كالأوانى المستطرقة ينتقل الصدى إلى الأخير بمجرد صدور الصوت من الأول، فبمجرد تحديد المملكة الأردنية الهاشمية عدد ركعات صلاة القيام "التراويح" بـ20 ركعة بقرار من وزارة الأوقاف، تناقل الجميع الخبر على أنه أقر فى مصر، وثار الجدل حول تحديد عدد الركعات.
الأوقاف تتخطى صناعة الخلاف حول سنة قليلها وكثيرا مقبول
"لم تأمر ولم تنهى ولم تحدد"، هكذا جاء موقف وزارة الأوقاف المصرية، تجاه تحديد عدد ركعات صلاة التراويح خروجا من الخلاف حول سنة لم يعتاد الرأى العام على التشابك فى خلافات حولها، خاصة مع إمكانية أدائها فى أى مسجد يصليها كل بعدد ركعات مختلف، فيوجد مساجد تصليها 8 ركعات، وأخرى 20، وغيرهما أكثر أو أقل، وقد يصلى البعض بعض الركعات أو يزيد عليها، وأكدت "الأوقاف" أنها لا تضيق على أحد كون القليل من الركعات ومن زاد فقد أصابا السنة.
وقال الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف المصرية: إن وزارة الأوقاف لا تلزم مساجدها بعدد محدد لركعات صلاة التراويح خلال رمضان، بل تترك الأمر حسب اختيار المصلين فى كل مسجد كونها سنة قليلها وكثيرها صحيح ولا يصح أن يكون محل خلاف وللمسلم أن يصلى ما شاء.
الوزارة ترفض التضييق على الناس وتترك التحديد للسعة
وأكد طايع، لـ"اليوم السابع" أنه لا يوجد فى وزارة الأوقاف تحديد لعدد ركعات صلاة التراويح وكلها اتباع للسنة النبوية وكلها محل تقدير، وليصلى من شاء ما شاء، ونترك كل مسجد حسبما يروق له فى تحديد عدد ركعات صلاة التراويح، لأن التنوع الفقهى والفكرى إثراء للحياة، وهذا الأمر من باب السعة والرحمة ولا نضيق على المصلين.
ومن جانبه، أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يجوز الصلاة فى التراويح 20 ركعة، كما يجوز الاقتصار على 8 ركعات، وهو أمر فيه متسع وفيه مراعات لحاجات الناس، وكان الرسول يصلى 8 ركعات، وكان يصلى 4 ركعات، والخلاف يبين السعة فى العبادة.
أمين الإفتاء يؤكد أن للحاكم حرية التحديد لتغير ظروف مكانه
وأضاف عثمان، لـ"اليوم السابع" أن قرار الأردن ربما فرض 20 ركعة لمعالجة فكر متشدد، وهذه أمور تنظيمية حسب رؤية الدولة وظروفها الداخلية، مضيفا أن ما يناسب مكان ربما لا يناسب مكان آخر، وخاصة أنه أمر لا ينتظر منه أن يثير خلاف كونه سنة، وكل إنسان له أن يأتى منها ما يناسب حاجته وظروفه، مضيفا أن المساجد عندنا أو فى أى مكان لو اتفقت على جعل الصلاة 20 ركعة فهذا أمر موكل إليهم ولن يخالفهم أحد كونه محل اتفاق ولا يخالف السنة.
وقال الشيخ أحمد المالكى، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، القضية هى إصابة السنة مع التخفيف، مضيفا أن السنة 20 ركعة وهى تخفيف على الناس، مع عدم رفض الأقوال الأخرى، مضيفا أن صلاة التراويح نافلة وليس لأحد أن يفرض عدد ركعات معين إلا الحاكم بأن يحدد مسجد معين للصلاة بعدد معين لسبب معين.
عضو فتوى الأزهر يعتبر 20 ركعة سنة أصيله والمخالف حر فى التحديد
وأضاف المالكى، لـ"اليوم السابع"، أن هناك أقوال متعددة فى عدد ركعات التروايح من 8 إلى 20 إلى 36، إلى ما يزيد عن 41 ركعة، لافتا إلى أن عمر بن الخطاب جمع المسلمين على التراويح 8 ركعات طويلة قد تصل إلى صلاة الفجر، وتم استبدالها بطول الوقت وتقليل الركعات إلى 20 ركعة.
وأوضح المالكى، أن الأزهر ومساجد آل البيت والمساجد الكبرى وفى الصعيد يصلون التراويح 20 ركعة، ومصر قديما كانت تصلى 20 ركعة إلى أن ظهرت جماعات دينية وقامت بالترويج للصلاة بـ11 ركعة واستدلت بأحاديث متعددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة