- سعود اليوسفى: مفاوضات لعقد اجتماع استثنائى للمؤتمر الشعبى العام من أعضاء اللجنة الدائمة
- عبدالله دحان: الحزب الناصرى له مواقف معلنة فى دعم الشرعية الدستورية واستكمال عملية التسوية السياسية
- إيران هى الداعم الأساسى للحوثيين وتم ضبط سفن وصواريخ إيرانية التى تطلق على المملكة العربية السعودية
- الجيش متقدم فى جميع مناطق الاشتباك وفى صعدة معقل الحوثيين وفى الساحل وعلى مشارف صنعاء
منذ قيام دولة الوحدة فى اليمن 22 مايو 1990، لعبت الأحزاب والتكتلات دورا مهما فى المشهد السياسى، وبلغ عدد التنظيمات والأحزاب السياسية التى أعلنت عن نفسها فى السنوات الأولى للتجربة الديمقراطية أكثر من «46» حزبا وتنظيما سياسيا، أما الآن فتتمثل أبرز الأحزاب المؤثرة فى الساحة السياسية باليمن فى «الإصلاح والناصرى والاشتراكى والمؤتمر الشعبى العام».
واللافت أن الأحزاب قبل 1990 كانت تنشط فى إطار من السرية، خوفا من الملاحقات الأمنية، يستثى من هذا حزب المؤتمر الشعبى العام فى الشطر الشمالى منه، والحزب الاشتراكى اليمنى فى الشطر الجنوبى من اليمن، حيث كانت الحزبية محرمة ومجرمة آنذاك فى الشطرين.
فى بداية رصدنا للمشهد السياسى اليمنى فى الوقت الراهن، كان لنا لقاء مع الدكتور نشوان ناجى نشوان، الباحث السياسى، الذى قال، إن الانتقال من مرحلة السرية إلى مرحلة العلنية فى العمل السياسى وإقرار التعددية فى بداية مرحلة الوحدة فى اليمن، لم تكن نتيجة تراكم ديمقراطى تعددى ممهد، بل كان متزامنا معها، إذ كان أحد المبادئ وقتذاك أنه «بالديمقراطية تم إنجاز الوحدة وإنجاز الوحدة أتى بالديمقراطية».
وأضاف نشوان أنه بمرور اليمن بعديد من مراحل التغيير أثرت تلك الأحزاب فى المشهد السياسى، فكان لبعضها دور فى الانقلاب، وبعضها قاد فترة ما بعد الانقلاب الحوثى، فقد بلغ عدد التنظيمات والأحزاب السياسية التى أعلنت عن نفسها فى السنوات الأولى للتجربة الديمقراطية أكثر من «46» حزبا وتنظيما سياسيا، تشمل كل الاتجاهات الفكرية القومية واليسارية والوسطية.
وتوزعت خريطة الأحزاب والتنظيمات السياسية، وفقا لما ذكره الدكتور نشوان، قائلا: هناك تنظيمات سياسية كانت موجودة قبل إعلان إعادة الوحدة وعددها «12» وهى «المؤتمر الشعبى العام، الحزب الاشتراكى اليمنى، حزب البعث العربى القومى «الجناح العراقى»، حزب البعث الاشتراكى «الجناح السورى»، التنظيم الوحدوى الناصرى، تنظيم الإخوان المسلمين، الجبهة الوطنية الديمقراطية، حزب رابطة أبناء الجنوب «كان ينشط فى الخارج»، تنظيم التصحيح الناصرى، اتحاد القوى الشعبية «كان ينشط فى الخارج»، التجمع الوحدوى اليمنى «كان ينشط فى الخارج»، التنظيم الشعبى للقوى الثورية لجبهة التحرير «كان ينشط فى الخارج».
وأشار الباحث السياسى الدكتور نشوان ناجى، إلى أن هناك تنظيمات جديدة وطنية وقومية تشكلت أثناء مرحلة إعادة الوحدة اليمنية، وبلغ عددها 14 شملت حزب البعث العربى الاشتراكى «مستقل»، التجمع الوحدوى اليمنى، التنظيم السبتمبرى، حزب الأحرار الدستوريين، جبهة القوى الوحدوية، الحزب القومى الاجتماعى، حزب الشورى اليمنى، حزب جبهة التحرير، تنظيم حراس الوحدة، الحزب الجمهورى، حزب المنبر الحر، الجبهة الديمقراطية المتحدة، جبهة التصحيح الثورى، حزب فتاة اليمن.
وتنظيمات ناصرية، انشقت عن التيار الناصرى، بلغ عددها 4 هى، التنظيم الشعبى التقدمى الناصرى، تنظيم الصقور الناصرية، الطلائع الوحدوية الناصرية، الحزب الناصرى الديمقراطى.
أيضا هناك أحزاب يمنية تشكلت بعد إعلان إعادة الوحدة اليمنية وبلغ عددها8، وهى التجمع اليمنى للإصلاح، حزب الحق، جماعات السنة المحمدية، تنظيم النهضة اليمنى، حزب العمل الإسلامى، اتحاد القوى الإسلامية، حزب الله، الجبهة الشعبية للإنقاذ.
وأكد نشوان، أن السنة الأولى من عمر الوحدة تميزت بالاندفاع الشديد نحو تشكيل الأحزاب والتنظيمات السياسية، بسبب مرونة القانون آنذاك التى أتاحت لكل من يريد تأسيس حزب أن يفعل، حيث نص القانون على كل جماعة يمنية منظمة على أساس مبادئ وأهداف مشتركة وفقا للشرعية الدستورية، تمارس نشاطها بالوسائل السلمية والديمقراطية بهدف تداول السلطة سلميا أو المشاركة فيها، لكن فى الفترات التالية وحتى عام 2015 تقلص عدد الأحزاب الفاعلة إلى 22 حزبا حتى قبيل الانقلاب.
أما الفترة التى كانت قبيل 2011 فحدثنا عنها الخبير السياسى اليمنى محمد جميح، حيث أشار إلى أن الأحزاب أصبحت عبارة عن المؤتمر الشعبى العام، والمعارضة، وهو اللقاء المشترك الذى كان يضم التجمع الناصرى، والاشتراكى الوحدوى، والإصلاح واتحاد القوى الشعبية، وحزب الحق، أما فى مارس 2015 أى بعد الحرب فأصبح الإصلاح الذى هو خليط من الإسلاميين والقبائل مؤيدا للشرعية، وانضم جزء من المؤتمر الشعبى العام للرئيس عبدربه منصور، باعتباره رئيسا للمؤتمر بعد استشهاد صالح، أما حزب الحق والقوى الشعبية فأيدا الحوثيين.
وتابع الخبير السياسى اليمنى محمد جميح قائلا: بعد أحداث ديسمبر2017 وانفصال على عبدالله صالح عن الحوثيين ثم مقتله، انضم جزء كبير إلى تأييد الشرعية، والبعض اتخذ موقفا وسطا، فأصبح هناك جزء من حزب المؤتمر، ملتف حول أحمد على عبدالله صالح، وجزء مؤيد لعبدربه منصور، ومن جانب آخر أرغم الحوثيون قيادات المؤتمر فى صنعاء على البقاء ضمن المجلس السياسى الأعلى الذى كان مشكلا بين حزب المؤتمر والحوثيين قبل مقتل صالح.
ومن جهة أخرى، حدث انقسام فى معسكر الشرعية، حيث تشكل المجلس الانتقالى الجنوبى برئاسة عيدروس الزبدى، الذى يريد عودة انقسام الشمال والجنوب، وبناء على ذلك اضطرت القوى الجنوبية التى مازالت تؤيد الشرعية أن تشكل ائتلافا جديدا لتاييد الشرعية، وسمى الائتلاف الوطنى الجنوبى، بهدف تأييد الشرعية والتحالف والدولة الاتحادية التى تشمل 6 أقاليم إدارية.
وعما يحدث الآن داخل حزب المؤتمر الشعبى العام، التقينا مع سعود اليوسفى، نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبى العام، عضو اللجنة الدائمة فى محافظة مأرب، الذى أكد لـ«اليوم السابع» أن الحزب يجرى الآن توحيد صفوفه وتشكيل قيادة جماعية وفقا للنظام الداخلى، مشيرا إلى أن أعضاء اللجنة الدائمة 1200 عضو، بينما تضم اللجنة العامة 28 عضوا، وإجمالى الأعضاء 6300 عضو، وأعضاؤه فى تزايد خاصة بعد اغتيال على عبدالله صالح، ويصل عدد المحتجزين لدى الحوثيين 1721 عضوا.
وقال اليوسفى، إن معظم المؤتمر الشعبى العام يؤيد عبدربه منصور، وعن موقع أحمد على عبدالله صالح من قيادة الحزب قال اليوسفى، من حقه الترشح مثل أى شخص فى الانتخابات، وهى التى تقرر، لكن طبقا للوائح التنظيمية، فإن النائب هو من يكون رئيسا، وهذا الوضع ينطبق على الرئيس عبدربه منصور.
وعن الإجراءات المنتظر اتباعها فى الحزب، قال اليوسفى، لابد من عقد اللجنة العامة بحضور 28 عضوا وتشكل لجنة تحضيرية وتعقد اجتماعها، ومن الممكن أن يكون فى القاهرة أو الرياض، أما إجراءات الانتخابات فتتم عبر اللجنة الدائمة، وهى التى تقرر انتخاب الأمين العام، أما انتخاب الرئيس فيحتاج عقد المؤتمر العام الثامن للحزب بحضور جميع قيادات الحزب، ويجرون انتخابات حرة مباشرة، ولكن هذا صعب حاليا.
أما بالنسبة لمستقبل المفاوضات التى تتم فى عمان والرياض والإمارات بشأن الحزب، فقد أكد اليوسفى أن القيادات على تواصل وتجتمع على أساس التوصل للملمة أطراف الحزب، ونتوقع خلال شهرين ووفق ضوابط النظام الداخلى ستكون هناك إعادة لهيكلته، وهذا سيكون له تأثير إيجابى على جبهات الحرب وعلى المستوى السياسى والعسكرى، وهناك قيادات عسكرية تتشجع وتنضم للجيش مرة أخرى، كذلك مشايخ القبائل والمحيطين بصنعاء سينضمون لنا، وهناك بعض منهم انضم إلى الشرعية مؤخرا وضباط من حرس على عبدالله صالح وقيادات من الصف الثانى انضموا للشرعية.
أما أحمد على مفتاح، رئيس القطاع الشبابى بحزب المؤتمر الشعبى العام، فقال لـ«اليوم السابع»، إن الشباب يمثل %60 من الأعضاء والقيادات، ونعول عليهم كثيرا فى تجميع أطراف الحزب فى الفترة المقبلة.
حزب التجمع اليمنى للإصلاح أو «الإصلاح» من الأحزاب المؤثرة فى المشهد السياسى اليمنى سواء قبل الانقلاب أو بعده، وقد أثير الكثير من الجدل حول ماهية علاقته بالإخوان، وهو ما نفاه عدنان العدينى، نائب رئيس الدائرة الثقافية والإعلامية بالحزب، قائلا: ليس هناك فى اليمن كيان اسمه إخوان مسلمون، وسبق وأكدنا أن الإصلاح حزب يمنى وليس له علاقة إدارية بأى تنظيم خارج البلد ومنها الإخوان.
وقال عدنان العدينى، إن التجمع اليمنى للإصلاح، يتواجد فى كل محافظة ومازال بنفس قوة تواجده، فهو أهم ركائز الشرعية السياسية اليمنية والقوة السياسية التى تقف بكل قوتها الاجتماعية فى مواجهة المشروع الانقلابى، وهو يقوم بهذا الدور بكامل هيكله التنظيمى وهيئاته القيادية التى لم تنقسم حول هذه المسألة بل توحدت خلف قرار تاريخى رافض للانقلاب وداعم للشرعية ومطالب الدولة اليمنية.
وحول ما يقال إن «الإصلاح» كان له يد فى دعم الانقلاب، بشكل غير مباشر، من خلال فتح الساحات والميادين للحوثيين، أكد عدنان، أن هذا الاتهام عار تماما من الصحة، لأن الساحات ليست ملك الإصلاح فقد تواجد فيها مثل بقية الأحزاب، ثانيا فإن الحوثين حضروا فيها بخيمة، فى حين أن التعاون العسكرى بين صالح والحوثى كان على أشده فكيف نتعاون مع حلفائه عليه!
وعن رؤية الحزب لمستقبل اليمن قال العدينى: نعتقد أنه لا يوجد من هو قادر على الانفراد بالحكم فى اليمن على المدى القريب والمتوسط، فالبلد بحاجة إلى صيغة عمل سياسى يشترك فى صياغتها وتنفذها ألوان الطيف السياسى اليمنى دون استثناء.
وعن دور مصر فى حرب اليمن، أوضح نائب رئيس الدائرة الثقافية والإعلامية بحزب الإصلاح، أنه من المهم أن تلعب مصر دورا فى إعادة الاستقرار فى المنطقة ولصالح الأمن القومى العربى، وبالنسبة لليمن فان أمنها مرتبط بأمن بمصر، فالدولتان ترتبطان بالبحر الأحمر شماله وجنوبه.
وبالنسبة لدور حزب الموتمر الشعبى العام، أكد العدينى، أنه حزب مهم وعودته للعمل سوف تخدم العملية السياسية، ونحن فى الإصلاح نتمنى أن يعاود نشاطه بكامل قوته الوطنية وبما يخدم استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتعزيز الشرعية السياسية التى ستحمينا من التفتت، فضلا عن بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية ومواجهة الفقر والإرهاب، وهى تحديات تحتاج إلى رؤية وطنية شاملة للتعامل معها.
وعن التشكيل المستقبلى للخريطة الحزبية فى اليمن، قال العدينى: لا يستطيع أحد أن يتحدث بالتفصيل عن هذه الخارطة، حتى يتم إجراء أول انتخابات، فالجمهور الناخب هو من يحدد أوزان القوى السياسية وثقل كل حزب وحجمه، ومن المبكر الحديث أو التوقع لهذا التكوين.
ويعد التنظيم الوحدوى الشعبى الناصرى «الحزب الناصرى» من الأحزاب المهمة فى اليمن، إلى جانب المؤتمر الشعبى العام والاشتراكى والإصلاح. أطلعنا على دور هذا الحزب فى المشهد السياسى باليمن الدكتور عبدالله دحان، نائب وزير الصحة، وعضو الأمانة العامة للتنظيم، قائلا: إن دور الحزب فى مرحلة ما قبل الانقلاب وحرب الحوثى، كان دورا بارزا ومؤثرا، حيث عمل التنظيم فى إطار تكتل المعارضة «اللقاء المشترك»، وكذلك المجلس الوطنى لقوى الثورة والتغيير السلمى الذى تشكل فى 2011 كنتاج لحركة الثورة الشبابية الشعبية السلمية، فضلا عن الالتزام بما تم الاتفاق عليه وتوقيعه فى إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وشارك بفاعلية فى حكومة الوفاق الوطنى عبر ممثله الوحيد فيه، وشارك بجدية وفاعلية فى تنفيذ ما يتعلق ببنود المبادرة الخليجية فى انتخابات الرئيس التوافقى عبد ربه منصور هادى.
وقال الدكتور عبدالله دحان، عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوى الشعبى الناصرى، إن الحزب شارك أيضا فى مؤتمر الحوار الوطنى الشامل، للوصول إلى إنجاز وثيقة مخرجات الحوار الوطنى التى أصبحت إحدى أهم الوثائق المرجعية للعملية السياسية فى البلاد، وكان للحزب مواقف واضحة ومعلنة من الأحداث التى رافقت مؤتمر الحوار وتلته تؤكد على تمسكه بمبدأ الشراكة والتوافق بين مختلف الفرقاء ورفض استخدام القوة والعنف أو فرض المواقف بقوة السلاح من أى طرف كان.
وكان الحزب الناصرى، أول من بادر فى العمل على إيجاد المخارج والحلول من خلال مبادرته الشهيرة فى 20 أغسطس 2014 والتى لاقت ترحيبا واسعا من مختلف الأطراف لمنع تدهور الأوضاع وتجنيب البلاد عامة والعاصمة صنعاء مآلات كارثية تهدد حياة الناس وتعرضهم لأخطار محققة، كما تلحق الضرر البالغ بالعملية السياسية برمتها.
أما بعد الحرب فقال الدكتور عبدالله دحان، إن الحزب الناصرى، كانت مواقفه المعلنة والمعروفة لجميع المكونات السياسية اليمنية تتلخص فى دعم الشرعية الدستورية التوافقية ممثلة برئيس الجمهورية والحكومة الشرعية والتمسك بها، لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية واستكمال عملية التسوية السياسية.
ومن الأحزاب الفاعلة فى اليمن أيضا الحزب الاشتراكى اليمنى، والذى حدثنا عنه أسعد عمر، عضو اللجنة المركزية للحزب قائلا: بعد الحرب تعرض الحزب لضربات كبيرة عبر سلسلة الممارسات التى تمت بحقه من قبل الطرف المنتصر فى الحرب، فتمت مصادرة مقراته وتسريح أعضائه من الوظائف العامة ومحاكمة قياداته، ووضعت أمام الحزب العديد من القيود والعراقيل، لكنه استطاع تجاوزها بإعادة هيكلته وتحوله للمعارضة، وكون مجلس تحالف للتنسيق بين أحزاب المعارضة والذى ضم إلى جانبه احزاب التنظيم الناصرى وحزب البعث القومى واتحاد القوى الشعبية وحزب الحق، وبعد تفكك عرى الشراكة بين المؤتمر والإصلاح وخروج الإصلاح للمعارضة ساهم الحزب فى قيام تحالف جديد بين أحزاب مجلس التنسيق والإصلاح عرف بتحالف اللقاء المشترك والذى مثل تجربة فريدة ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى المنطقة، وقد دفع الحزب ثمنا كبيرا لأجل ذلك باغتيال الأمين العام للحزب الشهيد جارالله عمر، الذى تم اغتياله نتيجة للخطر الذى استشعره الرئيس صالح ونظامه من نجاح فكرة اللقاء المشترك.
وأضاف أسعد عمر، بعد توالى الأحداث أطلق الأمين العام للحزب الاشتراكى اليمنى الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، الدعوة لسرعة تشكيل التكتل الوطنى للأحزاب والذى كان قد تم الشروع للإعداد له فى الرياض من قبل الأحزاب الداعمة للشرعية برعاية من رئيس الجمهورية عبدربه منصور والتحالف الداعم للشرعية، ولأنى أحد الذين كلفوا من قبل قيادتى الحزبية للمشاركة فى الإعداد لهذا التحالف، إننى أوكد أن الحزب يرى ضرورة قيام هذا التحالف الجامع والذى يفترض أن يضم قوى وأحزابا أوسع من اللقاء المشترك كإطار وطنى جامع قائم على رؤية تلبى احتياجات اللحظة وتحفظ للأحزاب مكانتها ودورها السياسى باعتبارها احد مكونات الشرعية الدستورية والتوافقية، وللحفاظ على سلامة الأحزاب وفاعليتها كونها الركيزة الأساسية لنظام الحكم فى اليمن وخصوصيته، وكنا فى اللجنة التحضيرية قد تمكنا من إنجاز وثائق التحالف المتمثلة بالوثيقة السياسية والبرنامج التنفيذى واللائحة التنظيمية، وتم التوقيع عليها من قبل الأمناء العموم، وبقى أمامنا مهمة إشهار التحالف والتى لا نرى أن هناك ما يحول دون ذلك لأى سبب، فبإمكاننا إشهاره من أى بقعة محررة فى البلاد، واللحظة الراهنة والمرحلة المقبلة بمتطلباتها تفرض لزاما على الجميع التحرك العاجل لإنجاز هذا الإطار الذى سيكون أهم أدوات الشرعية للوفاء بمهام قيادتها والتحالف الداعم لها، مع العلم أن أبرز أحزاب القوى المشاركة فى الإعداد لهذا التحالف إلى جانب «االاشتراكى» هى التجمع اليمنى للإصلاح، والمؤتمر الشعبى العام، والتنظيم الوحدوى الناصرى، والحراك الجنوبى، وحركة النهضة للتغيير، وحزب اتحاد الرشاد، وحزب العدالة والبناء، وحزب اتحاد القوى الشعبية، وحزب التضامن الوطنى، وسيكون المجال مفتوحا لباقى الأحزاب والقوى السياسية.
- القائم بأعمال وزير الدفاع اليمنى: استعدنا %85 من أراضى البلاد
- الفريق محمد على المقدشى لـ«اليوم السابع»: حررنا 16 محافظة من 22 ونتقدم فى جميع الجبهات
- حمل السلاح وانتشاره فى الشارع اليمنى مشكلة كبيرة وقديمة ولدينا خطة للتحكم والقضاء عليها بعد انتهاء المعارك
حاورته بمأرب - إيمان حنا
فى منطقة اللواء 14 بصحن الوطن فى محافظة مأرب باليمن، حيث مقر قوات التحالف الداعمة للشرعية، التقينا مع الفريق محمد على المقدشى، القائم بأعمال وزارة الدفاع اليمنى، فى ظل أن مصير وزير الدفاع الصبيحى لا يزال مجهولا منذ اختطافه على أيدى الحوثيين، فى2015، وبادرنا الفريق المقدشى، بالتأكيد أن الجيش اليمنى فى مرحلة إعادة البناء، بعد أن كان من أقوى الجيوش العربية، قبل أن يتعرض لخيانات داخلية أدت لتسليمه ومعظم عتاده للحوثيين، كما أشاد المقدشى بقوة الجيش المصرى، لافتا إلى أن معظم قيادات الجيش اليمنى تلقت تدريبها بمصر، ومشيرا إلى أن قوام الجيش اليمنى 170 ألفا، وهو إلى حد ما يكفى لتخطى المرحلة العصيبة، التى يمر بها الوطن، فيما أكد أنه تم تحرير 16 محافظة ضمن 22 محافظة، كما تطرق للوضع العسكرى بمناطق الاشتباك، ودور قوات تحالف دعم الشرعية فى الحرب التى تخوضها اليمن..
وإلى نص الحوار.
فى البداية اطلعنا على الوضع الحالى للجيش اليمنى؟
- الجيش الوطنى مر ومازال يمر بمرحلة إعادة بناء، وعملنا أولا على إعادة بناء كوادر جديدة بدلا من التى فقدناها من قبل، فبدأنا الإعداد التنظيمى لبناء الوحدات العسكرية وبدأنا إعداد الوحدات العسكرية فنحن نعمل فى إطار التقسيم العملياتى للجيش أى المناطق العسكرية وكل منطقة تضم عددًا من المحافظات وفى هذا الإطار أعدنا تكوين الوحدات العسكرية.
وفى مرحلة إعادة البناء لعبت مصر دورا كبيرا فتم تدريب عدد من أبناء جيشنا فى الكليات والمعاهد المصرية وهناك تم تأهيل الضباط اليمنيين، واستعاد جيشنا %80 من قوامه وقوته، أما بالنسبة للمعدات فلم يستعد سوى %20 ضمنها جزء لم يستول عليه الحوثيون فى المنطقتين الأولى والثانية، والجيش اليمنى كان من أقوى الجيوش العربية من ناحية الكوادر والعتاد، وكانت لدينا أسلحة متطورة مثل الدبابات الحديثة وقتها 82 و72، وما كان له أن يسقط إلا بالخيانات التى حدثت من نفوس ضعيفة، واليوم نحن فى مرحلة جيدة لكن نستمر فى تقويته.. اليوم قوام جيشنا 170 ألف جندى، وهذا يكفى أن نتجاوز مرحلة الحرب مع الحوثيين.
وماذا عن الوضع على ساحة المواجهات العسكرية؟
- الجيش متقدم فى جميع مناطق الاشتباك فعدد المحافظات المحررة بلغ 16 محافظة من إجمالى 22 محافظة يمنية، أى نسيطر بنسبة %85، كما حقق الجيش تقدمًا فى الأماكن التى بها معارك حتى الآن وأهمها الحديدة، فوصل الجيش اليمنى إلى حيس شمال غرب المخا فى الساحل الغربى، أى أننا على مشارف الحديدة، وكلنا نعلم أنها المحافظة التى تمثل شريان حياة للحوثيين، لامتلاكها ميناء الحديدة، الذى يحصلون من خلاله على الإمدادات المختلفة غذائيًا وتسليحيًا فكل تهريب لإيران لهم من خلال ميناء الحديدة، خاصة بعد أن خرجوا من عدن.
أيضًا فى نهم وصلنا إلى أطراف أرحب وهى المديرية الأهم فى صنعاء، والوصول لها يعنى انتصارًا كبيرًا، وجبهة صرواح أيضًا بها تطورات كبيرة، الجبهات فى تعز أصبحت الأوضاع بها أفضل بكثير لأن المقاومة الشعبية هناك كبيرة، وسيطرنا على غالبية المديريات هناك.
نحن متقدمون أيضًا فى معارك صعدة وهى معقل الحوثيين، وعلى مشارف صنعاء، وفى الحديدة القوات متقدمة فى الساحل، والبيضا أيضا، والوقت اقترب لحسم كل هذه المعارك.
كيف تصف العلاقة بين الجيشين المصرى واليمنى؟
- بداية أود أن أوضح أن الجيش اليمنى نسخة من الجيش المصرى وكلنا كقيادات تخرجنا على أيدى القيادات فى الجيش المصرى وساعدت الكليات الحربية فى تأهيل الضباط اليمنيين، والزعيم جمال عبدالناصر استطاع أن يخرجنا من ظلمة الإمامة، التى كنا سنغرق فيها، وساعد الجيش المصرى اليمنيين فى تثبيت النظام الجمهورى عام 1962، وراح مئات الشهداء من المصريين واستمر الجيش المصرى هنا فى اليمن حتى عام 67 19، ولعب خلال هذه الفترة دورا كبيرا فى مناطق عديدة باليمن.
وما دور قوات التحالف بشكل عام والمصرى بشكل خاص فى معركة اليمن؟
- مصر مشاركة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية، بالإضافة إلى الجانب الإنسانى لكن ليس للقوات المصرية وجود على الأرض فى المعركة.
ودور التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية يتلخص فى استعادة %85 من الأراضى اليمنية كانت واقعة بيد الحوثيين، واستطاع التحالف إنقاذ اليمن من أياد حاولت القضاء عليه بعد أن استولى الحوثيون بدعم من قوات الرئيس الراحل على عبدالله صالح بكل معداته وأسلحته حتى أنهم دخلوا أسواق مأرب ولو كانت مأرب سقطت لكانت كامل المناطق وقعت بيد الحوثيين، والملك سلمان عندما قاد عاصفة الحزم استطاع أن يثبت أمام العالم أنه مازالت هناك أمة عربية وأن المعركة مستمرة واليمن سيبقى، فقبل عاصفة الحزم كان الجيش اليمنى منهارًا تمامًا والشعب واقع تحت سيطرة الحوثى، وبعد دخول العاصفة بدأنا عملية إعادة بناء الجيش مرة أخرى فى 2015 وكانت الإمكانات محدودة فعين الرئيس قيادات جيش جديدة، وتم استدعاء أفراد الوحدات العسكرية بمعنى آخر بدأنا إعادة هيكلة للجيش، وكان هناك تعاون كبير من الإمارات لتحرير عدن كخطوة أولى لتحرير اليمن ككل، وتشكلت مقاومة فى كل محافظات اليمن، بدعم جوى من التحالف، وبالمقاومة فقط تحررت عدن، والضالع ولحج وأبين، ثم دمجنا المقاومة فى الجيش، الآن وضعنا أفضل كثيرا وستكون نهاية المعارك قريبًا.
ما أهم المعارك الدائرة حاليًا فى اليمن؟
- من المعارك المهمة جبهة صرواح فى اتجاه مأرب وهى لا تزال قائمة ومعارك جبهة «نهم» التابعة لصنعاء والجيش مسيطر على مساحات كبيرة منها، رغم صعوبة تضاريس المنطقة، الآن جنودنا على مشارف مديرية أرحب التابعة لصنعاء ووصول الجيش الوطنى إلى هذه المديرية سيكون مكسبا كبيرا لصالح الشرعية فمطار صنعاء على أطراف أرحب كما أنها تقودنا لقلب العاصمة ويسهل إسقاط أمانة العاصمة، ووقتها سنكسب تضامن القبائل ودعمهم.
ومن المعارك المهمة أيضًا تعز وإن كانت الأوضاع أفضل مما قبل لأن السيطرة لم تعد كاملة مثل السابق، والإمدادات أصبحت تصل للناس والأهم أن المقاومة الشعبية مستمرة ونحن مصرون على استمرار المقاومة فنحن هناك نعمل من خلال عدة محاور المقاومة والجيش والتحالف.
وما الدور الإيرانى فيمايحدث باليمن من جهة والمنطقة العربية ككل من جهة أخرى؟
- إيران هى الداعم الأساسى للحوثيين، وتم ضبط سفن وصواريخ إيرانية التى تطلق على المملكة السعودية، فالصواريخ التى كانت فى الجيش اليمنى مداها محدود لا يصل لهذه المسافات، وإيران دعمت الحوثيين بصواريخ يصل مداها 1000كيلو، وفور الانقلاب تم تشغيل 28 رحلة أسبوعيا بين طهران ومطار صنعاء.
يتهم البعض قوى التحالف بأن ضرباتها تسقط مدنيين.. ما مدى صحة ذلك؟
- الحرب دائمًا تحتمل وقوع أخطاء، وحتى القوات الأمريكية فى حروبها لم تسلم من الأخطاء، ولكن بالنسبة للتحالف هى أخطاء قليلة جدا والتحالف حريص ألا يقترب من مناطق بها مدنيون، ولديه قائمة بالمناطق المحظور الاقتراب منها، وهو ملتزم بهذه القائمة.
لاحظنا انتشار الأسلحة فى الشارع اليمنى.. كيف يمكن التحكم فى انتشار السلاح الذى يمثل تهديدًا للأمن؟
- هذه مشكلة كبيرة وقديمة ولدينا خطة للتحكم والقضاء عليها لكن أولوياتنا حاليًا إنهاء المعركة مع الحوثيين والقضاء على الإرهاب، لكن الشعب اليمنى أقل خطورة من غيره فى استخدام السلاح وجزء منها راجع للطبيعة القبلية لديهم.
«القاعدة» كانت متجذرة فى بعض المناطق باليمن.. ما مدى حجم التواجد الحالى لها وهل لديكم خطة للقضاء على بقاياها؟
- القاعدة موجودة لكن بشكل محدود وبأعداد قليلة ليست كما كانت فى السابق، وليس لها مكان ثابت وإذا شعرت عناصرها بتواجد الجيش تنتقل من مكان لآخر ليس لها معقل ثابت، وسوف تنتهى بانتهاء وجود الحوثيين لأن التطرف الشيعى يخلق أمامه تطرفا سنيا.
ما العلاقة بينكم وبين قوات على عبدالله صالح؟
- كلنا كنا فى الجيش الوطنى الذى كان تحت حكم على عبدالله صالح، لكن عندما تحالف مع الحوثيين رفضنا نهجه، والآن معنا فى الجيش عدد كبير من قواته السابقة، وليس لدينا مانع من التعاون مع أى من أسرته ما دام فى إطار الخضوع للشرعية.
الفريق محمد المقدشى فى سطور
* الفريق الركن محمد على المقدشى عسكرى يمنى «1962» هو قائد المنطقة العسكرية الوسطى سابقاً 2008، وقائد المنطقة العسكرية السادسة فى 2013، وفى مايو 2015 تعين المقدشى رئيس «هيئة الأركان العامة» بوزارة الدفاع فى خضم الحرب الأهلية اليمنية، ثم رقى لرتبة فريق، وعين مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، القائم بأعمال وزير الدفاع.
* حاصل على بكالوريوس علوم عسكرية- الكلية الحربية 1984م، وإجازة شريعة وقانون- جامعة صنعاء 1990م، ماجستير علوم عسكرية أسلحة مشتركة- كلية القيادة والأركان 1996م.
* تولى المقدشى العديد من المناصب فى اللواء الرابع عروبة، فترقى من قائد سرية مشاه «1984-1986» إلى رئيس عمليات دبابات اللواء الرابع «1986-1987»، ومن ثم تعين قائداً لـ«قطاع حرض وميدى» فى اللواء ذاته «1987-1989»، وبعد ذلك أصبح «أركان كتيبة مدفعية» اللواء «1989-1992»، ومن ثم ضابط أمن اللواء «1992-1994»، وبعد ذلك أصبح قائد «كتيبة مشاه اللواء» «1994-1996».
* أركان حرب حرس حدود محور الحديدة «1997-1999م».
* رئيس عمليات اللواء 13 مشاه «1999-2001م».
* رئيس أركان اللواء 23 مشاه ميكا «2001-2006م».
* قائد «محور عتق»- قائد اللواء 21 ميكا «2007-2008م».
* قائد المنطقة العسكرية الوسطى وقائد اللواء 13 مشاه عام 2008م.
* نائب «رئيس هيئة الأركان العامة» للشؤون الفنية 2012م.
* قائد المنطقة العسكرية السادسة «10 إبريل 2013 - 12 يوليو 2014م». «3»
* رئيس «هيئة الأركان العامة» بوزارة الدفاع عام 2015م. «2»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة