فى مؤشر مهم وخطير يدلنا بمنتهى الوضوح على مدى التراجع الرهيب للوازع الدينى والأخلاقى لدى قطاع كبير من المواطنين فى بلادنا الغالية، ضبطت وزارة الداخلية «ربع مليون» واقعة سرقة تيار كهربائى خلال فترة زمنية مدتها شهر واحد.
وهو ما يدعونى لأن أناشد السادة المسؤولين إلى أهمية الالتفات إلى أن هذه الوقائع المشينة المتكررة بهذه الكثافة المخيفة، تستدعى وجوب القيام بالدراسة الفورية العميقة لأسبابها الحقيقية، حتى يمكن وضع الحلول المناسبة التى تنقذ المجتمع من هذه الهوة الأخلاقية السحيقة، التى تسير فى طريقها بمعدلات متسارعة منذ عدة أعوام، حتى أصبح استحلال المال العام دون أى خوف من الله، ودون شعور بأى وخز فى الضمير، من الثوابت التى لا تستدعى انتباه أحد.
كما أرجو من دعاتنا الأجلاء فى المساجد والكنائس، القيام بدورهم التوعوى المهم فى هذا الشأن بصورة دورية مكثفة، لأنه أصبح يوجد فجوة كبيرة فى المجتمع لا يمكن أن تخطئها أى عين ما بين أداء عدد كبير من المواطنين للعبادات المختلفة، وبين السلوك العام لهم، الذى من المفترض أن يتناسب طردياً مع ما تحث عليه هذه العبادات من قيم ومثل وأخلاقيات.