ليلة مريرة مرت على إيران بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووى الذى أبرمته مع القوى الدولية فى عام 2015، بعد عشرات السنوات من المفاوضات مع المجتمع الدولى، وقد أثار القرار صباح اليوم، الأربعاء، ردود أفعال حادة بين المسئولين الإيرانيين والتيار المتشدد الذى بدأ التصعيد حيال قرارات الإدارة الأمريكية بإعادة العمل بالعقوبات على طهران، والتراشق الكلامى، الأمر الذى وصل إلى إحراق العلم الأمريكى داخل قاعة البرلمان فى افتتاحية جلسة اليوم.
🔴🔴🎥دانشجویان تهرانی #برجام را در میدان آزادی آتش زدند/ آنها با سر دادن شعار «مطالبه یک کلام #آتیش_بزن_به_برجام»خواسته خود از دولت در اعتراض به خروج آمریکا را اعلام کردند. pic.twitter.com/pM9F0FfalY
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) May 9, 2018
وفى هذا السياق قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية، التى تنتمى للحرس الثورى أن نواب البرلمان قاموا بمستهل الجلسة العلنية للمجلس، بإحراق العلم الأمريكى والاتفاق النووى وذلك ردا على انسحاب ترامب من الاتفاق، فضلا عن إطلاق النواب المتشددين شعار "الموت لأمريكا"، ووفقا للوكالة دعا النواب إلى إحراق الاتفاق وهو الشئ الذى وعد به المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى فى يونيو عام 2016.
من جانبه ندد رئيس البرلمان علي لاريجانى بانسحاب ترامب من الاتفاق النووى، معتبرا أن خطواته جعلت عدم الوثوق بتعهدات أمريكا فى الذروة، ووصف لاريجانى، فى كلمته لدى بدء اجتماع المجلس اليوم، خطاب ترامب أمس بالسخيفة مشيرا إلى أنه قام بحركات استعراضية.
ولم تصمت المؤسسة الفاعلة فى السياسة الإيرانية حيال القرار فقد اعتبر قائد الحرس الثورى الإيرانى الجنرال محمد على جعفرى أطراف الاتفاق الأوروبية غير مستقلة فى قراراتها قائلا "من الواضح أن الأوروبيين غير قادرين على اتخاذ قرار مستقل بين إيران وأمريكا وأنهم مرتبطون بأمريكا مصير الاتفاق الإيرانى واضح".
وأضاف انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أظهر أن مسألة تخصيب اليورانيوم ليست سوى ذريعة لمحاولة الحد من برنامج الصواريخ فى الجمهورية الإسلامية ونفوذ إيران فى المنطقة.
ورغم أن بريطانيا وألمانيا وفرنسا حثت الولايات المتحدة على ألا تتخذ خطوات تزيد من صعوبة المهمة بالنسبة للدول التى ما زالت تريد الالتزام بالاتفاق النووى الذى انسحبت منه واشنطن، لكن جعفرى شكك فى قدرة الدول الأوروبية الثلاث على التصرف من تلقاء نفسها أو إنقاذ الاتفاق.
وشدد الحرس الثورى على تعزيز قدرات إيران العسكرية، وقال جعفرى "وبالنظر إلى حقيقة أن مشكلة العدو هى قدراتنا العسكرية فأن القوات المسلحة يجب أن تولى المزيد من الاهتمام لتعزيز قدراتها"، كما أشار إلى أن إيران لديها خبرة طويلة فيما يتعلق بتنمية البلاد فى ظل العقوبات.
وعلق القائد العام للجيش الإيرانى اللواء عبدالرحيم موسوى، معتبرا أن أكبر خطيئة فى الاتفاق النووى هو إضفاء الشرعية على التفاوض مع الولايات المتحدة، قائلا "نشكر الله لخروج أمريكا من الاتفاق"، وأضاف، "منذ البداية كنت على قناعة بذلك لكن الفائدة الأكبر منها هى إثبات عدم التزامهم (الولايات المتحدة) به مرات عديدة".
كما دعا القائد العام للجيش الإيرانى لرفع جهوزية بلاده، قائلا "فى ضوء التهديدات يجب أن نرفع مستوى جهوزيتنا يوما بعد يوم والجندى هو العنصر الأساسى فى توفير الأمن".
وعلق رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، معتبرا أن الاتفاق النووى لم يكن منذ البداية يمثل طموح الإيرانيين، مشيرا إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة سعت لشن هجوما عسكريا على إيران، وأضاف أنهم عندما أدركوا عدم تحقيق ذلك توجهوا للحرب الاقتصادية، مشدد على ضرروة الاعتماد على قدراتهم الداخلية.
المرشد والحرس الثورى
أما وزير الداخلية الإيرانى عبد الرضا رحماني فضلي، أوضح أن مجلس الوزراء ناقش قبل أشهر القرار الأمريكى وتم تشكيل فرق عمل اقتصادية وتجارية وأمنية بهذا الشأن، وأكد أن جميع القرارات قد اتخذت لمختلف السيناريوهات، "وتضمنت كلمة رئيس الجمهورية خلاصة لجميع القرارات المتخذة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة