انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر "النمو الشامل وخلق فرص العمل" الذى ينظمه البنك المركزى المصرى ووزارة المالية، وذلك تحت رعاية المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة خبراء رفيعى المستوى من صندوق النقد الدولى ووفود اقتصادية من العديد من الدول لعرض تجاربها الناجحة فى الإصلاح الاقتصادى.
افتتح الجلسة العامة للمؤتمر المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذى أكد فى كلمته أن "الحكومة المصرية مهتمة بتحقيق نمو اقتصادى قوى لا تقف معالمه عند التقارير المالية والمؤشرات الكلية، وإنما يمتد تأثيره ليصل إلى كافة المواطنين وينعكس بوضوح على تحسن حياتهم، وذلك عبر برنامج طموح يستفيد من التجارب الاقتصادية الدولية الناجحة بما يتلاءم مع رؤيتنا الوطنية".
وبدأت فعاليات المؤتمر طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى استعرض خلالها إنجازات برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، وصرح خلالها أنه "نجحت السياسة النقدية للبنك المركزى فى إحداث تحولات جذرية فى هيكل النمو الاقتصادى، وذلك من خلال مجموعة اجراءات حاسمة تهدف لضمان استدامة برنامج الإصلاح الهيكلى، والتى جاء فى مقدمتها تحرير سعر الصرف، وهذا التغيير المحورى فى السياسة النقدية للبنك المركزى المصرى أطلق شرارة الانتعاش الاقتصادى، مما أدى إلى ارتفاع قياسى غير مسبوق فى مستوى الاحتياطى النقدى، كما أن التغيرات فى ميزان المدفوعات تشير إلى وجود تحول هيكلى فى الاقتصاد، وانخفاض مستوى التضخم الذى عزز جهود البنك المركزى لتحقيق استقرار الأسعار، ومهد الطريق نحو التحول إلى نظام استهداف التضخم فى المستقبل، فكل هذه العوامل ستساهم فى الوصول للنمو الشامل غير التضخمى، وتعزيز الثقة فى مناخ الاستثمار، وخلق المزيد من فرص العمل".
كما أضاف وزير المالية عمرو الجارحى متحدثا عن التوازن بين الضبط المالى ودفع معدلات النمو أن "الهدف الرئيسى من برنامج الإصلاح الاقتصادى هو تحقيق نمو مرتفع وشامل ومستدام من خلال ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلى وبناء الثقة فى الاقتصاد المصرى وما يتطلبه من خفض معدلات الدين وخدمة الدين العام إلى مستويات مستدامة وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصرى وكذلك تهيئة المناخ الملائم للاستثمار. وسترتكز أولويتنا فى الفترة القادمة على تنفيذ الاجراءات الهيكلية المطلوبة لتحقيق معدلات النمو الشامل والمستدام الذى يخلق فرص عمل للشباب ويشجع القطاع الخاص ويرفع معدلات الاستثمارات المحلية والأجنبية ."
تضمن المؤتمر ثلاث جلسات رئيسية وحلقة نقاشية موسعة، حيث جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "تحقيق الاستقرار الاقتصادى الكلى كركيزة للنمو الشامل وخلق فرص العمل" وأدارها رضا باقر، ممثل مقيم أول صندوق النقد الدولى فى مصر، وتحدث فيها كل من عمرو الجارحى، وزير المالية، ومحمد أبو باشا، نائب رئيس بحوث الاستراتيجية بالمجموعة المالية هيرميس، وعبدالله الإبيارى، رئيس الجمعية المصرية للأسهم الخاصة والعضو المنتدب لشركة القلعة.
بينما تناولت الجلسة الثانية "استراتيجيات الإصلاح الناجحة فى الدول الأخرى والدروس المستفادة منها" وأدارها سوبيرلال، رئيس بعثة صندوق النقد الدولى إلى مصر، وتحدث فيها كل من الدكتورة زيتى أختار عزيز، المحافظ الأسبق للبنك المركزى الماليزى، والدكتور أرفيند باناجاريا، استاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا، والدكتور جون كيونج كيم، رئيس معهد التطوير الكورى.
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "سياسات تعزيز النمو الشامل بقيادة القطاع الخاص" وأدارها مؤيد مخلوف، مدير مؤسسة التمويل الدولية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وتحدث فيها كل من الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، ومحمد السويدى، رئيس اتحاد الصناعات وعضو مجلس النواب، والدكتور أيمن إسماعيل، استاذ إدارة أعمال بالجامعة الأمريكية، وأحمد الألفى، المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة سوارى ڨنتشرز.
كما تضمن المؤتمر حلقة نقاشية حول السياسات المعنية "طريق مصر للوصول إلى نمو اقتصادى شامل ومستدام" بحضور طارق عامر، محافظ البنك المركزى المصرى، وأدار الحلقة دايفيد ليبتون، النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولى، وتحدث فيها كل من الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، والدكتورة منى ذو الفقار، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى للتمويل متناهى الصغر، والدكتور شريف دلاور، أستاذ الإدارة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.
يمثل مؤتمر "النمو الشامل وخلق فرص العمل" فرصة لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الاقتصادية الدولية الناجحة بما يتلاءم مع خصوصية برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، بهدف تحقيق نمو اقتصادى شامل، يجذب المزيد من الاستثمارات، ويفتح أبواباً جديدة لمزيد من فرص العمل فى السوق المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة