلال العناصر المختلفة ونحتاج إلى الحوار لإرساء السلام وبناء القوة فضلا عن استخدامها واستخدام الكثير من الأشياء الأخرى التى يجب مناقشتها فى الشرق الأوسط خاصة أن هذا الإقليم يمتلك تاريخا حافلا والهند أيضا لها تاريخ حافل ويمكنها التعاون مع دول الشرق الأوسط وخاصة مصر فى هذا المجال.

مع العلم أننا منخرطون فى المسألة الفلسطينية ولدينا علاقات مع السلطات الفلسطينية من أول رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات أبو عمار حتى محمود عباس أبو مازن والنتيجة النهائية هو أننا ندعم انطلاق محادثات السلام ونتعاون على مستوى عالى فى مجالات السياسة والاقتصاد بالمساواة مع ذلك وهو أمر مهم ولدينا رقم إجمالى استثمارات أكثر 55 مليون دولار فى هذا الشأن.


 

 


 

 


 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة