كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المحام العام الأول المستشار خالد ضياء الدين، فى الهجوم المسلح على كمين البدرشين، بأن خلية إرهابية يعتنق أعضاؤها الفكر التكفيرى، قامت مجموعة من عناصرها بتنفيذ الهجوم المسلح على دورية أمنية بمنطقة البدرشين فى يوليو من العام الماضى، على نحو أسفر عن مقتل 5 أفراد شرطة، وأن تلك الخلية رصدت كنيسة بالبدرشين وخدمات وارتكازات أمنية شرطية، تمهيدًا لاستهدافها بعمليات عدائية.
وتبين من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أن عددا من عناصر تلك الخلية الإرهابية، كانوا على ارتباط بعناصر من تنظيم (داعش) الإرهابى خارج البلاد.. وأن مجموعة من عناصر الخلية كانوا من بين المشاركين فى الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية برابعة العدوية.
والمتهمون فى القضية هم كل من أحمد ربيع سيد أبو السعود، وعلى محمود عبد الله (حركى مصطفى)، وأحمد عيد محمد حسين (حركى إبراهيم)، وميسرة نشأت محمد خضر، وعمرو محمد أبو سريع عطا الله، ومحمود رمضان عبد الجواد.
وأضافت تحقيقات النيابة، أن المتهم المتوفى "حسن محمد أبو سريع" وشهرته حسن وزة، هو من قام بتأسيس هذه الخلية الإرهابية التكفيرية، والتى كان يعتنق عناصرها أفكار تنظيم داعش التكفيرية، وخططوا لاستهداف أفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، كما تضمنت مخططاتهم استباحة دماء المواطنين المسيحيين وأموالهم وممتلكاتهم.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم المتوفى حسن وزة، ارتبط بأعضاء من تنظيم داعش خارج القطر المصرى، وأنه سبق إحالته إلى المحكمة العسكرية على خلفية اشتراكه فى عملية استهداف قوات تأمين سفارة النيجر، غير أنه استطاع الهرب أثناء محاكمته، وقام فى أعقاب ذلك بتأسيس الخلية الإرهابية التى نفذت جريمة استهداف سيارة شرطة بالبدرشين فى 14 يوليو من العام الماضى.
وأظهرت التحقيقات، أن مرتكبي جريمة استهداف سيارة الشرطة بالبدرشين، سرقوا الأسلحة الأميرية التى كانت بحوزة أفراد الشرطة المجنى عليهم وعددهم 5 أفراد؛ حيث رصدوا سيارة الشرطة والتى كانت تتبع قوة إدارة تأمين المناطق الأثرية فى دائرة مركز البدرشين، واستقلوا دراجة نارية وحازوا أسلحة نارية آلية أطلقوا نيرانها على سيارة الشرطة لدى مرورها بالنقطة التى تمركز بها الإرهابيون.
وكشفت تحقيقات النيابة، أن مرتكبى الجريمة حاولوا إشعال النيران فى جثامين المجنى عليهم من أفراد الشرطة ممن سقطوا قتلى، وأن تحريات قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية تمكنت من التوصل إلى هوية هؤلاء الإرهابيين ومقرهم التنظيمى بأحد العقارات بمدينة السادس من أكتوبر، حيث داهمت الشرطة هذا المقر وجرى تبادل إطلاق النيران، على نحو أسفر عن مقتل منفذى الجريمة، وهم كل من (حسن أبو سريع، وأحمد ربيع عبد الجواد، وعبد الرحمن محمد عبد الجليل الصاوي، وعماد صلاح جمعة).
وعثر محققو نيابة أمن الدولة العليا خلال معاينة المقر التنظيمى لمنفذى الجريمة، على 4 بنادق آلية، ومسدس، و128 طلقة آلى، و34 طلقة خرطوش، و15 طلقة مما تستخدم على مسدس 9 مللم، ومبلغ 8700 جنيه.
وأكد تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، أن بندقيتين آليتين من البنادق الـ 4 المعثور عليها بالمقر التنظيمي، تم استخدامهما فى الهجوم الإرهابى على سيارة الشرطة بالبدرشين وفقا لعملية فحص آثار انطباع الأجزاء الميكانيكية المتحركة المنطبعة على أظرف الطلقات النارية الفارغة، والتي تم العثور عليها بمسرح الحادث، والبالغ عددها 58 ظرفا فارغا تم تحريزها.
كما قدمت أجهزة وزارة الداخلية إلى النيابة، السجل الرسمى المثبت به أرقام الأسلحة التى تم الاستيلاء عليها من سيارة الشرطة المستهدفة فى الهجوم المسلح، والتى تطابقت مع التى عثر عليها بالمقر التنظيمى للإرهابيين.
وأظهرت التحقيقات، أن منفذى الهجوم المسلح على سيارة الشرطة بالبدرشين تخلصوا من إحدى البنادق الآلية المستخدمة فى هذه الجريمة، بإلقائها فى قطعة أرض زراعية، فعثر عليها صاحب الأرض وأبلغ أجهزة الأمن ليتبين من واقع تقارير الفحص الفنى أنها استخدمت فى الحادث.
وأسندت النيابة إلى المتهمين الأربعة، الأول الاتهام بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتلقى تدريبات عسكرية لتحقيق أغراضها وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، وحيازة وإحراز أسلحة نارية متمثلة فى بنادق سريعة الطلقات وذخائر ما تستعمل عليها وإخفائها، وتوفير ملاذ آمن لإرهابيين.
كما أسندت إلى المتهمين الخامس والسادس اتهامات بتمويل جماعة إرهابية، وتوفير الملاذ الآمن لعناصرها، وحيازة وإحراز بندقيتين آليتين ومسدس والذخائر التي تستعمل عليها.
وجاء فى اعترافات المتهمين أنهم انضموا إلى الخلية الإرهابية بغرض استهداف قوات الشرطة بعمليات عدائية، كما أقر المتهم الخامس عمرو محمد أبو سريع عطا الله، بعلمه أن شقيقه المتوفى "حسن" كان يتولى قيادة الخلية الإرهابية، مع علمه بأغراضها إلا أنه لم يكن من المنضمين إليها، فيما أقر المتهم السادس محمود رمضان عبد الجواد بقيامه بنقل أسلحة نارية لصالح عناصر الخلية، غير أنه لم يكن يعلم بأن تلك الأسلحة مسروقة من قوات الشرطة المستهدفة فى هجوم البدرشين.
ورصدت التحقيقات التى باشرها فريق من محققى النيابة برئاسة المستشار محمد وجيه المحامى العام الأول بنيابة أمن الدولة العليا، أن المتهمين الأربعة الأول رصدوا كنيسة ودار مناسبات (الملاك ميخائيل) الكائنة بشارع السيدة خديجة بالبدرشين، كما رصدوا أيضا فرع بنك مصر في شارع الهرم، وبعض الأقوال الأمنية (خدمات أمنية متحركة) فى طريق البدرشين، والخدمات الأمنية المعينة على محطة مترو المنيب، تمهيدا لاستهدافها بعمليات إرهابية.
وكان النائب المستشار نبيل أحمد صادق، قد أحال 6 متهمين من عناصر تلك الخلية الإرهابية، إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، فى ختام التحقيقات التى باشرتها نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامى العام الأول للنيابة، وتم نظر أولى جلسات القضية فى 29 أبريل الماضى، وتم تأجيلها إلى جلسة 16 مايو الجارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة