أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

هل تحتاج سوريا لقوات عربية ؟

الإثنين، 07 مايو 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعدما فشلت الضربة الثلاثية، الامريكية الفرنسية البريطانية، فى تحقيق أهدافها داخل سوريا، لم تجد الادارة الأمريكية من مخرج لازمتها إلا التصريح برغبة واشنطن فى سحب قواتها من سوريا واستبدالها بقوات عربية ، وأنه على الدول الثرية فى المنطقة أن تدفع ثمن تواجد هذه القوات فى سوريا ، كما قال دونالد ترامب، الذى يبدو أنه فى حيرة من امره تجاه الملف السورى ولا يعلم إلى أين سيذهب .
 
حيرة ترامب دفعته لإلقاء قنبلة القوات العربية فى وجه الجميع ، منتظراً ردود الإفعال ، لكن كعادة العرب نترك الهدف ونبحث عن الفروع ، وربما التشويه والتكهن فى أحيان كثيرة ، فبمجرد ان قالت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة ترامب تسعى لحشد عسكريين من الدول العربية ليحلوا محل الجنود الأمريكيين فى سوريا من أجل استقرار الأوضاع هناك ، وأن الإدارة الأمريكية دعت مصر والسعودية وقطر والإمارات لتخصيص مليارات الدولارات لإعادة أعمار شمال سوريا ، بالإضافة إلى إرسال قواتها إلى هذه المنطقة ، تعامل البعض مع هذه الطرح على أنه أصبح امر واقع ، وبدأت الأحاديث تكثر هنا وهناك ، وتدعى أن مصر فى سبيلها لإرسال قوات لسوريا ، وغيرها من الأكاذيب التى طالعتنا الأيام الماضية ، ولم يمنح هؤلاء أنفسهم الوقت لمجرد التفكير فى الأمر ، قبل أن يرددوا أمور يعلموا أنها أكاذيب.
 
بالنسبة لمصر، فإن الموقف واضح وضوح الشمس، وأكدت عليه وزارة الخارجية قبل أيام، بتصريحات للمستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم الوزارة أكد خلالها أن المبادئ الحاكمة لإرسال قوات مصرية خارج أراضيها معروفة للجميع ، ولا تتم إلا وفقاً لآليات دستورية وضوابط وقواعد تم التأكيد عليها أكثر من مرة  ، مثل الحالات الخاصة بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بالتالى فلا مجال للتكهن ، فاذا كان لدى مصر النية لذلك سيعلم الجميع ، ولن يحدث الأمر سراً ، لان الدولة المصرية دولة مؤسسات، وتحترم مؤسساتها ، ولن تخرج أبداً عن الاطر الدستورية الحاكمة لهذا الأمر، هذا أذا افترضنا جدلاً ان مصر وافقت على المقترح الأمريكى، لأن الدولة المصرية منذ 30 يونيو 2013 ولها موقف واضح من الأزمة السورية قائم على أسس ومبادئ لا تتغير، وليس فى حسبانها أى تدخل عسكرى خارجى.
 
مصر تنتهج سياسة ثابتة تجاه الأزمة السورية قائمة على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، إضافة للحل السلمى عن طريق التفاوض بين جميع الاطراف، وترفض مصر أن تكون سوريا مركزا لتصفية صراعات القوى الدولية، وتعى بشكل جيد بأن الحلول العسكرية لن تقدم حل نهائى للأزمة السورية ، كما تدعم الدولة المصرية الجهود الرامية إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى جميع الأراضى السورية ، والوقف الفورى للعنف ، وتحسين الأوضاع الإنسانية ، هذا هو الهدف المصرى المعلن والمعروف للجميع ، أخذاً فى الاعتبار أن مصر تدير سياستها الخارجية بشفافية شديدة ولا تتعامل بوجهين .  
 
بالفعل هناك طرح أمريكى بإرسال قوات عربية لسوريا، لكن هذا الطرح لم يخضع للنقاش الجدى من الدول المعنية، وربما لن يحدث اى نقاش مستقبلى، لأن ترامب يهدف منذ البداية إلى توفير ملاءة مالية للقوات الأمريكية، لذلك قال إنه يريد الخروج من سوريا لكن إذا كانت دولاً تريد بقاء القوات الأمريكية فى سوريا فعليها دفع فاتورة بقائها ، أذن الموضوع مرتبط بمقايضة مالية يبحث عنها ترامب ، وربما ينجح فى هدفه .
 
ولا يجب هنا تجاهل تصريحات رئيس أركان الجيوش الفرنسية فرنسوا لوكوانتر الذى قال قبل يومين انه "لا يتصور" أن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا قبل القضاء على تنظيم داعش، علماً بان فرنسا أرسلت قوات خاصة لسوريا، وهو ما كشف عنه وزير الدفاع الامريكى جيم ماتيس، وهو ما يؤكد أن البحث عن قوات عربية غير مطروح ، لأن سوريا بها ما تحتاجه من قوات ، كما أن فرنسا ليس من مصلحتها أن تخرج من دمشق ، لأنها تعتبرها منطقة إستراتيجية لها، وتساعدها فى حلحلة الامور السياسية بلبنان .
 
كل التقديرات السياسية تؤكد أن موضوع القوات العربية ما هو الا فرقعة إعلامية من جانب إدارة ترامب ، لكن تم استغلالها من كيانات وتنظيمات تحاول دوماً الترويج للأكاذيب ، علها تجد لنفسها مكاسب ، وهو ما أعتدنا عليه خاصة بعد 30 يونيو 2013 من جانب الجماعة الإرهابية ومن يقدمون لهم الدعم فى تركيا وقطر  .
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة