أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، مساء أمس الاثنين، بدء عملية عسكرية لتحرير مدينة درنة من الإرهابيين، وذلك بعدما وصلت المساعى السلمية إلى طريق مسدود ورفض الجماعات المتطرفة الخروج من المدينة وتسليم أسلحتهم.
وقال المشير حفتر فى كلمته خلال احتفال بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق "عملية الكرامة" فى بنينا شرقى بنغازى: "بلغنا إلى أقاصى الجنوب بتضاريسها الوعرة وأنشأنا بها مناطق عسكرية واتسعت دائرة انتشار الجيش وسيطرته إلى مناطق فى الغرب والوسط ولم يبق فى الشرق إلا درنة، التى استمرت من أجلها المساعى السلمية بوساطة العقلاء لتجنبها ويلات الحرب لكننا وصلنا لطريق مسدود نتيجة لتعنت الجماعات الإرهابية الرافضة للسلم".
وأكد حفتر أن ساعة الصفر لتحرير مدينة درنة قد دقت وأن القوات المسلحة الليبية بدأت تدك معاقل الإرهاب فيها، مشيرا إلى أنه أصدر تعليمات بتجنب إصابة المدنيين فى العمليات العسكرية التى يقودها الجيش الوطنى ضد الجماعات المتطرفة فى مدينة درنة شرق البلاد.
وتخضع مدينة درنة لسيطرة "مجلس شورى المجاهدين"، وهو ائتلاف يضم ميليشيات متطرفة وجماعات متشددة وتنظيم داعش الإرهابى.
وتحاصر قوات الجيش الوطنى الليبى منذ عدة أشهر مدينة درنة الساحلية التى يقطنها ما يقرب من 150 ألف نسمة وتعتبر معقلا تاريخيا للمتطرفين فى شرق ليبيا.
وتكتسب مدينة درنة أهمية استراتيجية فى معركة الجيش الوطنى الليبى مع الإرهابيين فى البلاد، نظرا لموقعها على الساحل الشرقى للبلاد، بالإضافة إلى قربها من الحدود مع مصر.
وسيطرت جماعة أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة على المدينة، بين عامى 2011 و 2014. وفى نهاية عام 2014 استولى عليها مسلحون انشقوا عن الجماعة وبايعوا تنظيم داعش الإرهابى.
فيما نعى المكتب الإعلامى لغرفة عمليات عمر المختار التابعة للقيادة العامة للجيش الليبى 5 من جنود الجيش قد قتلوا أثناء المواجهات مع قوات مجلس شورى مجاهدى درنة بمحورى الحيلة والفتايح جنوب شرق درنة.
وقال المكتب الإعلامى لغرفة عمليات عمر المختار، إن الجنود الخمسة من أبناء درنة وطبرق والتميمي ومرتوبة والأبيار.
وتمكنت القوات المسلحة الليبية من السيطرة على مواقع جديدة فى مدينة درنة عقب انسحاب الجماعات المتطرفة من تخوم المدينة، فيما أعلن قائد غرفة عمليات عمر المختار فى درنة، اللواء سالم الرفادى، انطلاق عملية عسكرية شاملة لتحرير مدينة درنة من قبضة الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وقال اللواء سالم الرفادى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، اليوم الاثنين، إنه عقب خطاب القائد العام للجيش الليبى تم إطلاق العملية العسكرية بشكل رسمى، موضحا أن قوات الجيش الليبى تقوم بعملية عسكرية شاملة لتحرير درنة.
وفى سياق متصل، شهد المشير خليفة حفتر تخرج الدفعة 51 من الكلية العسكرية فى احتفال عسكرى يحمل رسالة إلى الجماعات المتطرفة التى تخوض اشتباكات ضد الجيش فى درنة شرق، وإلى قوى سياسية ومسلحة فى طرابلس، مفادها أن الجيش الليبى موحد تحت قيادة واحدة ومستمر فى معركته ضد الإرهاب.
وقال المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة الليبية، العميد أحمد المسمارى، إن المقاتلات التابعة لسلاح الجو الليبى المشاركة فى الاستعراض عدد منها جديد، إضافة إلى الصواريخ العابرة للحدود ومنظومة الدفاع الجوى والمدرعات والآليات العسكرية.
وأشاد المشير خليفة حفتر بالجيش الليبى "جيشنا متماسك لا يخون العهد ولا ينتمى إلى فرد أو عائلة أو قبيلة أو مدينة بل جيش كل الليبيين ولا يبالى بالموت من أجل شعبه ودينه ووطنه، ويحمى المسار الديمقراطى لبناء الدولة المدنية ويحمى مقدراته بروحه ودمه".
وشنت قوات الجيش الليبى منذ 2014 حربا بلا هوادة فى بنغازى وغيرها من المدن ضد فصائل إسلامية بينها بالخصوص ما يعرف بـ"مجلس ثوار بنغازى" وهو تحالف لمجموعات إسلامية بينها تنظيم داعش الإرهابى وأنصار الشريعة، انتهت بإعلان تحرير بنغازى من الإرهاب.
وأطلق المشير خليفة حفتر منتصف مايو 2014 عملية الكرامة العسكرية التى تهدف لمواجهة الإرهاب، ومنذ ذلك الحين وهو يقاتل المجموعات الإسلامية المسلحة التى تحالفت مع تنظيم داعش بعد أن عينه البرلمان قائدا عاما للجيش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة