وائل السمرى

الفرق بين زين الدين زيدان والظياطين ظَيَطَان

الأربعاء، 09 مايو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وعن اتهامه باختيار أحد فنادق كييف للإقامة قبل نهائى دورى الأبطال واختيار قميص يتفاءل به، قال زيدان: «أنا لا أؤمن بالخرافات، أنا لا أختار الفنادق التى نستعد بها، ولا أختار قميصاً معيناً واستبعد آخر لأننى لا أحبه، هذا كله عالم من الخرافات».
 
كان هذا رد المدرب العالمى «زين الدين زيدان» على أحد الصحفيين الذين سألوه عن أسباب تفضيله لأحد الفنادق التى يقيم بها فريقه أثناء استعداده لمباراة الدور قبل النهائى لدورى أبطال أوروبا، وهو رد لا ينقصه الفجاجة ولا الوقاحة، لكننى فى الحقيقة أراها فجاجة مستحبة ووقاحة مطلوبة، فما أسخف من اتهام يسلب منك عرقك، ولا أوقح من اتهام يلبسك ثوب أنت غير راضٍ عنه، وفى الحقيقية فقد سعدت بوقاحة زين الدين زيدان مدرب فريق ريال مدريد فى رده، لأنه لم ينف التهمة فحسب، لكنه شرح وجهة نظره الراسخة التى تعتمد على الجهد والعرق فى إثبات الذات وتحقيق البطولات، مستبعدة تماما كل خرافات التفاؤل والتشاؤم والحظ والتبرك، فكل هذه المفردات أصبحت سلعا عفنة يحتقرها كل من يحترم نفسه ويقدس عمله، وللأسف لا تجد هذه المصطلحات رواجا إلا فى بلادنا، والأكثر أسفا أن الأكثر تخلفا هو الأكثر رواجا. 
 
لدينا فرق كبيرة تتحدث بعد كل مباراة تخسرها عن شكل الأتوبيس الذى نقل اللاعبين الذى تشاءم منه اللاعبون والجهاز الإدارى والجهاز الفنى والجمهور ومجلس الإدارة والمديرون والمراقبون والحكام، ولدينا فرق كبيرة تتخذ من السحر وسيلة لتحفيز اللاعبين إذا ما كسبوا ولوم الفرق الأخرى إذا خسرت، ولدينا شخصيات عامة تظهر فى وسائل الإعلام المختلفة لتردد أن السحر هو سبب فوز الفريق الفلانى أو خسارة الفريق العلانى، كلها خرافات، تفاهات، شماعات، يعلق عليها الفشلة فشلهم، ويستخدمها الدجالون كحبوب منومة للجمهور، ويستخدمها الفشلة كحبوب مسكنة لآلام الفشل. 
 
هذا اللاعب «نحس» وهذا اللاعب «وش الخير» وهذا اللاعب «سعيد ومسعد واللى يحب ربنا يسعد»، خطاب لا يليق بشعب يعرف أدنى مبادئ العمل، أو يتطلع لتقدم حقيقى أو يستعد لخوض معركة التحرير من التخلف، وللأسف تجد مفردات «التفاؤل والتشاؤم والحظ والنحس والسحر والأعمال والأحجبة» رواجا كبيرا عند «الظياطين» الذى ينتهزون الفرص ليشيعوا فى المناخ العام، تلك الخرافات، وهذا هو الفرق بين هؤلاء الكذابين الأفاقين الذين لا يحلمون سوى بظهور مؤقت على شاشات التليفزيون أو «سبوبة طرية» فى استديوهات التعليق أو سمسرة مجزية من هذا النادى أو ذاك، وزين الدين زيدان، ذلك البطل الذى قاد بلاده للفوز بكأس العالم، وقاد فريقه للتربع على عرش كرة القدم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة