سياسة التطفيش تنجح مع "واتس اب".. مؤسسا التطبيق يرحلان من جحيم "زوكربيرج"

الأحد، 06 مايو 2018 05:00 م
سياسة التطفيش تنجح مع "واتس اب".. مؤسسا التطبيق يرحلان من جحيم "زوكربيرج" مؤسس واتس اب
إسراء حسنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى وقت مبكر من عام 2009، جلس موظفان سابقان فى ياهو، وهم برايان أكتون وجان كوم، فى محاولة لإنشاء تطبيق مراسلة للهواتف الذكية، وكان لديهم عدد قليل من مبادئ التصميم البسيطة، أحدها أنه يجب أن يكون سهل الاستخدام، ولا يضم إجراءات معقدة لتسجيل الدخول، لذلك فكروا فى أن يتم تحديد كل مستخدم من خلال رقم هاتفه المحمول، بالإضافة إلى أنهم أرادوا أن يكون تطبيق لا يتظاهر بأنه مجانى فى الوقت الذى يستخلص فيه بيانات المستخدمين بشكل سرى، بدلاً من ذلك، يدفع المستخدمون دولارًا واحدًا سنويًا.

مؤسسا واتس اب

ولد "جان كوم" فى أوكرانيا خلال الحقبة السوفيتية وهاجر إلى الولايات المتحدة مع أمه وجدته عندما كان فى السادسة عشرة من عمره، وفى الولايات المتحدة عاشوا فى رفاهية فى ماونتن فيو، وهى بلدة فى وادى السليكون، وفى المقابل، نشأ "أكتون" فى فلوريدا وذهب إلى جامعة ستانفورد، حيث تخرج بدرجة علمية فى علوم الكمبيوتر، وأصبح الرجلان صديقين عندما عملا لفترة وجيزة فى شركة الاستشارات Ernst & Young، ثم انتقلوا بعد ذلك للعمل ياهو لمدة 10 سنوات، وبعد ذلك غادروا مع مدخرات شخصية كبيرة، واستغرقوا عامًا، ثم حولوا انتباههم إلى ما أصبح WhatsApp.

مؤسسا واتس اب
مؤسسا واتس اب

 

شعار "لا إعلانات! لا ألعاب! لن يكن هناك أى حيل! "

فى البداية، كان WhatsApp ممتع، لكنه نما ببطء حتى تمكنت Apple من تفعيل الإشعارات الخاصة بالتطبيق فى نظام تشغيل ios، كما غيّر "كوك" بعض المزايا فى التطبيق، ومنذ ذلك الحين، وأصبح التطبيق يحقق نجاحا كبيرا، وبعد مرور خمس سنوات على إطلاقه، تحول إلى واحد من أكثر تطبيقات الهواتف الذكية شعبيةً وأكثرها ربحًا فى العالم.

ووفقا لتقرير من صحيفة "الجارديان" كان "جان كوم" يريد الخروج من قطيع وادى السليكون بسبب كراهيته لنماذج الأعمال التى تعتمد على الإعلانات وكراهيته الشديدة لكونه "صاحب مشروع" أو رجال أعمال، وكان مولعا بالقول بإنه يريد  فقط كسب المال، وكتب على مكتبه "لا إعلانات! لا ألعاب! لن يكن هناك أى حيل! "، وكان مصرا على أنه لا ينوى بيع WhatsApp لأى شخص.

جان كوم
جان كوم

 

عرض لا يمكن رفضه

جاءت فيس بوك وعرضت 19 مليار دولار لشراء الشركة، والتى كانت تقدر فى ذلك الوقت بمبلغ 1.5 مليار دولار، قبل كوم وأكتون العرض وأصبحا على الفور من المليارديرات، وقال المحللون فى ذلك الوقت "من يستطيع أن يلوم طفلاً نماً فقيراً من الاستيلاء على فرصة العمر؟" لذلك أصبحت WhatsApp شركة تابعة لـ Facebook ، وانضم Koum إلى اللوحة الرئيسية للمالك الجديد.

كان اللغز الكبير فى ذلك الوقت هو السبب وراء دفع فيس بوك هذا الكم من المال، ورأى البعض أن زوكربيرج وشركاه لاحظوا الارتفاع السريع لـ WhatsApp وأرادوا أن يكونوا قادرين على تحقيق الدخل من جميع البيانات التى ستتدفق منها، وخططوا لأن تقوم خوارزميات Facebook بقراءة رسائل WhatsApp واستخدامها لاستهداف مستخدمى الخدمة.

زوكربيرج
زوكربيرج

 

ولكن بعد ذلك قام كل من كوم وأكتون بشىء جعل ذلك مستحيلاً، حيث قاما بتطبيق تشفير شامل على WhatsApp ، وهو ما يعنى أن Facebook لا يمكن أن يتطفل على اتصالات المستخدمين، ولكن بعدها تمكن فيس بوك من تغيير شروط وأحكام واتس آب للسماح بتبادل بيانات المستخدمين مع الشركة الأم، وبهذه الطريقة، تم إطلاق واتس آب على المنحدر الذى يؤدى إلى تحويله من الشكل الذى حلم به مؤسسيه، لذلك قرر "جان كوم" الاستقالة من واتس اب بشكل نهائى، والابتعاد عن التطبيق الذى أسسه مع صديقه ليبدأ عمل جديد خاص به.

ومن غير المعروف ما إذا كانت فضيحة كامبريدج أناليتيكا قد لعبت أى دور فى قرار كوم، ولكن كان الأمر متوقع خاصة بعد رحيل صديقه، وقد لا يكون من قبيل المصادفة أن Acton ترك فيس بوك أيضا فى نوفمبر الماضى، وتوجه إلى  تطبيق Signal ، وهو تطبيق مراسلة مشفر ومجانى تمامًا، والذى قد يكون الوجهة الواضحة لمستخدمى WhatsApp الذين يشعرون بالضيق من احتمال زوكربيرج وشبكته.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة