محمد جمال كشحت يكتب: الجامعة العربية والرد المطلوب

الأحد، 06 مايو 2018 06:00 م
محمد جمال كشحت يكتب: الجامعة العربية والرد المطلوب القدس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالعتنا صحف الأربعاء الماضى بعنوان: الجامعة العربية تجدد رفضها لقرار ترامب حول القدس.
 
السؤال هو هل اكتفت الجامعة العربية بهذا الرد وغسلت يديها من القضية وذهب الجميع إلى بيوتهم بينما الترتيبات بين واشنطون وتل أبيب تجرى على قدم وساق للإعلان عن القدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ومن ثم المتوقع أن يتصدر شباب وفتيات فلسطين المشهد ويتحولون إلى جثث متناثرة فى الشوارع ويختبئ الساسة وراء الميكروفونات يصرخون باللاءات المعروفة.
 
لماذا لا تقوم الجامعة العربية بالتنسيق مع الرئيس محمود عباس بانتهاج نفس نهج الأمر الواقع والإعلان عن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والتنسيق مع روسيا والصين ومصر والأردن وباقى الدول العربية والإسلامية والصديقة على نقل سفاراتهم لدى فلسطين إلى القدس الشرقية، وأن تزيد عليها بالاعتراف بمدينة يافا الفلسطينية ميناءً لدولة فلسطين .
 
فحتى مطلع القرن العشرين كان العالم لا يعرف غير ميناء يافا المدينة الفلسطينية التى تعيش على صدر البحر المتوسط، ويسكنها الفلسطينيون وأعداد قليلة من اليهود، وذات يوم فكر يهودى يدعى ديزنجوف فى النزوح بعيداً عن يافا حيث يقيم إلى أحد المناطق المهجورة على حدود المدينة وهذه هى عادة اليهود فى بلاد الشتات التى يعيشوا فيها، يجتمعون فى مكان خاص بهم يطلق عليه الجيتو أو حارة اليهود حيث يمارسون طقوسهم الدينية وتقاليدهم وعاداتهم بعيداً عن عيون المسلمين والمسيحيين وسائر خلق الله. واقتنعت بعض الأسر بفكرة ديزنجوف وانطلق الجميع نحو المنطقة المهجورة على الشاطئ بالقرب من حدود يافا، وشكلوا هناك ما يشبه القرية الصغيرة وأقاموا بيوتاً متواضعة وأسواقاً صغيرة ثم بدأت باقى العائلات اليهودية تهجر يافا إلى المكان الجديد الذى أطلق عليه اسم تل أفيف، ومع الوقت زادت هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى القرية الصغيرة التى راحت تتطور بسرعة وتتدفق عليها المساعدات المالية من أثرياء اليهود فى العالم .
 
وانتهز سكان تل أبيب الفرصة بعد هزيمة العرب فى حرب 1948 ولقنوا عرب يافا درساً فى الغدر وطردوهم منها، ومنها أعلنوا قيام دولة إسرائيل واختيار تل أبيب عاصمة لها وهكذا تحولت يافا ميناء فلسطين التجارى إلى ضاحية من ضواحى العاصمة تل أبيب.
 
هكذا تكون سياسة الأمر الواقع التى تنتهجها حكومات إسرائيل والتى ينبغى على الحكام العرب العمل بموجبها فإن دور الحكام هو المساومة مع العدو من ناحية والحفاظً على حياة شعوبهم من ناحية أخرى حتى لا تسيل نقطة دم واحدة بسبب ألاعيب السياسة.
 
إن هذا الإعلان من جامعة الدول العربية ورئيس دولة فلسطين سيكون رداً قوياً على الحكومة الإسرائيلية والحكومة الأمريكية من شأنه أن يربك أوراقهم ويعيدهم إلى نقطة الصفر إذا رغبوا فى التفاوض.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة