عندما قرأت عن جولاتهم «الفنية الفدائية» الرائعة فى أعمق أعماق قرى ونجوع صعيد مصر، وحلايب وشلاتين، وأرض الفيروز، حرصت أشد الحرص على تلبية الدعوة الكريمة لتكريمهم فى مسرح «السلام» من قبل السيدة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة النابهة.
هم نخبة فائقة التميز من خيرة المصريين من جميع الأجيال، أبدعوا عملًا مسرحيًا فنيًا ملهمًا اسمه «ولاد البلد»، ولإيمانهم الشديد بنبل ورقى رسالتهم التى تقوم على تحقيق مبدأ «العدالة الفنية والثقافية»، قاموا بتجربة غير مسبوقة بعرض مسرحيتهم فى أماكن نائية يصعب الوصول إليها، لدرجة أنهم فى بعض هذه الأماكن كانوا يقدمون عرضهم المسرحى الخلاب فى الشارع، وقد وثقوا تجربتهم المتفردة هذه فى فيلم تسجيلى قصير يتميز بالسلاسة والجمال، وقد تأثرنا جميعًا أثناء مشاهدته باللقطات المعبرة التى عكست آراء وانطباعات المواطنين شديدة الإيجابية، خاصة فئتى الأطفال والشباب.
وقد زين هذه الأمسية الساحرة وزادها حسنًا ما أعلنت عنه السيدة وزيرة الثقافة فى كلمتها عن إطلاق مبادرة «مسرح المواجهة» الذى سيجوب مصر كلها بإذن الله، اعتبارًا من بداية شهر يوليو، تأسيًا بما تحقق من نجاح باهر على أيدى صناع «ولاد البلد».
كل الشكر والتقدير لكل من صنع وساند ودعم هذه التجربة الملهمة، وكل الأمل فى انطلاقة فنية ثقافية كثيفة ومبدعة تستطيع أن تصل إلى كل شبر من أرضنا المحروسة، لأن الفن الهادف و«مسرح المواجهة» هما أسرع وأنجح وسيلة يمكننا بها القضاء على التشدد والتطرف الفكرى الذى يشكل أساس وقوع بعض شبابنا كفريسة لجماعات الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة