هل بمقدورك أن تفهم ماذا أعنى إذا تَلوتُ على مسامعك بيت الشعر القائل
تُشِيحُ عَلَى الفَلاةِ فَتَعْتَليها.. بنَوْعِ القَدْرِ إِذ قَلِقَ الوَضِينُ؟ ماذا إذاً لو قلتلك بالبلدى كدة، متوغوشنيش عليك، هذا هو الفارق بين الفصحى والعامية! والمعروف ان مصر هى من أول الشعوب التى عرفت اللغة المكتوبة بتطوراتها بداية من الهيروغليفية بأشكالها نهاية بالقبطية المصرية والتى كانت لسان شعب مصر قبل ان تحل محلها اللغة العربية ، واحتفظت اللغة العامية التى كانت لها الغلبة على الفصحى بكثير من الكلمات القبطية القديمة والتى نستخدمها فى حياتنا اليومية ، فإذا استوقفتك كلمة رفضت الرجوع لأصل عربى فاعلم أنها من ضمن ما تبقى من تلك اللغة القديمة سواء قبطية أو غيرها ممن حكموا مصر .
فما يكاد الطفل أن يفتح عيناه نخاطبه بكلمات نشعر وكأنها كلمات مفككة لا تصلح إلا لعوالمهم
فإذا عطش الطفل قلنا له "أمبو" وإذا جاع قلنا له "مم" واذا رفض الاكل قلنا له "هم" وإذا غضبنا عليه كشرنا عن انيابنا بكلمة "كخ" وأن دعبناه بلطف قلنا له "بخ".
وللكبار أيضا نصيب "ياما" من ذلك المعجم .
ضمن تلك الكلمات التى نستخدمها أيضا كلمة "بكاش" وكاش هو القلم بالقبطية مع إضافة الملكية ، فأصبح صاحب القلم "بكاش" كثير الكلام كما القلم ومن يستخدمونه ، ولإننا كثيرا ما تستعصى علينا أمور كثيرة نقول " عافرت فيها ومقدرتش " ومن بين الكلمات أيضا كلمة " حَوٌد " بمعنى خدلك جنب والتى زعم سائق ان يكتبها على زجاج سيارته الأجرة " حود ل اقطمك " ليتلاشوا "لهوجته " فى القيادة، وليس باستطاعتنا ان نستخدم الكهرباء كوّن أصابعنا "مبلبطة" اَى بها ماء.
وسمعنا كثيرا من الباعة الجائلين بـ"الورور" وهم ينادون على الفجل كونه طازج "ورور يا فجل" ، أو عندما يعرب الإنسان عن قلقه فلا أبلغ من كلمة "ابتديت اتوغوش" حتى عندما نستغرب من فعلة شخص ما نقول يا ابن الآيه وهى فى الأصل شتيمة وسُبة ف "الايه" هى البقرة ، ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك سيتردد على مسامعنا كثيرا كلمه "أيوحا" وهى كلمة قبطية صميمة" يووه " وهو القمر ومنها يوحا، والضيف الدائم على مائدة السحور الفول "المدمس" اَى المدفون حيث طريقه طهيه قديما، والعلامة التجارية لإفطار المصريين ، ومعه " الاوطة " الطماطم ف "أوطاه" هى الثمرة بالقبطية والشىء بالشىء يذكر، إذا غضبت عليك صاحبك قلت له " اتطمس" أو اندفن أو جاتك "أوا" ليبادرك على الفور بجملة يا أخى " فِضك " أو يا أخى "خلص".
ومن الكلمات التى كادت ان تنقرض "خُن" و"سُك الباب" و" ذِمَّ الباب " ولحم " مشف" وما يرتبط بكلمات الحيوانات " بِس وسِك وجر ووخد "تعو ".
ومازال الفلاح المصرى بصعيد مصر يحتفظ بأسماء عدة عند إعداد الارض وتقسيمها قبل الزراعة ، فكلمة " طاش و فراد ونُقرة وسرابة وسوقة و روال وشراقى واُنكت " كلمات ترتبط بالسنة التوتية اول شهور السنة القبطية ، والتى تنتهى بزواج الأبناء لننتقل لكلمة "شووووبش "على أهل العريس ، اَى مئة فرحة .
مئة فرحة على مصر ، فمصر وإن عممت الفصحى أو فصحت العامية ستظل أم الدنيا .
اسعد الله أيامكم وحفظ الله مصر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة