لم تنته الحملات الصليبية على المشرق، بتوقيع صلح الرملة بين السلطان صلاح الدين الأيوبى والملك ريتشارد قلب الأسد ملك بريطانيا، بل ظلت مستمرة لأهداف دينية وأخرى اقتصادية.
وتحل اليوم ذكرى فك أسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا، وخروجه من محبسه فى دار ابن لقمان بمدينة المنصورة فى مصر، فى 7 مايو 1250، بعدما قام بقيادة الحملة الصليبية السابعة عام 1248، وكان حينها فى الثلاثين من عمره، حسبما ذكر الكاتب الصحفى سعيد الشحات فى كتابه "ذات يوم"، نقلا عن كتاب "مصر والشام والصليبيون" للدكتور محمد حلمى أحمد.
وبدأت الحملة بانتصار لويس بعدما استطاع السيطرة على مدينة دمياط، بعدما انسحب المدافعون عن المدينة بسرعة بعد أن ظنوا أن سلطانهم الملك "الصالح أيوب" المريض قد مات، كما فر السكان المذعورون، وهكذا سقطت دمياط دون مقاومة.
لكنه عندما وصل لويس المنصورة كانت المقاومة قد اشتدت ضد القوات الصليبية، وكان يقود صفوف الجيش آنذاك الأمير بيبرس الذى صار فيما بعد السلطان الظاهر بيبرس، واستطاع هزيمة الصليبيين فى معركة المنصورة، وأسر لويس التاسع نفسه، ومعه أخواه الكونت شارل والكونت ألفونس وانتقلوا إلى دار القاضى فخر الدين بن لقمان فى المنصورة، ووفقا لما ذكره كتاب "تاريخ الحروب الصليبية" للدكتور محمد سعيد عمران، أنه بعد بضعة أيام فتحت أبواب المفاوضات لفك أسر لويس، وانتهت إلى أن يسلم الملك الفرنسى مدينة دمياط فدية عن نفسه، ويدفع مبلغ "ثمانمائة بيزنط" فدية للأسرى الصليبيين، ويطلق سراح الأسرى المسلمين الذين فى حوزته، وأسرى المسلمين فى الشام، وأن يعمل الصليبيون على حفظ الأمن والاستقرار فى جميع البلاد التى تحت أيدى الصليبيين فى بلاد الشام، وأقسم الطرفان على احترام شروط الصلح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة