روائية تونسية: صرنا نتمنى الحرب لنعد القراء برحلة ممتعة.. وروائيون ينتقدونها

السبت، 05 مايو 2018 08:00 م
روائية تونسية: صرنا نتمنى الحرب لنعد القراء برحلة ممتعة.. وروائيون ينتقدونها جانب من المشاركين فى الندوة
رسالة تونس – بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثارت الكاتبة التونسية آمنة الرميلى، جدلاً بين عدد من الكتاب العرب المشاركين فى ملتقى تونس للرواية العربية، بعدما رأت أن عدد الروايات العربية التى كتبت عن الحرب والقتل والدمار لا تعد ولا تحصى، حتى صار البعض يتمنى أن تشهد بلاده حربا من أجل أن يكتب رواية ويعد القراء فيها برحلة ممتعة برفقة القتل.

 

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ضمن فعاليات ملتقى تونس للرواية العربية، فى دورته الأولى، والذى ينظمه بيت الرواية فى تونس، لمؤسسه الكاتب كمال الرياحى، ويحل عليه الكاتب الليبى إبراهيم الكونى ضيف شرف، ويشارك فيه نخبة من رموز كتاب الرواية فى العالم العربى.

 

وطرحت الكاتبة التونسية آمنة الرميلى، خلال الندوة التى ناقشت تناول الرواية العربية للحروب والحروب الأهلية، عدة أسئلة، قائلة: هل الحرب غنيمة الرواية، وهل الرواية غنيمة القراء من الحرب؟

 

وأجابت آمنة الرميلى: يبدو أن الحرب غنيمة الرواية، فالكاتبة العراقية إنعام كجة جى، ذكرت خلال إحدى جلسات الملتقى أنه منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا كتبت 600 رواية عراقية، فى حين أن القرن الماضى كتبت مائة رواية عراقية فقط، وهو ما يعنى أن الحرب فى جميع أشكالها سواء الأهلية أو ضد الأجنبى، لحظة سردية، تسقط القناع، ولذلك تولد نصوص الحرب والقتيل بفنية عالية خاصة.

 

ورأت آمنة الرميلى أن إطلالة سريعة على تاريخ الرواية العربية مع الحروب، سوف نجد أن لكل حرب كانت لها موجة خاصة وكتبت فيها روايات استمد فيها السرد خصائص، فهناك جيل كامل كتب عن هزيمة 1967، روايات الحرب الأهلية فى لبنان، وكثيرة هى الروايات التى استمدت السرد من القتل فى شوارع بيروت، روايات العشرية السوداء فى الجزائر، ولدينا نجاحات كبرى بسبب العشرية السوداء ونجوم كبار فى الرواية الجزائرية بسبب هذه الحرب، أحلام مستغانمى، واسينى الأعرج، أمين الزاوى، حتى كدنا نقول فى تونس الهادئة أهلا بالحرب.

كما أشارت آمنة الرميلى آلى أن روايات غزو العراق والحرب الأمريكية لا تحصى ولا تعد، والروايات العراقية أصبحت نصوصا للرعب والفزع ولدينا رواية "مشرحة بغداد"، للكاتب برهان شاوى، ورواية "فرانكشتاين فى بغداد"، للكاتب أحمد سعداوى، عناوين أو عتبات تعد القارئ بعوالم ورحلة وحشية جميلة، وهنا المفارقة، مع الموت والقتل، أنها جمالية خاصة.

 

وتساءلت آمنة الرميلى: كم من الروايات التى كتبت فى تونس منذ الثورة حتى اليوم، كثير جدًا، باللغة العربية والفرنسية، هناك منها ما هو أدبى، أو هناك فيها ما هو انفعالى، وكان للشعار التونسى فى الثورة أثر عميق فى الرواية التونسية عن تلك المرحلة.

 

وأضافت "الرميلى": من حسن حظنا نحن العرب، ومن حسن حظ الراوية العربية أن العرب فى أشد تلاقحهم وفى أعنف مواسم التزاوج القتالى فى تاريخهم، وكذلك أعنف دوائر إفناء الذات التى يمرون بها، كم من رواية يمكن أن تكتب عن الحرب فى اليمن؟، ففى مقابل كل هذا تشهد الرواية العربية هذا الزخم، والدليل تجمعنا اليوم فى بيت الرواية فى تونس.

 

من جابنه علق الكاتب اليمنى على المقرى على ما قالته آمنة الرميلى قائلا: طرحت سؤالا وقلت كم من الروايات سوف تنتجها الحرب فى اليمن، وبما أننى عشت الحرب منذ بدايتها، ومنذ ذلك وأنا لم أكتب، فإننى أوضح أن الكاتب لا يتعامل مع الحرب وكأنه يشاهدها على شاشة التلفاز أو من خلال شرفة بيته، وفى الحقيقة كما عشت الحرب، فهى صعبة جدًا، فكل وسائل الحياة تنقطع، وفى الوقت نفسه كل لحظة بين ساعة وأخرى يهتز بيتك وسط صراخ، أجواء لا يمكن لك أن تتخيلينها لحظتها.

 

وأضاف على المقرى: منذ عامين وما زلت أشعر بالحرب باستمرار، لا أحد فينا يكتب، حتى من استطاع أن يخرج من اليمن، قليلا منهم جدًا من يمكنه أن يكتب الآن.

 

كما علق الروائى الجزائرى أمين الزاوى، على ما ذكرته آمنة الرميلى قائلا: أن الأدب الذى يكتب فى أوقات الحروب ونسميه بأدب الاستعجال، لا يمكننا اعتباره كله سيئًا، فهناك أعمال يمكننا الاستفادة منها فيما بعد فى الدراسات الأكاديمية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة