ناقد تونسى عن الروايات الدعوية: كاتب استقطع آية من القرآن من سياقها ليثبت "جهل" العلم

الأحد، 06 مايو 2018 11:00 م
ناقد تونسى عن الروايات الدعوية: كاتب استقطع آية من القرآن من سياقها ليثبت "جهل" العلم الناقد التونسى محمود طرشونة
رسالة تونس – بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى الناقد التونسى محمود طرشونة، أن الرواية العربية فى خطر حقيقى حينما يرد فى رواية ما جزء من آية قرآنية تم استقطاعها كدليل لإثبات وهم الكاتب وهو ما ينتج عنه هدم أهم النظريات العلمية.
 
جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى تونس للرواية العربية، فى دورته الأولى، والذى ينظمه بيت الرواية فى تونس، ويحل عليه الكاتب الليبى الكبير إبراهيم الكونى ضيف شرف، ويشارك فيه نخبة من الروائيين العرب.
 
وقال الناقد التونسى محمود طرشونة، الأستاذ فى الجامعة التونسية، إن الإبداع إما أن يكون حرًا أو لا يكون، وقد تستعمل هذه الحرية بصورة هدامة، وهنا تأتى المشكلة ولا تساعد على توعية القراء وتحرير العقول من الأوهام.
 
وأضاف محمود طرشونة، أنه بحجة وجود آيات قرآنية تجعل منها حقائق غير قابلة للنقاش، واقتصر على مثال وحيد من خلال 50 رواية قرأتها على مدار عامين، وهى رواية لن أذكر اسمها، ولا اسم صاحبها، حتى لا أساهم فى الدعاية لها، وقد صدرت فى عام 2017، عن دار زينب للنشر، وتقع فى 190 صفحة، واقتطف منها هذه الفقرة: "أتعلمين أننا لا ندور حول الشمس، أى أن الأرض لا تدور حول الشمس، الشمس تجرى والأرض تلاحقها، والقمر أيضًا يلاحقها".
وتابع "طرشونة": ولإثبات هذه الحقيقة، يستشهد المتكلم فى الرواية بجزء من آية قرآنية يقتطعها من سياقها ويتعسف  لتمرير وهمه "كل يجرى لأجل مسمى"، مضيفا: عدت إلى الآية القرآنية الكاملة فوجدتها "وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى".
 
وأشار "طرشونة" إلى أنه عاد إلى كل الآيات القرآنية التى ورد فيها "لأجل مسمى" وكذلك الآيات المعنية بذات المعنى فى آيات أخرى، فوجدتها تكررت فى عدة سور، ولا تخرج فى كامل هذه الآيات عن تفسير قيام الساعة فالجرى هنا ليس فى المكان، كما أحب كاتب الرواية أن يوهمنا به، ولو صح جرى الشمس فى الفضاء لذهبت كل جهود العلماء هباءً منثورا.
 
وقال محمود طرشونة: إن العلم الذى يستخدم لبلوغ الحقائق، والعقل فى هذه الرواية، ومثيلتها من الروايات الدعوية منبوذ، ليس صالحا لإثبات الحقائق، فقد استشهدت كاتبة الرواية، فى تصدير روايتها بأبيات شعرية للسهروردى، مقطوع عن سياقه الصوفى الخاص وهو "من يبحث عن الحقيقة بواسطة البرهان كمن يبحث عن الشمس بواسطة مصباح"، إذا البرهان والعقل والحجج شىء ردىء.
 
ورأى محمود طرشونة، أن هذه الرواية الدعوية، ليست دعوة من أجل الإسلام، وقيمه البناءة، بل دعوة مضللة لأنها تقوم على تحريف معنى القرآن الكريم للتشكيك فى العلم، وتلقين معلومات خاطئة لا تختلف كثيرًا عن الأطروحة العلمية التى كادت تناقش فى إحدى جامعات تونس للتشكيك فى كروية الأرض، اعتمادا على فهم خاطئ يذكر فيها بسط الأرض "والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا"، ومن حسن الحظ أن الأطروحة منعت من المناقشة، وإلا كانت ستصبح فضيحة تسيئ إلى الجامعة التونسية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة