يلتقى الإنسان فى حياته العديد من الأشخاص، هناك من يقوده للأمام، وهناك من يسير به إلى التهلكه، ففى مقتبل العمر من السهل أن يؤثر بشخصيتك شخص ما سواء بالسلب أو الإيجاب، ولكن هل يمنح الشخص نفسه الفرصة بأن يكون فريسة لضياع نفسه، رغم تحذير الآخرين، وهنا فى ذكرى عودة الملك فاروق من إنجلترا لتولى عرش مصر، والذى كان فى مثل هذا اليوم 6 مايو عام 1936، نطرح سؤلا: هل أحمد حسنين باشا المسئول عن مصير الملك فاروق؟
يوم مولد الملك فاروق بن فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا فى 11 فبراير 1920، كان سببا لمنح موظفى الحكومة إجازة، والعفو عن بعض المسجونين، وتوزيع الصدقات على الفقراء.
أصبح فاروق وليًا للعهد وهو فى سن صغير، كان الملك فؤاد الأول ينتهز الفرص ليقدم الأمير الصغير إلى الشعب الذى سيكون ملكا عليه، لذلك اصطحبه معه فى عدة مناسبات كان أولها حفل المرشدات فى النادى الأهلى عام 1932، وكان عمر فاروق وقتها 12 عاما.
كانت بريطانيا متابعة جيدة للأمير الصغير، فهو ملك مصر المستقبلى، ولذلك طلبت من الملك فؤاد أن يرسل الأمير الصغير عندما بلغ الرابعة عشر من عمره، إلى بريطانيا ليتعلم فى كلية إيتون، فتقرر سفر فاروق إلى بريطانيا ولكن دون أن يلتحق بكلية إيتون بل تم إلحاقه بكلية وولتش للعلوم العسكرية، ولكن نظرًا لكون فاروق لم يكن قد بلغ الثامنة عشر وهو أحد شروط الالتحاق بتلك الكلية فقد تم الاتفاق على أن يكون تعليم الأمير الشاب خارج الكلية على يد مدرسين من نفس الكلية.
سافر الملك فاروق آنذاك إلى بريطانيا، برفقة بعثة برئاسة أحمد حسنين باشا ليكون رائداً له، إلى جانب عزيز المصرى الذى كان نائبًا لرئيس البعثة وكبيرًا للمعلمين، وعمر فتحى حارسا للأمير وكبير الياوران فيما بعد، والدكتور عباس الكفراوى كطبيب خاص، وصالح هاشم أستاذ اللغة العربية، إضافة إلى حسين باشا حسنى كسكرتير خاص.
الملك فاروق خلال دراسته فى بريطانيا وبجواره أحمد حسنين باشا
وكانت تلك التصرفات تغضب عزيز المصرى نائب رئيس البعثة وكبير المعلمين، لأنه كان يريد أن يجعل من فاروق رجلاً عسكريًا ناجحًا ومؤهلاً حتى يكون ملكًا قادراً على ممارسة دوره القادم كملك لمصر.
لكن تأثير أحمد باشا حسنين كان أكبر، بحكم ظروف نشأة فاروق الصارمة، سواء من والده حيث كان يهتم فؤاد باشا بتربية ابنه فاروق بدرجة مبالغ فيها من الحرص، فجعله محاصرًا بدائرة ضيقة من المتعاملين معه، كما كانت مربيته الإنجليزية صارمة فى التعامل معه، ومتسلطة حيث كانت ترفض تنفيذ تعليمات والدته الملكة نازلى فيما يخص تربية فاروق.
وخلال دراسة الملك فاروق فى بريطانيا اشتد المرض على الملك فؤاد، وأصبح على فراش الموت، وعندما علم الأمير فاروق بشدة مرض والده طلب العودة إلى مصر لرؤية والده ووافقت بريطانيا بعد تردد على عودة فاروق إلى مصر، على أن يعود مرة أخرى لاستكمال دراسته، ولكن القدر كان له رأى آخر حيث رحل الملك فؤاد الأول فى 28 أبريل سنة 1936، وعاد فاروق إلى مصر فى 6 مايو سنة 1936.
لحظة وصول الملك فاروق من انجلترا وبجوارة أحمد حسنين باشا
دام حكم الملك فاروق مدة 16 عامًا إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذى كان عمره حينها 6 أشهر، وفى يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكى المحروسة، وأدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية 21 طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه.