حقا.. وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى..أهرام مصر الأول والأكمل فى تاريخ البشرية..والتقليد هو تحية البسطاء لأصحاب العبقرية..عالم روسى: أهرام مصر أسبق من السودان بـ1900 سنة

الأحد، 06 مايو 2018 09:09 م
حقا.. وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى..أهرام مصر الأول والأكمل فى تاريخ البشرية..والتقليد هو تحية البسطاء لأصحاب العبقرية..عالم روسى: أهرام مصر أسبق من السودان بـ1900 سنة الأهرام - ارشيفية
تحليل يكتبه.. وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكذب حافظ إبراهيم حينما وقف شاهرا أبيات شعره مفتونا بمصر وعبقريتها، قائلا " وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدي" فأهرامنا درة تاجنا، بل هى درة تاج البشرية كلها، وهى آية فنها وعمارتها، تلك التى لا تقبل المقارنة ولا تتدنى لتكون سلعة فى ساحة نزال، ولا تنزلق لتكون شيئا فى معركة مشبوهة، فلا هى تحتاج أن يشهد عليها التاريخ لأنها هى التى تشهد على التاريخ، ولا تحتاج أن ينصفها عالم، فهل التى تنصف العلماء بمنحهم بعضا من أسرارها، ولا تحتاج أن نتبارز حولها، فهى أرفع من هذا كله، أقيم من هذا كله، أعظم من هذا كله ولو كره المخبولون.

687
 
 

 

من حين لآخر يثار فى وسائل الإعلام المختلفة وفى مواقع التواصل الاجتماعى المتناثرة الحديث عن أهرام مصر من ناحية والأبنية التى تتخذ الشكل الهرمى فى بعض الدول من ناحية أخرى، وفى الحقيقية فإن الكثير من هذه الأحاديث يقصد به إتاحة بعض المعلومات الغائبة عن الناس، وهو أمر مقبول، فربما لا يعرف البعض أن هناك أبنية ذات شكل هرمى فى السودان أو فى الجزائر أو فى المكسيك، لكن فى الحقيقية أيضا فإن الأكثرية الغالبة من هذه الأحاديث لا تستهدف العلم أو المعرفة وإنما تستهدف النيل من عظمة أهرام مصر وأصالتها، كما لو أن ترديد الشائعات والابتكار فى صياغة الأكاذيب سيطفئ الحقائق ويطمس المعلومات الحقيقية وهو أمر يرفضه العقل والمنطق، كما يرفضه التاريخ وترفضه الجغرافيا.

أهرامات السودان

        باختصار فإن أهرام مصر أكبر من أن ندافع عنها أو أن نحاول تذكير العالم بمعالمها وعبقريتها ودقتها وفخامتها، فهى فى قلب العالم حاضرة، وفى وجدان العالم قابعة، وفى خيال الأمم راسخة، ولا حاجة لنا هنا أن نذكر بعض المعلومات عنها، فلا يستوعب المقام هنا مثل هذا الذكر، فعلى مدار تاريخ البشرية المكتوب لم يخل كتاب تاريخ أو عمارة أو فن من ذكر هذه الأهرام مصحوبة بكل آيات الافتتان، لكن قد يغيب عن البعض أن مصر بها حوالى 125 هرم، وهى الأقدم على الإطلاق والأهم على الإطلاق والأبقى على الإطلاق والأجمل على الإطلاق، وبالإضافة إلى هذا فقد بنيت هذه الأهراماتا وفق فلسفة فنية وروحية كبيرة، ولم تبن لمجرد التقليد، وكيف يقلد المصريون شيئا اخترعوه؟

معروف أن الشكل الهرمى فى العمارة هو ابتكار مصرى خالص، ولا يخلوا كتاب تاريخ أو عمارة أو فنون من التأكيد على أن أقدم بناء هرمى فى العالم كان من نصيب مصر أيضا، فتاريخ إنشاء هرم زوسر كان ما بين 2737 ق.م و2717 ق.م  أى منذ 4700 سنة لدفن الفرعون زوسر، ولا يعتبر هذا البناء أقدم هرم فحسب بل يعتبر أول بناء حجرى ضخم عرفه التاريخ، وقد بناه المهندس العبقرى "إمحوتب" الذى قدسه المصريون فيما بعد وجعلوه إله للعلم تقديرا لإنجازه غير المسبوق فى تاريخ البشرية.

 

بعد بناء هذا الهرم العظيم أصبح التنافس على أشده بين حكام مصر فى بناء الأهرامات، ووصل عدد هذه الأهرام كما ذكرنا سابقا إلى حوالى 125 هرما، هذا غير الأهرام غير المكتشفة التى طمستها الرمال، وأيضا خلاف الأهرام المندثرة التى - للأسف – هدمها بعض الحكام فى فترات متلاحقة من التاريخ لاستغلال أحجارها فى البناء، فقد كان بعض الحكام يستسهلون فكرة هدم الأهرام لجلب الأحجار على فكرة قطع الأحجار من المحاجر، وقد كان أشهر من فعل هذا هم ملوك الدولة الأيوبية الذين استغلوا هذه الأحجار فى بناء القلاع والحصون والقصور، لكن برغم كل هذا استطاعت عشرات الأهرام الإفلات من قبضة التدمير والبقاء شاهدة على عظمة مصر وعبقرية أبنائها، ومن أشهر تلك الأهرام بالطبع أهرام الجيزة التى بنيت فى عصر الدولة القديمة منذ حوالى 4500 سنة، والتى بقيت حتى الآن كلغز محير يقف أمامها العلم عاجزا عن التفسير والتحليل.

مرة يقولون إن الذى صنع الأهرام كائنات فضائية، وهو أمر لا يثير الاستفزاز وإنما يثير الضحك، ومرة يقولون إن الذى صنعها هم اليهود برغم أن اليهود لم يكونوا موجودون فى التاريخ فى هذا التاريخ، ومرة يقولون إن الذى صنع الأهرام مهاجرون دون سند أو دليل أو إثبات، وحينما يتعامى أحد عن الحقيقة الواضحة ويبحث فى الأساطير عن أى أكذوبة لتنفى الحقيقة فلا يستطيع أن ينكر أنه مصاب بمرض الكراهية، كراهية العلم وكراهية الحق وكراهية الحقيقية قبل كراهية مصر.

اهرامات المكسيك (2)

غير أن أكثر الافتراءات وضوحا وإضحاكا أيضا هو الادعاء بأن أهرام السودان أقدم من أهرام مصر، وتلك الأكذوبة للأسف كثيرا ما تذكر على لسان العديد من المسئولين فى السودان الشقيق، وهو الأمر الذى جعل عالم الآثار الروسى مكسيم ليبيديف الباحث البارز فى معهد الدراسات الشرقية فى الأكاديمية الروسية للعلوم يضرب كفا على كف، مؤكدا أن إن مصر من أقدم الحضارات، حيث صرح لصحيفة كومسوملسكايا برافدا الروسية وقت اشتعال هذه الأكاذيب قائلا أن الأهرام السودانية ليست أقدم من الأهرام المصرية، وأن السودانيين يتحدثون عن أن الأهرام  السودانية أقدم من الأهرام  المصرية بألفين سنة، فإذا ذهبنا إلى الخرطوم نجد المسئولين فى السودان من بينهم الوزراء، يقولون أن الأهرام  السودانية أقدم من الأهرام المصرية بألفى سنة، وتسأل من أين أتوا بهذا الرقم غير الصحيح، لأن فى الواقع، الأهرام المصرية أقدم من السودانية بحوالى 1900-1800 سنة.

وقد كشفت فى مقال سابق أسباب هذا الادعاء المتهاوى ملتمسا «العذر بالجهل» فربما لا يعرف هؤلاء المسئولون أن عام 500 قبل الميلاد الذى بنيت فيه ما يسمى بأهرام  السودان أحدث من عام 2500 قبل الميلاد الذى بنيت فيه أهرام الجيزة أو 2700 قبل الميلاد الذى بنى فيه هرم زوسر، وربما لأنه لا يدرك هذا المسئول أن حساب تاريخ ما قبل الميلاد يسير بشكل معكوس، فوفقا للتأريخ الحالى فإن عام 1905 مثلا أقدم من عام 1910 لكن وفقا لطريقة حساب التاريخ قبل الميلاد يصير عام 1910 أقدم من عام 1905، وهو خطأ يقع فيه الكثيرون الذين يرددون أن حضارة «كرمة» السودانية التى ازدهرت على الحدود المصرية عام قبل نحو 2000 سنة قبل الميلاد وتعود الكثير من آثارها إلى مصر أقدم من حضارة البدراى التى تعود إلى أكثر من 5000 عام قبل الميلاد، وهى ذات الغيبوبة أيضا التى جعلتهم يعتقدون أن الآثار فى السودان تنافس الآثار فى مصر غير مدركين أنه يستحيل أن ننافس أنفسنا وأن نقارن بين منشآت الحضارة المصرية فى حدودها القديمة، فجميع المنشآت الفرعونية فى السودان من صنع المصريين الذين حكموا السودان، والذين يدعون أن الأسرة الكوشية التى حكمت مصر فى الأسرة الـ25 لا يعرفون أن هذه الأسرة مصرية خالصة أيضا، وأن فرعون مصر منذ عهد تحوتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشر كان يعين حاكم كوش، ومعنى أن يجد حاكم كوش "المصري" أن آليات الحكم ضعيفة فيستولى على الحكم لا يتجاوز فكرة أن يجد حاكم "أسيوط" أن نظام الحكم ضعف فيستولى على الحكم، وهو أمر تكرر مئات المرات عبر التاريخ.

 

اهرامات المكسيك

لسنا هنا فى سبيل مقارنة أهرام مصر بأهرام السودان لكن هذا لا يمنع من ذكر الحقائق العلمية التى تؤكد أن أهرام مصر سابقة على تلك الأهرام السودانية المزعومة، بما يقرب من ألفى سنة، أما من حيث الدقة العلمية والفخامة والإعجاز فلا سبيل هنا للمقارنة على الإطلاق، ولا حتى المقاربة، فبعض هذه الأهرام لا يتجاوز حجمه غرفة دفن واحدة من غرف دفن الهرم الأكبر وتلك الأهرام المبنية فى الدولة الحديثة برمتها لا تتجاوز كونها محاولة بائسة لتقليد أهرام الدولة الحديثة، ومعروف أن التقليد هو تحية البسطاء لأصحاب العبقرية.

 

أما الزعم بأن أهرام المكسيك أقدم من الأهرام المصرية فهو أيضا زعم واه لا يدل سوى على الجهل بالتاريخ والعلم والأرقام فبحسب فقد بنيت شعوب أمريكا الوسطى أهرامها من حوالى 1000 قبل الميلاد، فى حين أن أهرام مصر كما ذكرا منذ 2700 سنة قبل الميلاد وظلت حضارة المكسيك قائمة حتى أوائل القرن السادس عشر، وأقدم هرم معروف متواجد فى لافينتا فى تاباسكو بالمكسيك، ويرى بعض علماء الآثار بحسب تقارير صحفية أن المنتشرة حول العالم مصدرها البحارة المصريون أنفسهم، ففى العام، 1914 اكتشف البروفيسور (إم جونزاليس) تمثالين فرعونيين فى بلدة أكيجالتا المكسيكية وهما يتطابقان مع النموذج الفرعونى فى الملامح وبطريقة الجلوس ولبس العمامة، وحتى اليوم يضع هنود البيرو تمثالاً لآلهة الشمس فى مقدمة قواربهم كما يفعل المصريون القدماء وفى معابد الأنكا فى البيرو، توجد رسوم تظهر عليها قوارب مصنوعة من البردي، وهو ورق ينبت حول النيل، يقودها بحارة بلباس الفراعنة الذين استخدموه فى الكتابة .

 

قباب الجزائر

أما دولة الجزائر الشقيقة فهى أيضا تمتلك العديد من الأهرام  وهى فى الحقيقة أقرب لشكل القباب منها لشكل الهرمى ففى حين أن الأهرام  ذات شكل هندسى "مثلثي" فإن أهرام الجزائر عبارة عن أشكال دائرية مخروطية الشكل، أكثرها يعود إلى سنوات (200 ق م – 46 ق م) وهى عبارة عن أضرحة ملوك مملكة نوميديا البربرية القديمة، وصولا إلى الهرمين الموجودين بوادى التافنة فى تلمسان، فضلا عن 13 هرما بضاحية فرندة التابعة لولاية تيارت.و13 هرمًا بضاحية فرندة التابعة لولاية تيارت.

من هذا كله يتضح أنه لا يوجد ما فى هذا الشأن ما يستطيع أن يزلزل مكانة مصر أو مكانها فى هذا المجال، فمصر بمحبتها أكبر من كل كارهيها، وبعظمتها أكبر من كل الأقزام، وبعلمها أكبر من كل الجاهلين، وبترفعها أكبر من كل الحاقدين.

طريقة_بناء_الأهرامات
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة