نهلة الصعيدى

امرأة تحدث عنها القرآن

الجمعة، 01 يونيو 2018 05:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
امرأة عظَّم القرآن شأنها لرجاحة عقلها، وسعة حكمتها، وغزارة فهمها، وخلد القرآن الكريم ذكرها فكان خلودًا للمرأة فى كل زمان ومكان، امرأة أدركت أنها تُواجِه أعظم ملوك الأرض، أحد أنبياء الله الكرام، فأعلنت إسلامها، واعترفت بظلمها لنفسها، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين، وتَبِعها قومها على الإسلام. 
إنها بلقيس ملكة سبأ، التى أُوتيت من كلِّ شىء ولها عرشٌ عظيم، لم تكن امرأة عادية، أو ملكة حكمت فى زمن من الأزمان ومر ذكرها مرور الكرام، بل كانت امرأة حسنة التفكير، حازمة التدبير، وكانت ملكة بارعة المناورة، حسنة المشاورة، بعيدة عن التسلط فى حكمها، والتعصب لرأيها «قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِى فِى أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُون»، وذلك على الرغم من أنه كان بمقدورها أن تكتفى برأيها، وهى الملكة العظيمة صاحبة الملك المهيب، لكنها كانت ترى ببصيرتها النيّرة ما يحقق مصلحة الجماعة لا مصلحة الفرد.
كانت بلقيس سياسية ماهرة، ذكية فطنة رزينة حكيمة، ومن أمارات حكمتها وصفها لكتاب سليمان بأنه كريم، وهى ما زالت كافرة، ومن أمارات فطنتها أنه لما ألقى عليها كتاب سليمان علمت من ألفاظه أنه ليس ملكًا كسائر الملوك، وأنه لا بد وأن يكون رسولًا كريمًا وله شأنٌ عظيم؛ لذلك خالفت وزراءها الرأى عندما أشاروا عليها باللجوء إلى القوة، فكانت أكثر حكمة منهم، وارتأت بأن ترسل إلى سليمان بهدية، لتتفقد أحواله وتعرف عن سلطانه وملكه وجنوده وتختبره بها، أهو رجل سلطان ومادة، أو رجل مبدأ وعقيدة؟ أتغير الهدية رأيه وتخدعه؟ 
ولما رفض سيدنا سليمان الهدية «بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ* ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا»، ولما رجعت الرسل إلى بلقيس بما قال سليمان قالت: قد والله عرفت ما هذا بملك، وما لنا به من طاقة، وما نصنع بمكاثرته شيئًا، وبعثت إليه «أنى قادمة عليك بملوك قومى حتى أنظر ما أمرك، وما تدعو إليه من دينك». فلما قدمت إليه، وعرض عليها عرشَها الذى استحضره قبل وصولِها، وأدخل عليه بعضَ التعديلات؛ حيث جعل بلاط القصر مصنوعًا من زجاج صاف يجرى الماءُ من تحته ليختبرَ ذكاءها، فجاءت إجابتها فى منتهى الذكاء والحكمة فلم تنكرْه ولم تدَّعِه، بل قالت «كَأَنَّهُ هُوَ» 
وعندما دخلت على سليمان جَمَعت ثيابها وشمرت عن ساقيها؛ لكى لا يبتل بالماء، فقد خدعتها العينُ إذ رأت الماءَ ولم تر الزجاجَ فوقه، وكانت هذه رسالة من سليمان لها، فإذا كانت تعبدالشمس لأنها تراها، فهناك الله الذى خلقَ الشمس ولا تدركه الأبصار. 
وهكذا صارت بلقيس امرأةً صالحة مؤمنة فى موكبِ النِّساء المؤمنات اللاتى تحدّثَ عنهنَّ القرآن، إنها امرأة انتقلت من الوثنيةِ إلى دينِ التوحيد، وقادت قومها للإيمان بالله بعدما علمت أن رسالة سليمان هى الحق.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة