رصد علماء ملمحا جديدا فى واحد من أكثر العوالم العجيبة فى النظام الشمسى، هى حقل كبير من الكثبان على سطح الكوكب القزم البارد بلوتو، يتكون فيما يبدو من حبيبات الميثان المتجمد وشكلته الرياح.
وقال العلماء أمس الخميس إن الكثبان، التى رصدت فى صور التقطها المركبة (نيو هورايزون) التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أثناء عبورها قرب بلوتو عام 2015، تقع على الحدود بين نهر متجمد من النيتروجين على شكل قلب يسمى سبوتنيك بلانيتيا وسلسلة جبال الإدريسى المكونة من مياه متجمدة.
وقال جانى رادبو العالم المتخصص فى الكواكب بجامعة بريجهام يانج "على الرغم من أن بلوتو بعيد جدا عن الأرض وشديد البرودة، فإن به مجموعة من الأشياء التى لم نتوقع رؤيتها. إنها أكثر إثارة للاهتمام بكثير مما كنا نتخيل كما أنها تخبرنا بأن هذه الأجسام البعيدة للغاية تستحق الزيارة".
وتغطى الكثبان نحو 2000 كيلومتر مربع، أى ما يقارب حجم طوكيو. ومثل وجودها مفاجأة إذ كانت هناك بعض الشكوك بشأن إن كان الغلاف الجوى الرقيق للغاية لبلوتو، المؤلف بشكل أساسى من النيتروجين وكميات صغيرة من الميثان وأول أكسيد الكربون، يمكن أن يجمع الرياح اللازمة لتكوين هذه المعالم.
ويدور بلوتو، وهو أصغر من قمر كوكب الأرض ويبلغ قطره نحو 2380 كيلومترا، على بعد نحو 5.8 مليار كيلومتر من الشمس، أى أبعد بما يقارب 40 مرة من مدار الأرض. ويتميز سطحه بالسهول والجبال والوديان.
ويتحول الميثان وأول أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكربون والنيتروجين، وتكون كلها فى الحالة الغازية على الأرض، إلى الحالة الصلبة بسبب درجات حرارة بلوتو التى تقترب من الصفر المطلق. وتشكلت كثبان بلوتو بفعل رياح معتدلة تصل سرعتها إلى نحو 35 كيلومترا فى الساعة حاملة معها فيما يبدو حبيبات الميثان المجمدة من قمم جبال.
